منتديات المرقاب الأدبية

منتديات المرقاب الأدبية (http://www.montada.mergaab.com/index.php)
-   ..: المرقاب العَام :.. (http://www.montada.mergaab.com/forumdisplay.php?f=60)
-   -   قصة تستحق النقل (http://www.montada.mergaab.com/showthread.php?t=46557)

بدر ناصر العجمي 24-08-2009 10:23 AM

قصة تستحق النقل
 
طبيب الاجره ..........قصة شاب سعودي

كنت في رحلة لاداء العمرة وبعد ان حطت الطائرة في مطار الملك عبدالعزيز بجدة نزلت الى ارض المطار وتوجهت مسرعا الى موقف سيارات الاجرة للبحث عمن يوصلني الى مكة.
وكعادتي دوما احب الركوب مع سائقي الاجرة السعوديين لكونهم ابناء البلد ولعلمي انهم ادرى بالطرق السريعة المؤدية الى مكة، وكما يقال بالمثل (اهل مكة ادرى بشعابها)
اثناء وقوفي في الموقف تقدم الى شاب يافع تعلو على محياه البسمة، حسن الهندام وبكل ادب بادرني السلام ثم قال عمي هل ترغب بسيارة توصلك الى مكة؟ فقلت توكلنا على الله جاء وبكل ادب وحمل حقائبي ليضعها في سيارته ثم توجهنا قاصدين بيت الله الحرام.
بدأت اتجاذب معه اطراف الحديث وكما هو المعتاد في اسئلتنا التقليدية عن الاسم والعمل والسكن. قال اسمي فهد واسكن في مدينة جدة وكما أسلفت كان شابا يبدو عليه الادب والخلق الجم، هادئ الطبع لا يجيب الا عندما يسأل، عندما سألته عن عمله قال لي انا طالب نهائي في كلية الطب.
كنت اعتقد انه قال طالب الاداب حيث اني لم اكن اتصور ان يكون طالبا في كلية الطب. فاستفسرت قائلا طالب كلية الاداب فأجاب ببسمة لطيفة لتمحو تعجبي قائلا: بل طالب الطب.
تفاجأت ، فعاد ببسمته الهادئة ليؤكد مرة ثانية قائلا نعم طالب كلية الطب فقلت يعني انت قريبا ستصبح ان شاء الله طبيبا فرد قائلا قصتي مع الطب طويلة وذات شجون قد نصل مكة ولم انته من سردها.
فقلت له ممازحا خلينا نقطع الوقت أيضايقك ان سألتك عنها

ثم بدأ يروي قصته:
كنت مبتعثا لدراسة الطب في احدى جامعات تكساس بالولايات المتحدة الامريكية وامضيت ست سنوات هناك تقريبا ولم يتبق سوى التطبيق ثم سنة الامتياز وفي تلك السنة حدثت حادثة مفجعة لأغلب افراد اسرتي.
والحمد لله على كل حال ثم استرسل قائلا: اظنه لا يخفى عليك حادثة الباخرة المصرية التي غرقت في مياه البحر الاحمر (عبارة السلام). كان اهلي جميعا على متن تلك الباخرة حيث كانوا متوجهين في رحلة علاجية لوالدتي في مصر والحمد لله على قضائه وقدره استشهد اهلي جميعا حيث انتقل الى رحمة الله والدي ووالدتي وثلاثة من اخوتي واثنتان من اخواتي ولم ينج سوى اخي عادل الذي كان عمره حينها السنة والنصف وأختي هند التي تكبره قليلا ذات السنوات الاربع.
كنت حينها في الخارج في آخر سنة دراسية لي ولكن ارادة المولى القدير فاجأني المصاب وتلقيت الخبر من اقاربي فحزمت حقائبي وتركت كل شيء وعدت لترتيب امور إخوتي فلقد اصبحت في غمضة عين مسؤولا عن طفلين يتيمين.
بدأت اعد العدة لتولي رعاية اخوتي وكنت مصرعلى ألا يتولى رعايتهما غيري حيث سئمت من بقائهما بين اقاربي.
واجهت صعوبة بالغة لرعاية هذين الطفلين لاسيما انهما لايزالان في سن الطفولة وكوني لم اتزوج بعد زاد من تلك المعاناة، فقررت الزواج لأتمكن من رعايتهما.. بدأت ابحث وخصوصا ان الاختيار لم يكن سهلا ومن ذا تقبل بان تكون اما لطفلين ومن اول يوم بعد زواجها تذكرت حينها كلمات والدي رحمة الله عليه فقد كان يمازحني دوما وفي اثناء اجازاتي قائلا زوجتك جاهزة تنتظر الطبيب يعود ويقصد ابنة صديق له كان يحبه.
فكرت واستخرت واستشرت اقاربي فاقدمت متوكلا على الله لاسيما اني اعتبرت ان هذا الزواج تحقيقا لرغبة والدي فلعله يكون برا بوالدي بعد موته وصلة بمن يحب ذات ليلة زرت صديق والدي في بيته كي استشيره وقبل ان اتقدم رسميا فاجابني مباشرة قائلا يا بني لن تجد ابنتي شابا خيرا منك ليكن لقاؤنا غدا واحضر مع اقاربك حتى تقتدموا رسميا لخطبة ابنتي.
في الموعد المحدد حضرت انا وبعض اعمامي الى منزل صديق والدي ورحب بنا في بيته أجمل ترحيب وقد لفت نظري وجود رجل في مجلسه يظهر على سماته الصلاح لا نعرفه ولم يعرفنا به.
بعدما تحدثنا قليلا وأخبرناه برغبتنا قال اذا توكلنا على الله والتفت الى يمينه قائلا لذلك الرجل تفضل يا شيخ اكتب عقد النكاح، أي أنه اعد العدة لعقد الزواج في حينه واحضر المأذون.
تفاجأت حيث لم اكن مستعدا نفسيا وماديا فبادرني والد البنت قائلا خير البر عاجلة وبدأ المأذون بكتابة عقد النكاح فسألني عن الصداق فتلعثمت قليلا حيث لم أرتب نفسي ففاجأني والد البنت مرة اخرى (ولن انساها ما حييت) فقال اخرج محفظتك، كم فيها من المال، فاخرجتها ووجدت فيها اربعمائة ريال فقال والد البنت ذاك صداق ابنتي هذا هو مهرها فكتب ذلك في العقد.
قبل أن ينتهي المأذون من كتابة العقد التفت الى وقال الديك شروط يا ولدي قلت: ابعد كل هذا الاحسان والكرم من والد زوجتي اتراه يكون لدي شروط.
ليس لدي أي شرط ففاجأني للمرة الثالثة والد البنت قائلا بل لديك شرط ويجب ان يكتب ذاك هو ان تقوم ابنتي بتربية اخويك الصغيرين.
تزوجت وانا سعيد وتقدمت للجامعة لاتمام سنة الامتياز في احد المستشفيات هنا، والآن احاول ان احسن وضعي المادي بان اعمل كسائق سيارة اجرة في اوقات الفراغ. كنت دوما موقنا ان مع العسر يسرا وان الفرج مع الصبر.
انتهى حديثه وكنا حينها على مشارف البيت الحرام ودعته املا ان يكتب الله لنا لقاء اخر.

وقبل ان اودعك قارئي اود التأكيد بان القصة واقعية وليست من نسج خيالي ولعلي هنا ارسل ثلاث رسائل سريعة اولاها ان كل مؤمن ومؤمنة عرضة لكثير من الابتلاء فمرة يبتلى الانسان بنفسه، ومرة يبتلى بماله, ومرة يبتلى بحبيبه، وهكذا تقلب الأقدار من لدن حكيم عليم ولكن من آمن ان كل شيء بقضاء الله وقدره وان اكثر الناس بلاء هم الانبياء والأوصياء هان عليه المصاب.
ثانيها ان الصبر مفتاح لكل خير وأن مع العسر يسرا وكما قيل ما غلب عسر يسرين.
ثالثة الرسائل دعوة صادقة لتيسير الزواج فذاك مدعاة للبركة واحرى وارجى ان يوفق الله ويبارك في ذلك الزواج فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال : (ان اعظم النساء بركة ايسرهن مؤنة) وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (خيرهن ايسرهن صداقا)

والد البنت في قصتنا الآنفة عرف معنى السعادة لابنته واشتراها لها لم لا؟ فقد اختار لها زوجا ويسر زواجهما واحسب ان ذلك الزوج لن ينسى صنيع والد زوجته طيلة حياته واظنه سيسعى بكل ما أوتي لإسعاد زوجته.

فلتهنأ تلك الاسرة وليهنأ ذلك البيت


[glint]
منقول بدون تصرف :)

[/glint]

طلال السيحاني 24-08-2009 12:34 PM

،


عزالله أن بن الحلال كافح ، لا هنت يا ناصر على ايراد القصه

،

خالد السيحاني 24-08-2009 12:58 PM

ان الله اذا احب عبدآ له ابتلاه ،


الله يوفقه ويستر عليه ويرحم موتآه رحمه واسعه ،


لاشك انها قصه محزنه ومعبره شكرى لك يابو ناصر على نقلها هنا ،


تحياتي

سداح 24-08-2009 09:23 PM

الله يبارك فيك يا بوناصر
ويتقبل منك العمره ويكتب لك الأجر

وعسى الله يوفق ذلك المسلم الذي ذكرته في القصة المعبره والمؤثره


وشكرا لنقلك المفيد بعون الله ،

..

ناصر مناحي 24-08-2009 10:04 PM

عزالله انها تستحق النقل

فيها من العبر والكفاح ما يجعل قارئها مبتسم الله يوفق الشاب ويسعده في حياته

وشكراً لك يابو ناصر على النقل

عبدالرحمن حمد العتيبي 24-08-2009 10:05 PM

:
:


بدر العجمي


نقل جميل .. وقصة تحمل (( مضامين )) راقيه جداً .. !!
قصص جديرة بالحفظ وتوثيقها كقصه تحمل في طياتها أثر عظيم .. !!


كل الشكر لك .. !!



:)

ملاك الشعر 24-08-2009 10:26 PM

شكرا لك


مع التحية

نواف نايف 25-08-2009 09:19 PM

هذي القصص اللي المفترض نطبقها

بارك الله للزوج وللزوجه ولأبو الزوجه

وأصلح الله الأطفال .


كل عام وأنت بخير يابدر والف شكر :)

نايف المقاطي 26-08-2009 04:13 AM

قصة تستحق النقل وأن يعتبر بمضامينها




غيمار

عيسى الشاطري 26-08-2009 04:34 PM

لاهنت على النقل يا بدر

تقديري

عبدربه 27-08-2009 01:05 AM

بارك الله فيك يا أخي الكريم
بــــــــدر :)

قصه طيبه من رجل طيب ..


سلام’ عليكم

بدر ناصر العجمي 27-08-2009 01:06 AM

طلال السيحاني


لا هنت على المرور

محمد آل عبدان 27-08-2009 01:59 AM

القصة فعلا تستحق النقل .. و أنت فعلا تستحق الشكر

لا هنت يا ابو ناصر


:)

مخايل 27-08-2009 04:55 AM

[align=right]




لا هنت يابدر على النقل الطيب
[/align]

عبدالرحمن السمين 27-08-2009 05:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشعان البراق (المشاركة 1130245)
,

أولها مؤلم , وآخرها مفرح
هذي ما يبي لها تصرف يابدر , جزاك الله خير / ابتلاء عظيم ورحمة الله واسعه ,



اي والله يا ابو محارب .....

عادل محمد العتيبي 27-08-2009 05:17 PM

الله يكون في عون الجميع



شكرا لك على النقل


لاعدمناك


تقبل تحياتي

عبدالرزاق الذيابي 27-08-2009 06:26 PM

تسلم على النقل والإيراد يابدر


وكل عام وانت بخير


تحياتىىىىىى لك

عبدالله حنيف 27-08-2009 07:12 PM

يعطيك العافيه يابدر .

نقل رائـع وياحلو القصه لا صار لها اهداف ساميه

دمت كما تحب .

ريم التركي 27-08-2009 07:14 PM

.


:


جميلة يابدر جداً ولامستني كثيراً ،، ،
فائق الشكر والتقدير ،، ،

:


.

مبارك الفعم 27-08-2009 08:41 PM

متى نتعض

ومتى نتعلم

الا اله الا الله

والله يسعدهما ويجزا والد البنت خير الجزاء

ابو نااصر شكرا على نقل مثل هذه القصص المعبره والموعضه.

دمت بخير

بدر ناصر العجمي 30-08-2009 09:03 AM

خالد السيحاني


كل التقدير لمرورك المستمر

عبدالعزيز هليل 30-08-2009 05:22 PM

يعطيك العافيه يابدر .

نقل رائـع وياحلو القصه لا صار لها اهداف ساميه

دمت كما تحب .

:wardah:


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:35 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
شبكة المرقاب الأدبية