منتديات المرقاب الأدبية

منتديات المرقاب الأدبية (http://www.montada.mergaab.com/index.php)
-   ..: مرقاب القُدس و الأدب الإسلامِي :.. (http://www.montada.mergaab.com/forumdisplay.php?f=61)
-   -   شرح حديث الفتن (http://www.montada.mergaab.com/showthread.php?t=41450)

محمد السالم 25-09-2008 02:06 AM

شرح حديث الفتن
 
[align=right]

عن حذيفة: إنه قدم من عند عمر، قال: لما جلسنا إليه أمس سأل أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أيكم سمع قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الفتن؟ فقالوا: نحن سمعناه، قال، لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وماله، قالوا: أجل، قال: لست عن تلك أسأل، تلك يكفرها الصلاة والصيام والصدقة؛ ولكن أيكم سمع قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الفتن التي تموج موج البحر؟ قال: فأمسك القوم وظننت إنه إياي يريد، قلت: أنا؟ قال لي: أنت لله أبوك، قال: قلت: تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير، فأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، وأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء حتى يصير القلب على قلبين: أبيض مثل الصفا لا يضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربد كالكوز مجخًيا، -وأمال كفه-، لا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا؛ إلا ما أشرب من هواه.

"... فشبه عرض الفتن على القلوب شيئًا فشيئًا كعرض عيدان الحصير وهي طاقاتها شيئًا فشيئًا، وقسَّم القلوب عند عرضها عليها إلى قسمين: قلبٌ إذا عرضت عليه فتنة، أشربها كما يشرب السفنج الماء، فتنكت فيه نكتة سوداء، فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسود وينتكس، وهو معنى قوله: (كالكوز مجخيا)، أي: مكبوبًا منكوسًا، فإذا اسود وانتكس عرض له من هاتين الآفتين مرضان خطران متراميان به إلى الهلاك، أحدهما: اشتباه المعروف عليه بالمنكر، فلا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، وربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكرًا والمنكر معروفًا، والسنة بدعة والبدعة سنة، والحق باطلاً والباطل حقًّا.

الثاني: تحكيمه هواه على ما جاء به الرسول - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-، وانقياده للهوى واتباعه له.

وقلبٌ أبيض قد أشرق فيه نور الإيمان، وأزهر فيه مصباحه، فإذا عُرضت عليه الفتنة أنكرها وردَّها، فازداد نوره وإشراقه وقوته.

والفتن التي تعرض على القلوب هي أسباب مرضها، وهي فتن الشهوات وفتن الشبهات، فتن الغي والضلال، فتن المعاصي والبدع، فتن الظلم والجهل، فالأولى: توجب فساد القصد والإرادة، والثانية: توجب فساد العلم والاعتقاد.

وقد قسَّم الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- القلوب إلى أربعة، كما صح عن حذيفة بن اليمان، القلوب أربعة:

قلب أجردٌ فيه سراج يزهر، فذلك قلب المؤمن، وقلبٌ أغلف، فذلك قلب الكافر، وقلبٌ منكوس، فذلك قلب المنافق، عرف ثم أنكر، وأبصر ثم عمى، وقلبٌ تمده مادتان: مادة إيمان ومادة نفاق وهو لما غلب عليه منهما.

فقوله: (قلبٌ أجرد)، أي متجردٌ مما سوى الله ورسوله، فقد تجرد وسلم مما سوى الحق، وفيه سراج يزهر وهو مصباح الإيمان، فأشار بتجرده إلى سلامته من شبهات الباطل وشهوات الغي، وبحصول السراج فيه إلى إشراقه واستنارته بنور العلم والإيمان.

وأشار بالقلب الأغلف إلى قلب الكافر؛ لأنه داخل في غلافه وغشائه، فلا يصل إليه نور العلم والإيمان، كما قال - تعالى -حاكيًا عن اليهود: {وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ} [سورة البقرة: 88]، وهو جمع أغلف، وهو الداخل في غلافه كقلف وأقلف، وهذه الغشاوة هي: الأكنة التي ضربها الله على قلوبهم عقوبة له على رد الحق والتكبر عن قبوله، فهي أكنة على القلوب، ووقر في الأسماع، وعمى في الأبصار، وهي الحجاب المستور عن العيون في قوله - تعالى -: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً * وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً} [الإسراء: 45- 46]، فإذا ذكر لهذه القلوب تجريد التوحيد وتجريد المتابعة، ولّّى أصحابها على أدبارهم نفورًا، وأشار بالقلب المنكوس - وهو المكبوب - إلى قلب المنافق، كما قال - تعالى -: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ}[النساء: 88]، أي: نكسهم وردهم في الباطل الذي كانوا فيه بسبب كسبهم وأعمالهم الباطلة، وهذا شر القلوب وأخبثها، فإنه يعتقد الباطل حقًّا ويوالي أصحابه والحق باطلاً ويعادى أهله، -فالله المستعان-.

وأشار بالقلب الذي له مادتان إلى القلب الذي لم يتمكن فيه الإيمان ولم يزهر فيه سراجه؛ حيث لم يتجرد للحق المحض الذي بعث الله به رسوله؛ بل فيه مادة منه ومادة من خلافه، فتارة يكون للكفر أقرب منه للإيمان، وتارة يكون للإيمان أقرب منه للكفر، والحكم للغالب وإليه يرجع.



"إغاثة اللهفان"...
[/align]

هادي بن شنيف 25-09-2008 02:57 AM

مشكور يامحمد على النقل المفيد



أخوك / أبو سلمان

فهد الماجدي 25-09-2008 06:06 AM

بارك الله فيك الغالي محمد

وجزاك الله خير الجزاء

فراج العتيبي 26-09-2008 05:05 AM

بارك الله فيك يامحمد

عبدربه 26-09-2008 06:43 AM

تسلم يالسالم :)

نقـــل أكثر من مفيد ..


سلام’ عليكم

ضيف الله الغنامي 26-09-2008 07:07 AM

[align=center]محمد

بارك الله فيكـ
[/align]

ناصر مناحي 26-09-2008 05:21 PM

محمد السالم

بارك الله فيك

وجزاك الله خير الجزاء


ودي وتقديري

نواف نايف 27-09-2008 04:03 AM

جزاك الله الف خير يامحمد

وكل عام وأنت بخير

الفجر البعيد 03-10-2008 12:16 AM

هلا اخوي محمد
الله يجزاك خير
والف شكر على النقل

متعب فهد 07-10-2008 07:01 AM

محمد السالم

جزاك الله خير يالغالي

أخوك

تركي الشاماني 08-10-2008 02:06 PM

الله يجزاك خير



شكرا لك

عبداللطيف الغامدي 19-10-2008 11:31 AM

بارك الله فيك يامحمد

وجزاك الله خير على النقل المفيد

اخوك


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:49 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
شبكة المرقاب الأدبية