أحتَـاجُ أن أرتبّـنـِي فقط ! ( روايـه )
.
. . إلي المتعّفنِ من الذكريات , وقليلاً من الخيانه , وسواحلَ من الطواغيت , وكثيرٌ من القتلِ للإطاحةِ برصيفِ صبابتي الأعوج ! إلى المتمدّن من قيثاريْ العاهر , وسؤالي عن بقاياَ جثثِ البراغيث المتناثره بصورةِ مرتبّه , ويراعيْ المائل ! إلى المتشعبِ من الحب الذي لا يصلح للذكِرِ المتكاثر , وضئالةِ عنقيْ , رغماً عن عبوديتي فوق مأذنةِ قريتنا المغتصبه ! إلى تلكَ النساء اللواتي لم ينجبنَ شهادةَ أطفال , ولا حلماً يستطيعُ عاهلَ القاراتِ أن يتصاعد من أجلهِ ولا يميلُ كأصبعِ عجوزَ معاقه ! إلى القليلِ من التأدب , والتدفقِ من الصدقِ , والرياء الذي يفضح السترَ ويتقن العريْ بعيداً عن منصاتِ عربتي التي تهشمّت قبالةَ تمثالي ! . أحتاج فقط أن أرتبّني بعيداً عني وقريباً من كلِ وِعاءٍ لا يؤذي ! . لا أعلم ماذا أُسميها ربما فضفضةَ ربما واقعة ربما أرجوحةِ معاقه ولكن هي ما توّسد رأسي معظم تفاصيلها , وبقيت عالقةً كرسالةِ لا تصلحُ للحفظِ , بل تظلُ راقصةً بين أصابعِ الريح الصاخبه ! ستكون متدحرجه على هيئةِ أجزاء متى ما سنحتِ الأقدار لذلك أقبلوها بعفويتها وبصدقها ! / بقلم _ عبدالرحمن السمين . |
[ 12 - يوليو ] / هذا اليوم وعَثاءٌ من الألم اللذيذ , وشهقةً للبكاء لم أرى مثلها في النساء . أرهقت العجز بقفزةِ من فراشيْ النحيل لأستجمعَ ماأمتصه الألم مني ليلةَ البارحةِ الغبيه .لم يتبقى سوى نصف ساعةٍ فقط ويرتفع الآذان الأول لصلاة الجمعه , ليس لدي الوقت الكافي للقيام بالأعمال التي أود تشطيبها , سأبدأ بالأهم فقط أن كان هناك شيء آخر يستحق التبجيل والطيْ , أفقتُ على كسلٍ عارم وقوايَ تعاني من التوّرم وصمت , صافحتُ تلك القطعة المستطيله التي تدعى ( منشفه ) ثم ذهبت لأسكب الماء البارد على جسدي المتفاقم من شدةِ الإرهاق في مربعٍ صغير يطلقون عليه ( بيت الراحه ) المليئُ بأدوات التنظيف وأشكال متعددة من الأصباغِ والسوائل العطريه والكثير لا أعرف أسماءها , ما أجمل الأحساس بالأنتعاش تحت وطأة الصمت وعبر وسائل التأني , لا يهم فهي طقوسٌ أعتدت عليها منذ وفاةِ وسادتي التي أحبها ولا تحبني . خرجت جائعاً فليس هناك وقتٌ لشحنِ معدتي بأيِ قطعةِ ولا سائلَ ساخن . والأقسى أن ما يدعى ( المخبز ) مغلق حتى يحين المساء فيتجمهر الكهولة وكبار السن لقضم ما تيسر من الخمائر الدائريه , أسوأ الأشياء أن تحدق في مخارج الأضواء وأنت لا تفقه تعريفاً لها أصلاً , المسجدُ لا يبعد سوى (خمسة أكيال) عن شقتي الموبوءه , سيارتي ساخنةُ من جراء حرارة الشمس, مقاعدها تعاني من الكبت مقودها كثيراً ما يوبخني على قيادتي المتهورة , ولكنه جميل , منسقٌ على هيئةِ (أسورةِ )أنثى لا تتقن الرقص ولكنها تعرف جيداً كيف تثرثر , وحشوته تذكّرني بقطعٍ من الأسفنجِ المتآكل حين تضعه جدتي رحمها الله تحت رأسي كي لا أرتطم بأقرب جدارٍ مائل , سحقاً لغبائي وأنا نائم لا أعرف كيف أتكّور كا الأفعى , كل ما أشعر به هو أني أمارس وضع التمدد كا الأهبل , لا عليكِ جدتي فأنا كثير الجدل قليل الفائدة هكذا تراني صديقتي التي تحب فارسها بجنون ولا ترغب بالزواج منه . وشكراً لسذاجتها . حين ترجلتُ لأقرر دخولي لذلك الجامع الذي يجتمع به الغالب من رجالاتِ الدينِ والمحافظون على هيئتهم بلباقه تنصلتُ من حذاءي لأخبأها بعيداً عن الماره ولا أضيع وقتي في الحصول عليها حين فرقه , ما أن فتحت الجزء الأسهل من باب المسجد حتى أرتطمتُ بأزيز القرّاء , وخشيتهم وسكينتهم , أنا لا أحصل على هذا دائماً فاالطبولُ تمارس القرع في رأسي كل لحظة وكأنها تنّذرُ الأساطير عن مقتلي القادم , رائحة الأعواد المحترقه التي تدعى ( بخور ) تضج وتعجّ , تستوطنُ الأمكنةَ وتنتشرُ بصورةِ عشوائيه, والجميع منهمكِ في تحصيل ما يصبو إليه من ثواب , أجمل الطقوس تلك التي تمرُ كاالمنبهِ ولا تستقرُ كسائرِ الأحزانِ والعقباتِ المقيمه .! تضارب الوعظُ وعلا صوت المرشد الذي يعتلي ذلك المكان المرتفع ( المنبر ) جميل المحيّا صارمُ الخطابِ قويُ الحجه ولكنه لا يحفظ فهو يقرأ وهذا ما أستغربه كثيراً . أن يمليِ عليك أحداً نصائحه ولا يهمه تلقيكَ بنوبةِ تأنيب لا يصلح هذا الدرس للحفظ أذاَ . فرغتُ من صلاةِ الجمعةِ التي تبعث الطمأنينةُ , وتخترق الملل لتستقر طقوسها في ذاتي قبل جمهاتي , وصافحتُ ذلك الأسيويُ الأسمر ( زانقير الهندي ) ليبتسم ويخبرني عن أخر ِ شجارِ حدث بينه وبين عشيقته التي تكبره بعشرة ِ أعوام . ثم ربتُ على كتفه لأقول له كل أنسان يحملُ غباءه بمحضِ أرادته . فلا تقلق ستجدك يوما ما راكضا خلف دراجتك وهي تسير بجانبك , حتى وأن لم تمنحكما الأقدار لذة مضاجعةٍ شرعيه , حاول أيضاً أن لا تفكر ملياً في هذا لأن التفكير في أمور النساء قاتل ويسلب رأسك فروته المنسدله ويصيب ذقنك بالتصحرّ وبعدها لن تجد أنثى تطالع في ( خشتك ) فأبتسمَ وذهب . صوتً يخترق رأسي ( ياالشيخ ) تراك مسكرٍ علي بسيارتك أطلع لو سمحت وبنظرةٍ توحي أن هناك ذئاب بشريه تعشق المشاجرة ولا تتقن التأني وتسمح للشرطة ممارسة التحقيق بلا حاجة , حسناً سأفعل ولكن دائما أحلمُ أن أكون طائراً حتى لا يتضجرِ مني بنو البشر , لأني مشاكس كثيراً ولا أتعمد الأذية وجبانٌ جداً في مجابهةِ من يستولي على حقوقي عدا حريتي فعندها أستلّ الجنون واقذف الفضائل وأبصقني كاالسم في وجهِ من يثرثر حتى لا يتطور الأمرُ الى ما لا نهايه , أعرضتُ عنه بكل سخريه وقلت شكراً لك لأنك منحت يديكَ الصبر عن صفعي . ثم أمتطيتُ سيارتي المعتوهه لأسير ببطيء , جهاز المسجل صوته رخيم وخافت أدرت الموجه لأستمع لخطبةِ المسجد الحرام في مكة المكرمة ووجهي يعلوه الشحوب وعيناي تكاد تصرخ من خلف ستارةِ نظارتي الضخمه وكأن الشمس تمارس الوخز من كل إتجاه , يااه كم هي جميلةُ تلك الأجواء الروحانيه وما يقتلني هو أنها بعيدةُ عن منطقتي لأقف َ لحظةٌ ليست بالطويلة ولا القصيره بل فرطٌ لم أتب عنه لأجلب صُحفي اليوميه الكثيفه من وسطَ ذلك المتجر المتناثر الذي يشبه ملعبً لكرة السلّه , وكا المعتاد أبذّر في شراء الصحف ولا أهتم لها كثيراً ولكن كي لا أصبحَ معزولا عن العالم الذي يشبه حلبةً لمصارعة الثيران . والأسوأ من ذلك انها تحمل الكثير من الأخبار والأحداث المتضاربه , والغباءَ المقرف لساحاتٍ أشبهُ ما تكون ُ بكرةٍ أسفنجيةٍ يركلها الأطفال وتغفو بها القطط البريه . الشمسُ حارقه , والسماء عاريه , والأرض وقدةُ من الشحوب , والأرصفه مطابخُ للزيوت , والشوارعُ مكتظةٌ بالمخلوقات . لاشي يغري .عدا علبَ العصائر الفارغه المتناثرةِ في كل زاويه يبدو أن عمّال البلديه لم يكونو جادين هذا اليوم لتمتعهمِ بفسحةِ يوم الجمعه فهو العيد الأكبر للعمَاله كما يُقال , لا أعلم فأنا لا أحب أن أتدخل في شؤون العمّال والدوائر المستطيله , وضوضاء الجهاتِ الحكوميه التي تضجُ برائحةِ القهوة والشاي كل صباح وحتى الظهيره . أغرب الأشياء التي أمقتها إهمال البعض منهم التعامل مع المراجع بكل شفافيةٍ ونبل , كان بوديّ أن أعكف على بحثٍ أتطرق به عن ماذا يلزمنا من وقت كي ننجز الكثير من تكدسِ الأوراق فوق الطاولات المزخرفه حتى نصبح مجتمعاً واعياً لا ساعياً لتحصيل السوالف والتراشق , ولكن تغتصبني عبارة ( دع الخلق للخالق ) على ما ( يقولون ) لأن صوتي لن يصل بل سيتعثر كسائر العجلات المتشققه . وصلتُ الى شقتي الفارهه التي توبخني دائما َ لماذا أنتَ بمفردكَ وليس برفقتك شخصُ اخر , فأسخر منها , لأصفعها بأنني أحببتُ الوحدةَ المتمرّده , وأضاجع ضجيج الكتب وأسامر الأموات من الفلاسفه .فهذا عشقي الذي لا صلةَ له بالنساء . ذات مره كنتُ أتنفس بعيداً عن أنبوب الأوكسجين المصلوب بجانبي وبين أصابعي شغبُ ( نزار قباني ) في قصائدة الممنوعة , ( الضوء أحمر ) لا أشعر بشيء ألا أنني أعي تماماً حجم المُصاب الذي أصاب الكثير َ من التواريخ في وفاة ذلك النزار المتمرّد , لم أحضر تأبينه وكان بالنسبةِ لي مقتلٌ آخر وحياكةً تتنصّل منها الحرائر , وشيخوخةً مبكرّة لأحلامي , تئنُ دمشق كثيراً لوفاته , وتزمجر لندن بشارعها الضبابيْ لتوقفِ قلبه في شقتهِ الصغيره , فقد مات نعم مات ولكنه لم يمت في قلوب الكثير من النساء والعاشقين , ربما أنا أقدسهم عشقاً وأغربهم موئلاَ , فكنت أردد كثيراً أن الموت هو الموت بلا تاريخ . يااه كدتُ أن أصابَ بوعكةِ بكاء لولا تماسكِ عينايَ المتدحرجه . ********* يتبع ,,,,, , |
( 1 )
حجز للتمعن المتعه |
[ وقـتٌ متسرطـّن ] / أغبى حالاتي ممارستي الصمت كل ما أجدب الواقع من الحريه , وأعني بها الحريه لا التحرر كما يزعمون , وأجمل طقوسي أني أواجهُ سقيفةَ تذاكري على إستحياء كي لا تشمئزَ مني الرحلات ولا موظفوَ المطارات , نحنُ مجتمعاً يتقن التحديق في كل متغير ثم يفسرّه كما يشاء دونَ أن يحسن التفنيدَ ووضع كل كتاب في رفّه المناسب , ( عيب عليك ) هذه العبارة التي تسجنها الأحرف وتتفشى كاالسرطان حينما يفتكُ بجسدِ طفلةٍ لم تتجاوزَ السابعة من عمرها وأبويهاَ قد بلغا من العمرِ عتياً , أصحبت ثقافةُ العيب تُفهم بصورةٍ خاطئةَ ولها من الصخب كما لراقصةِ من التصفيق , ومرقصِ من الزخارف , قاتل الله أحلامي حين ما تقودني كأضحيةِ ليجتمع من أجلها فقراء القريه . لا يهم وشكراً لحقائبي الساعه لا تتوقف لحظةً , والوقتُ عامل مجتهد ولا يتقاضى مرتبٍ كاالاسيويونَ في أول وطأةِ لهم أرض بلادي وشرف المهنةِ يتسلّق هاويته بعد تعرفهمِ على مخارج المدنِ وشوارعها التي تعاني من التجاعيد والشيخوخه . ركلتُ نظارتي الشمسيةُ فوق تلك الأريكةِ الرماديه , وألقيت بغترتي البيضاء المتعرجه , وأطلقتُ عنان ذلك االثوب الذي لا يروق لي بقدر ما تروقني الملابس الأسبورت .والمريحَ منها ,. ثم فتحت جهاز التلفاز لأنتظر صديقي ( تركى الدخيل ) ليأتي بمالديه هذا اليوم من سجالِ كاالمعركه . هواتفي النقالةِ مغلقه لا أريدُ أحداً منها يبعث رائحة صوت ولا يفتح لي طريقاً للحديث فعقلي لا يتسعُ للثرثره ,و جهاز التكييف قارص النسيم , لطيف ُ الصوت . وبطني خاويه , وأظلعي عطشى . لا أكترث للتخم الغذائيه , أحب الزبادي وأكره الألبان . أوقر الفتات من الخبز وأمقت اللحم المقلي . تصفحت صحفي اليوميه , لاشي هناك يُدعى بالجديد , أشياءً مكرره ودماءُ متناثره , وصفقاتً من الزور , وأروقةُ من الكذب , وفضلاءَ يعانون من السجون , وأغبياء يتمتعون باالأموال . ركلتها بعيداً عني لأفترشها يوما ما حين أجلب الطعام , فتحتُ جهازي التوشيبا لأتصفح َ مواقعي الألكترونيه , وكما جرت عليه العاده هنا وهناك أساجل الأصدقاء وأرد على رسائل الأنقياء , وأربت حزن , وأرتق جرح , وهنا وهناك أمتطي صهوة الحرف , واترجل عنه رويداً لأمازج بيني وبين الغناء قليلا , كان أحد الأصدقاء يخاطبني بحدةٍ دائماً لمَا أنت عاكفاً بين هذه المواقع كالتائه , عن ماذا تبحث وماالذي تريده ؟ وهل هناك ما يجعلك تدمنُها إدماناً له علاقةٌ بالكوليراَ ؟ ضحكتُ كثيراً ولم أعريه إهتماماً وأجبته بقليلٍ من التمنّع , أتعلم يا صديقي ليستُ الحياةُ أغنيةٌ تبصقهاُ حُنجرةِ تترسبُ على جدرانهاَ بقايا الكحولُ المخبأةِ بين أسرّةِ الفضائلِ ومواطئُ البكاءِ الكاذب . وليستُ الحياةُ أُمنياتٌ تصلحُ للعيشِ الفارِهِ المختلطُ بروائحِ الضحكِ المتزّمتِ , وسنابلُ الصحفِ المتناثرةِ تحت طاولةِ عرجاء . وليستِ الحياةُ تخّبطًاً بين سجائرِ المارين , وآثارِ الصافناتِ من الجياد , وسككِ الأخشابِ المتبعثرةِ فوقَ أرصفةِ المرَحِ واللهوِ والخيوطُ السوداءَ والنسيجِ المهترئ . كنتُ أرددُ كثيراً حين أشاهدُ بقاياَ ملامحي متسمةً في أوجهِ أصدقاءي النبلاء , بأن الطائر الذي يغرّد كثيراً لا يصلح لبناءِ عشِ , وأجدنيِ محقاً حين أهتكُ سترةَ نجاتي للمرةِ الألف مصطحباً إيايِ بلا مأوى .لا يهمْ دع عنك هذا وأستخرج من ملامحي إجابةً شافيةً لك وصــه ! بحثت ُ عن أنثاي , فوجدتها تخبرني أنها تشتاق لي ولا تستطيع لقائي , فأبتسمت وقلت لا عليك سأنتظرُ وكوني بخير وسخري يومك في ما يروق لك بعيداً عني فأنا لاأؤمن بتلك المشاعر التي تهبُ وتسكن متى ماشاءت الريح ومتى ما تفضّل علينا الوقت , أكره الحب الذي لا يكتسيه الجنون , وأقرفُ من العقول التي لا تتقن المبادرةِ في لغةٍ لم يتطرق لها عشّاق الأنديز ودبلن وشيكاغو . . أتعلمين أن الرجل شيء ٌ جميل ولكنه مقرف حين يكون متكرراً بشكلِ يومي . أكثر الأشياء أستقراراً تلك التي لا تستقر على هيئةِ حقيقه ! وأن الأرض التي لا تنجب القمح لا تصلح للمضاجعه , وأن الأشياء الجميله تكون قصيرة الأجل . وشكراً لأنك أشتقتِ وعفواً لأني لا أصدقكِ .! قيلَ في عصورٍ قد أكل الطيرُ من أكمامها , ما لم توقدهُ يداكَ لا يضيءُ لكَ أبداً حتى وإن حاولَ الخائنينَ قتلَ بصركَ البارع . لذا فإنَ الماءَ لا يهرولُ نحو الأسماكِ المسجونةَ في حبائلِ المراهقينَ المنبوذينَ من المصحاتِ الكاذبه. نعم أحببتكِ ولم أكن أعلم أنكِ عائقٌ أخر يصطفُ مع رفاقهِ الآوائل بكل خيبةٍ تعلوها الأعذارُ الساذجه ودماءُ الأنامل . نعم أحببتكِ ولمُ أنهضَ بمساماتيِ فوق أظفارِ الجدائلِ السوداء وصفراء المُقِل المتكوّره في أحضانِ قميصِ قّدُ من دُبر . نعم أحببتكِ فوق طاقاتيِ وتحت قناعاتيِ وفي آواخرِ خيباتي , وبين دفاتري وأدواتي , وممحاتي التي لا تمارس عملها في رأسي بل بين أوراقي فقط . نعم أحببتكِ بكل ما تمتازُ بهِ القلوبِ البيضاء من سخاء , وبكل عباراتِ الثناء , وتمتاتِ الأسحار َ , وهواءِ الأسفار وطرقاتِ التلال الشاهقه . نعم أحببتكِ ورسمتُ وجهكِ بين حقائبي , وفوق يدي اليمنى , وتحت معصمِ يدي اليسرى , ولم أجدكِ في طريقي تحيطينِ بي من التعّثر . نعم أحببتكِ في لمحةَ بصر , وكنتُ بارعاً في إحياء السهر , ومقصراً في رعايتي , ومدهشاً في رسمِ رأسي في كوبِ من الشاي الأخضر الذي تحبينه . نعم أحببتكِ وأسميتكِ وطني الذي لا تفسده بطانه , وأقتنيتُ أدواتَ عرسنا القادمِ , وجهّزتُ منصاتِ الأحتفالِ في هباءِ من صهريج , ياااااااه أحمقُ أنا . أنا لمَ أنا هكذاَ لمَ لا أكون ُ في زمنِ القشور قشةً تركلها الريح من مكان ألى مكان ولا تتأثر . فكيفَ أجد الصدق وجميع الأفواهَ تؤديِ ألى كَذِب ! الثالثةُ والنصف عصراً , على موعدِ مع صالون الحلاقةِ الجميل الذي يتجدد عهدي به منذ أربعةِ أعوام . أغلقتُ جهازي المحمول المقرف , فتحت هاتفي الأول وأذا بأبي وأمي معاً قد تركا لي دعائين ليوم الجمعه , بكيتُ كثيراً وأطمأنيتُ كثيراً . هاتفتهم سوياً , الكل منهم يعاتبني قلت لا تخافا سأكون بالقرب يوما ما , وأكثرو من الدعاء لي فقط وسأكون بخير , لم تستمر المحادثة طويلا لأنشغالهم . وصمتْ ورعشه لا أعلم ماذا أصابني تلك اللحظه ربما التأنيب في تقصيري دوماً , أو ربما أنني لم أكن مطيعاً للمرةِ الأخيرة في إرضائهم بعقد قراني الذي أكره سيرته , أنا أشعرُ أن البكاءَ وسيلةُ لا بأس بها لأنهاء الحديث الشاسع , حتى وأن صاحب البكاء ضَحكْ مفتعل , صدقوني لا يصبحُ البكآءَ سامياً عندما يشعلُ الأصوات من حوله. فاالكثير من الأضرحةِ لا نعرف أصحابها ! ********* , يتبع ,,,,, |
بلييييييز
اتركني هنا ياصديقي ..... |
. [ مذبحـّةِ ذقـَنـيِ ] / هاتفني صاحب ( Barber Shop Deluxe) أين أنت ؟ هيا لا تتأخر . قلتُ حسناً .أغلقت السماعه وضجيج توبيخه في رأسي قد أستقر , وأثار الربكةِ على محياي , فأنا خجولٌ جداً وجرئ في بعض الأحيان لا يهم شكراً يا ( أسعد ) توبيخك محرّض على شنقِ ذَقني بكل حرية , وأنت صاحب الجريمه , لا عليك لن أعاقبك . قمةُ الإعياء أن تفكّر كثيراً وتكتشف في نهايةِ المطاف أن لاشيء يتحقق , ومن كل شيءٍ لا تتنصّل , عدى رأسك المتورّم من شدةِ ما تصطفُ في ميلانهِ الهواجسَ ورعاياَ الأزقةِ المسجاةِ بلا رقابه . أجملُ الأوقاتِ وقتً لا تخلو به خارجك , وأقسىَ البصائرَ وقعاً مراقصةِ الصخبِ فوق أشرعةِ الأعواد الصنوبريه , هكذا أجدني حينَ لا أستحوذُ على بعضاً مني . و مررتُ صدفه , ووجدتُ ألفَ طريقةٍ للتأني , ومضىَ الظلامُ في جزرِ النهار رويداً رويداً حتى بات الأرق مائدةً تُسدى على هيئةِ سفحٍ لا ينجبُ الأعشاب . تمضيِ الأيام نحو الا مصير , بل أصبح المصيرُ أنشودةً غير مُتقنه , لذلك لا أحرصُ تماماً على غِناءها كل ما ألتقيتُ ( يبابيّ )الذي شاءتُ الأقدار أن أحبه كثيراً , من منّا لا يخشى الكثيرَ من الخيبات , ومن منّا لا يُصابُ بفتورِ الأمنيات , أخبرني هل هناكَ بشراً يصل الذروةَ في الحب , لا يوجدُ هناك ملكاَ يصرّحُ بأنه شاكراً للأمنياتِ أبداً صدقني فكيف بناَ نحنُ العاديون . أننا حين لا نُحب نشعرُ باالغربه , ونمنحُ الحريةَ في غياب الحبِ مساحةً للأتساعِ بعيداً عن الحب فيصبحُ العقلُ ( بـّحْ ). لا يستطيعُ الهواء منعَ الأغصانِ من الرقص , ولا يمكنُ للأتربةِ الأستقرار أثناءَ المطرِ الغاضب , ولن يعبرَ النهرَ كاهلُ معاق , أثقُ تماماً أن كل الأشياء تصبح لا شيء عند حدوثَ حريقٍ هائل . الجمادُ الذي يساهمُ في بناءِ عُش يستحقُ الحب , والرايةُ التي لا تنحني من أجل قُبلة , ورقةٌ للمفاوضه بعيداً عن السُلطه , من يختار مقتله هذا المأزق الحقيقيْ وشاهد حتى لا ترتطم . المذاق الذي يصيبُ الحناجرُ باالخدش , مهّربُ بغير أصابع , والرؤوس التي تملأها الأفكار الخّرِبَه , صناديقَ للإقتراع , فلن يسودَ المعينُ المخبأ قرارٌ أخير , هذا ما سأغلقُ به فاهي , وشكرا لكلِ شيئ لا يتحقق الساعة الرابعة والنصف لابد أن أكون هناك , للإشراف على مذبحةِ ذقني وأكونَ ممتنِ لـ آثار الاشيء فالقتل الصامت خليطٌ من الهرب , وفالساعةِ الخامسةُ والنصف لابد أن أكون على مقربةِ من بستانِ لا صوتَ فيه ولا أنفاس , أرضُ صامته , هواء عليل , ووحشةُ مخيفه , وسكنى سوداء وبقاياَ من مذكراتِ لا تتعفّن لا هناك ما يدعو ُ للنسيان أبداً فكل ما بوسعي أن أتسّنى حتى أنسّى , من يعلم ربما مغادرتي لرفوفيِ سقوطً من فصيلةِ الا مبالاه , أبشعُ خيوطاً للجريمةِ قيادةَ الجاني للزمجرة , في غيابِ السلاسلَ والمنصاتِ البارده , أعي فقط منهمُ الجناه ولا أتدخل في شؤونِ القُضاه , رغماً عني سأكونَ جباناً بشجاعةٍ تحترمُ التطرّف التي تقبل الآخر بأي شكل من الأشكال , وصمتْ لأنيِ بائعُ كلام ! تحاملتُ على جسدي المنهك ُ من وعثاء الأدويةِ المعتاده , لأمضي الى لاشيء ’ عدا صالوني الذي أحادث به ذلك الشاب الذي يمارس الحلاقةُ بطريقةٍ مهذبه , ويتحدث لي عن أيامه في تركيا ومرارةِ الغربه , والتفكير العميق في سد رمقه الفضاح . يخبرني وأخبره ’ ويرمقني بعين الحيرةِ ويتقن التحدث بنبرةِ خافته , ويسترجع صبابته التي كانت موزعةً على جزر الأميرات ومدينة بورصة التي يلتحف بها السجاد الفاخر كل ما أشتد به الأرق ووجد السبات وسيلة لبتر الشتاء وأن كان يفضّل أكل ما تيسر من فواكهها بين الكرز والتوت والخوخ , يمارس ديانته الأسلاميه بشكلِ متقطع ويشمئز من طائفةً تدعى ( أرثوذوكس ) ومن طائفةٍ أخرى تسمي نفسها ( العلويه ) , الأمر الذي يمقته الفضلاء خرقَ القيمِ بتداعياتٍ من هذا القبيل , في نهاية المطاف , فأنا أحبه كثيراً شاب مكافح وأنيق الملامح . ومثقفٌ صاحب نظرةِ ثاقبه . ذقنيْ منصاعاً لفلاحته المهذّبه ولا حراك فهي مطيعةً كأصابعيِ في خضّم ما تزرعه المحابر َ ولا تجيدُ لغة الهنود الحمّر الذين فتكو في أمريكا بداء التدخين والفشلَ الذريع ,( على فكره ) الهنود الحمر هم السكان الأصليون للأمريكيتين قبل عصر كريستوفر كولمبس ،سمٌوا بالهنود الحمر لأن كريستوفر كولمبس ظن خطأ انه في الهند عندما اكتشفها، الهنود الحمر أول من زرعوا التبغ وحرقوه واستنشقوه بقطعة خشبية شبيهة بالبايب وتقول إحدى اساطير الهنود الحمر بداية زراعة التبغ وفيها ما يلى: (كانت توجد قبيلة فقيرة جدا حتى جائتهم امرأة وساعدتهم وكانت كلما تلمس الأرض بيدها اليمنى تزرع الأرض ذرة وكلما تلمس الأرض بيدها اليسرى تزرع الأرض قمح فتعبت فأستراحت على مكان ما، فهذا المكان زرع بالتبغ),<< ( مالها مطار صح ) الهنود الحمر أول شعوب تكتشف الارقام والرمز إليها وكانوا متقدمين جدا قبل ميلادالمسيح بحوالى 3700 سنة ولكن بسبب كسلهم الشديد وانتشار الامراض (بسبب التدخين) وانتشار الخرافات ظلوا كما هم حتى تخلفوا تماما عن العالم فجائت أوروبا واستولت على اراضيهم بالكامل، أغلب سكان الهنود الحمر الاصليين يعيشون حاليا في بيرو وحسب بعض الإحصائيات تقول انهم مهددون بالأنقراض. ( ومدري ) لا يهمّني هذا الشأن ! أمضيتُ مايقارب الساعة برفقته , قام بعمله المعتاد , في أخر يومِ من الأسبوع . أسديت له بعضاً من النقود وقبلةٌ على جبينه ,( نعيماً , جميعاً حبيب ئلبي ) . ********* , يتبع ,,,,, |
..
تسجيل " حضور " / متآبعه .. و ... بصمت لـ " القرآءه " .. :wardah: .. |
[ هجرةً لا تعرفني ] . ذهبت , أمازح أصابعي بمسباحِ طويل القامه قصير الصناعه . وصوتُ (أميمة خليل ) يهتفُ قليلا قليلا , لحظة قبلَ أنسى أميمتيِ كما أحبُ أسميّها , ( أميمة الخليل فنانة لبنانية، كانت عضوة في فرقة الميادين الفنية، ورافقت الفنان مارسيل خليفة في رحلته الفنية غنت معه وغنت منفردة من ألحانه من أهم أعمالها عصفور طل من الشباك ومن أهم أعمالها مع مارسيل خليفة بوليس الإشارة, الخضرجي. ومن أنجح أغنياتها: "دارت القهوة، وقلت بكتبلك. أميمة متزوجة من الملحن هاني سبليني وشكلت معه ثنائيا فنيا ناجحا. ) وذلك الزواج الغير تقليدي على ما أظن ! صوتها يذّكرني في ضياعي عن نشأتي التي لم تنشأ كما يجب , وبالحب الذي لم يتفشّى كما ينبغي , وبالأغصان التي لا تثمر كما نرجو , وكثيراً من تلك الأحاجي والقُصاصاتِ المتكدسهَ في زاويةِ رأسي المائل . فصوتها خبراً لا يغادرني حينما أحتاج لقراءةِ بعضاَ من أوجهِ النساء اللواتي عبرنَ شطئاني ولم يرتدين لباساً محتشماً فما أن هاجم الهواء بسطوتهِ المباغته ملابسهن الشبه عاريه حتى سقطنْ من عيني وتهشّمن ! صوتها تلك الأميمه يملؤ رأسي ضجيجاً من التوحدِ السائغ . وأرمق ُ الشوارع وأشارات المرورِ التي أقلُ ما تسمّى به المصائدِ لتكديس الغرامات التي لا تغني ولا تسمن من جوع . منبهات المركباتِ مزعجُ جداً , الأرصفة ممراتُ للسير الآمن , الأشجار التي تعدُ زينة للمدينةِ الغبيه , لا تثمر رطباً بل تختنق بها العصافير , ولا تغادرها .كم يغرسونَ من فتافتَ لا تصلحُ للظلِ , رويداً وتنسّل الثمار كأعوادِ الثقاب القادره على إندلاعِ حريقٍ هائل , في أقصى المدينةِ الفقيره . من يعلم ربما لا تحترق , وربما تغرق من تدفق خراطيشِ المياه المساهمةِ في غرقها . نحنُ شعباً بلا ذاكره على ما أعتقد ! حرارةُ الأرض تتقدُ والشمس تحتضرُ لغيابِ لا يطيلُ كثيراً , مررتُ بجانبِ ذلك (Coffee Shop) . لأخذَ قهوتي المعتاده ,( Mocha Caramel) ! لأجدَ ذلك الأسيويْ أيضاً على هيئةٍ مرموقه يبتسمُ ليصافحني بأناقةِ تتوشحها الأنجليزيةُ نوعا ما , جاذبته اللغه قليلا لأختصر ما طلبت إحضاره , هربت مني لأمزْ رشفةِ القهوة التي تصيبني بالأحتراق والتعرق . أنا فاشلٌ جداً في الثرثره , هكذا أجدني دائماً , فالسماء التي لا تعانق السحبَ لا تصلح للإبتهال كما يُقال ! الساعةُ الآن الخامسةُ والأربعون دقيقه , ضجيج يملؤ الشوراع والمدينةَ تعاني من التخبطِ حسب ما أراه , تجاعيدُ الأرصفةِ توحي بأن هناك خيانةً ما ! والبشرَ المتناثرين هنا وهناك سياطاً في وضعِ الصمت ! صوت مدويْ ( مسج ) وأضاءةُ الجهاز النقال مخيفه , لا يهمْ , مددتُ أصابعي لأتلقفَ جهازي النقال وباشرتُ فتحَ الطردِ كما أطلق عليه دائماً ( محتاج أفضفض لك عن اللي أحسه // وأخاف تنزل دمعتي لا تكلّمت ,,,, مشاري ) . ما الخطب ؟ لا أعلم فهناك مشكلة ماً ربما يعاني منها هذا الميشو ! ألقيت بجهازي النقال لتبدو ملامح الدهشه على محياي , وأستفهامُ مقرف لماذا هناك عقبةٌ لي في كل شيءٍ أنعم به .؟لا أعلم ؟ فلربما أنني على مقربةِ من الرحيل المتوقع . ركلتٌ مابوسعي من ذواتِ رافداتِ , وماأحتج به لمقارعةِ الردهات , وماسألني أياهُ الفراشات ! أستعدتُ نفساً عميقاً لأقذف بحممِ من الهواء الحارق , من تلك المساماتِ التي لا تبقي للبهجةِ معبرُ للهتافُ الجيدّ . أتسائلُ ولا أجدُ ما يبعث الطمأنينه , وأمتهنُ الرضاَ ولا يكون الحال على مايرام , أسيرُ بسيارتي والشمس تمتدُ خيوطها فوق قبعتي راحلةُ تاركةُ الضوء يميلُ لأخر أصقاعِ الأرضِ ملتوياً كمطاطِ يعبثُ به الأطفال ولا يعيش ُ طويلا , الليل قادم والنسيمُ مرتفع الحد هو أنا على موعدِ مع البكاء ’ ولكنه شهيُ الأنهمار , وممتنُ لأوراق الصبّار , هاتفي مركولُ بجانبي , والوقت يأخذني ولا يعيدني الى ما وددت الهرب أليه , ذاكرتي بدأت بالتيقظ , وكأنها ستمارس نشاطها هذا اليوم بكل أخلاص . نفثتٌ البطءُ كلاعبُ أثقال , وأطلتُ الحرفنةَ في أدارةِ مركبتي البريئه . أمضيتُ ما يقارب العشرةَ دقائق ثم ببصقِ مسجِ معاكس ( وش فيك ,,,,,! ) وبسرعةِ الصوت , مسج مضادْ ! ( محتاج أتكلم معك , تقدر تمرّني الحين أشعر أني سأشرع في كتابة وصيه ... لا تسخر مني مثلك دايم صه وتعال ) وصمت ! أختصرت كل ثرثرتي معه لأرسل قذيفةً آخرى ( بعد المغرب سأكون عندك لا تكن غبيْ وتتكلف ) ! صديقي مشاري ... ما أجملَ أن نتسامرَ كل ما أجدكَ يانعاً بعيداً عن الحزنِ المقيت , ذات مره كناّ نغازلُ الأحرفُ بطرائفِ المقالب التي نخشى أن نقع فيها , فكنتُ حذراً كثيراً حتى لا تنتصر هذه المره , أشعرُ أنكَ مختنقً دائماً , وأنا ماذا عليْ أن أفعل سوى الصمت المهُيب . لذا لا تنظر أليْ وتبتسّم . الحياةُ كثيرةُ الضوضاء , والخلوة , بل أنها لا تعتبرُ غاية , فاالجميلُ منها هو أنها أربعةُ أحرف , حيْ آت , ربما نختصرها أنها حيّآت , فرأسي لا يحتملُ التخزين أكثر مما ينبغي له , أُستحقُ الرعايةَ صديقي وكفى . نحنٌ مجتمعٌ لا يعرفُ جيداً كيفَ القراءةُ للأشياء , ولا يتقنُ الصمتَ أثناءَ العزاء , وليس هناكَ أرضُ لا تخلوُ من المكائدِ سوىَ الأضرحه التي تعانيِ من الجفاف ... أناَ لا أستوعبني أحياناً , ولا أنشرُ أصعدتيِ أثناء الخُطبِ اليوميه , فكل مافي الأمرِ أنني لستُ المسؤول , فمن المسؤول ؟ سَئمتُ الصمتَ والخذلان , وسئمتُ التضحيةَ والعطاء , وسئمتُ الرياحَ والصخور , والسلاحفَ والنسور , والسواحلَ والدور . الكلُ لاهياً في شأنهِ الذي لا يعنيه , وتلكَ المعابرُ تعانيِ من جفاءِ الحقيقةِ والروايةِ الصائبه , وجميعُ التواريخُ فائته , ورياضُ الرمالِ موبوءةُ بداءِ الجدب . وخرائطُ السنابلِ متشققه , ومهترئه , وليستَ صالحةٌ للحملِ والصناعةِ المحُاكه , وزهورُ الطريقِ الضيّقِ مكتسيةٌ بالثلوجِ للقتلِ القادم . ليتَ هذا لم يحدث , وليتَ صبريِ لم يكنْ متقداً حيالَ تلكِ السويعاتِ الغابره , وكيف كانَ طريقيِ مشرعاً مفتوحاً لعبورِ البراغيثِ لساحةِ منزلي الهادئ . فأنني حين أوافقُ الرأي نساءَ الأحلامِ الباهته قد حَكمتُ على جمهاتيِ بالتصدعِ الدائم , وعّلقتُ أقداميِ بين أعوادِ الثقاب المفترسه . وقررت الذهاب إليه ! ********* , يتبع ,,,,, |
عبدالرحمن
انت من وين ياولد ارفق علينا الله لايظرك وبس تحيتي لك |
حجز ومتابع للمتصفح الراقي
:wardah: |
- كم أعشق الروايات :11: سَ أقرأ وسَ تجبرني فِ العيش بِ تفاصيلها تابع يَ عبدالرحمن - |
. [ لم تكنْ الحياةُ كما أشتهيْ ] . شارفتُ على مقربةِ منه . الشمسُ قد غادر نصفها وبقى منها نصفُ يغازل رؤوس الجبال , ويرسم الأشرطةَ الذهبيةً ولكن بلا أعناق . الساعةُ الآن السادسةُ وخمسةُ دقائق , ومآذن المساجد الدفء ’ والطمأنينة ’ تستعدُ لأن تصدح بآذان المغرب , ونهايةُ يوم الجمعةُ المبارك , نظرت الى السماء ِ وكأن الأفق يحتضر ’ وتتوشحه الأعالي , وتربته الأسراب , وترمقه الرياح , ثم قلتُ في نفسي , يال لهذا اليوم ما أثقله من مرور ’ ويال لهذا اليوم ما أجله عند خالق السمواتِ والأرض , أنحرفتُ بمركبتي لمكان بعيد عن تلك المدينه , لأقف في ساحةٍ يمارسون بها أصحاب الأوزان الثقيلةِ رياضةُ المشي . أطفأت محركِ تلك المركبه لأترجل قليلا وأمتطي الأرض الميثاء ’ رويداً لأبدأ بالدعاء والتضرع خفيةُ الى خالقي ’ الذي يعلم ما أنا عليه ِ من تأزمٍ طوال الأعوام السابقه . صدري تجتمع به الحشرجه , وعيناي منهكتانِ من شدةِ الإعياء , ويدياي تحتضرانِ من الإرهاق , ورأسي يحمل طائرةُ لا تصلح للرحلات , وفمي بوابةٌ للعطش المجدب , وللأغصان الثكلا ’ وللزهور اليتمه . الوقت يمضي سريعاً ولكنني سأتقن أدارته هذه المره ’ لم يتبقى على وقت صلاة المغربِ سوى دقائقَ معدوده تفوق العشرون دقيقةٌ فقط بدقيقةِ واحده , , أسيرُ على قدماي , المنهتكانِ من البحث عن رصيفِ أنحتُ على زاويتهِ الصغرى ’ جملةُ تضلُ لائحةُ للعابرين من بعدي , وأرفع بصري الى السماءَ لأغازلَ نجومُ ستضيء بعد قليل , القمر لن يكتملَ ومازال في أول نموه لم يبلغ الشهر سوى سبعةِ أيام . أكثرُ التسبيح والأستغفار , أتضرعُ لخالقي أن يحفظَ أبي وأمي وأخوتي وسنبلةُ أرعاها ولا أراها . تعيشُ على مراعاتي لها وهي في غرفتي التي لم تحضىَ برؤيتها ’ ومنزلي الغبي المتشطر , استرجعُ كل أوراقي في تلك الدقائقُ المعدوده . الجوُ ليسَ بعليلْ يشوبه بعض العتمةِ المقرفه ’ وتشوبه بعضا من عوالقِ الأتربةِ المعتاده . فرغتُ من تضرعي الذي لا أواضبُ عليه أحياناً ولكنني سرعانَ ما أهرع أليه حين أشعر كم نحنُ مقصرونَ في أشياءِ لا تأخذُ من الوقتِ شيء ولكنها تعادل الأرض والسماء معاَ . نحنُ البشرُ غافلونَ عن كل شيء ِ نبيل ألا من رحم الرب , ونحن البشرُ تائهونَ عن بصائرِ الرؤى المنطق الأ من رحم الرب , نحن البشرُ سائدو النقم مفرطو الشجب الأ من رحم الرب , نحن البشر ضعفاءَ دوماَ وأبدا الأ من قوةِ لمواجة القذف في عقيدتنا التي أصبحت تعاني من الركل والسحل . نحن البشر سلاسلٌ للقيودِ والعقمِ الفكري ألا من دوائر التشبعِ الا مفيد الأ من رحم الرب , نحن البشر روافدُ للعطاء حين نجد المائدةَ الأشهى سانحةُ السيلان , شحيحونَ في تناول الأقرب ِ فائدةَ والأوصل سماكه , الأ من رحم الرب . أنفثٌ وأسجيْ وأركل كل ضوضاءَ رأسي المثقوب َ وأنا ألتفتُ لساعتي التي قارب عمرها الخمسة أعوام , لم تصدأ ولم تتعرج بها الرياح , ولم يأكل الماء منها ومن مساماتها أبداً . ( ولْ ) الساعة السادسةُ وخمسةٌ وعشرون دقيقه . بقي عشرةُ دقائق على صلاة المغرب , ركبت مركبتي وذهبتُ سريعا كأنني أول مرةِ أقود بها سياره ’ تماماً كأول يومِ سرقتُ بها سيارةَ ابي فرحاً بها وبأنني سأصبحُ سائقاً بارعاً يوما من الأيام ولم أفّق من هذه النشوه الا وانا مرتطماُ بها في خزان الماء الذي يملكه جارنا الثرثار . هاتفي النقال به خمس مكالماتِ فائتات , ومسجْ , السماء على مقربةِ من أقامة العرس بضياءِ نجومها . فتحت النقال الموبوء ’ فوجدت ذلك الرجل المدعىَ ميشو / ( لا تتأخر أنا في إنتظارك ومشتاق لك ) أبتسمت قليلاً ثم آهِ ملطخةً بعوالقِ الإستفهام , شكراً لأنك تعاني من أجلكَ , وسحقاً لأنني لا أصلح مرشداً إجتماعياً لمشاكلكَ التي باتت تؤرقني كثيراً , أين الذي لا يريد ’ ومن هو الذي يسمنه الأرواء في هذا الزمان الخواء ’؟ وماهي الأحلام ُ عندما تفتقرُ الحقيقه ’ وماهي الأمال بعد ما تتأرجح بين الصخور والتلال , وماهي الصبابةُ حيالَ مائدةٍ من الرائحة الأكثر وجلاَ ,؟ أحتاجُ لمراجعةِ أوراقِ الخريفِ القادم , ومصاهرةِ الغيابِ المتوشحِ بقلائدِ الترفِ المفرطِ . وأحتاجُ لسفرٍ طويل طويل طويل يكفلُ لي بعضاً من خواءُ رأسي وصناعةِ وسائدي التي لم تكن باليه . أن الوقتَ الذي تستغرقهُ في قتلِ النجاهِ من غرقِ التسّرع يسخرُ منكَ حتى وأن عبرتَ به أهواءك التي تحب ! فالحياةُ فرصةٌ للحياةِ مرةُ آخرى ! لا يهم , سارعتُ لأذهب الى شقتي الهادئة ’ المظلم نصفها , وخفيفةُ الهضم , سهلةُ الترتيب ’ لا يوجدُ بها مشاغبين ’ أنا بمفردي ولا أمكث الا في مكتبتي ’ لألقي بملابسي وأصافح الماء البارد لأستردَ بعضا مني , وأسارعُ لصندوق ملابسي المتكدس ( الدالوب ) كما يسميِهِ عمال المفروشات والموبيليا المزكرشه ’ لأرتدي بعضا من الملابس المهذّبه أن صح الخيّاط بذلك . ومن ثم لطاولتي المجانبه لأتخبّط بين عشراتِ القنانيْ وزجاجاتِ المستحضرات العطريه , لأمسكَ بعطري الفاخر , الذي مابقي منه سوى القليل ’ أعدكُ عطري الجميل سأذهب غداً لأشتري أخاً لك .ولكن لا أكفلُ لك َ الرأفه فأنا مبّذر كما أخبرته بي ذاتي المدولبه ! الساعةُ قاربت على موعدِ المآذن لصلاةِ المغرب , بعد ما أعدتُ لمساماتي برودة الماء وتوضأت لصلاة المغرب ’ أمتطيت صهوتي المعتاده , وسارعت لكي لا أتأخر فـ ( مشاري ) مزعجٌ حين يحتاج للثرثره أعرفه تماماً ولحوحاً كما يراهُ عمهَ تاجر العقاراتِ والذي لا يتهندمَ في جلسته , ذات مره يروي لي قصةً لعمّه الذي يكبرُ أبيه بخمسةِ أعوام ولا يهتم لشؤونهم فما أن مات أبيه حتى أصبح الوضع مختلفاً تماماً , فنصف ممتلكاتهمِ صادرها عمه الجشع بحيلةٍ لا يعلم طقوسها التي غيبّها القدر مع أول قطرةِ سقطت من عينيْ أمهِ التي تعاني من إعاقةِ في الظهر منذ سبعة عشر عاماَ , لتنضمَ لحاشيته بزعمِ أنه يفقه كثيراً في رعايةِ أموالهم وأنه سيرعاها ثم يعيدهاَ على أولِ نموٍ لها وتصبحَ قريةَ من النقود ! يقول ( مشاري ) وصدره النحيل بدأ بالتضخّم لشدةِ ما يخبء من تعاساتِ لا حصر لها في مضمار البولينج المتماسكِ قبالةَ كفيّه المتورّمه , كنتُ لا أفقهُ شيئاً في ما يطلقُ عليه أبي رحمه الله ( مستقبل ) عشتُ سنيناً بين الترف والرعايةِ المفرطه , تفاصيلَ حياتي يمعنُ أبي أدقّها ولا يهتم لتبذيري ولهويْ بقدر ما يعشق رقصي على أصابعه , وتمزيق الأوراق في نزهةِ بريّه , ومشاغبتي لأبناء عمي بشدِ ما تيسر من هندامهم الذي أصبح فيما بعد من خيرات أبي رحمه الله , فالأرضَ حديثها لا يهمني ومشاكلها لا تؤرقني ونقصُ حاجياتها التي تموّل البشرَ قوتهم لا أكترث لها , أبنُ وحيدً لأمِ شاءتِ الأقدار أن تنجبني وتتوب عن إنجابِ لصيقٍ آخر , فقد باغتها المرضُ بعد بلوغيِ سن الخامسه , فأصبحَ داءها لا يصلح لأي جهدِ أبداً ولا يحتملُ أرقاً مباغت , ولا لأي شيء عدا الجلوسَ طويلاً وتصفحِ الأشياء المحيطةِ دونَ حراك , أبي لم يألو جهداً في سبيل علاجها ولكن دون فائده , فـ ( سرطانِ الرحمِ ) لا يمنحُ الهدوء في كافةِ أعضاؤك الحيه , أصبحت أمي مقعده وعلى أدويتها مدى العمر , لا تقدر علىَ تدبرِ شؤونها لولا رحمة الرب ثم رعايةِ أبي الذي كان الموت لها حين ما رحل , في حادثِ سير وهو قادم من الأردن في تجارةِ له هناك , وتسقطُ دمعةً حانيه في صمتِ مهيب وهو يتحدث لي عن ذلك الحين . أن تُصاب في مستقرٍ لك كنت تنعم به ثم تكونُ عرضةً للرياح يبابُ ساذج , ففقر الأبِ لا يعادله فقر ! وعجزُ الأم سوطٌ مسموم , وسيف أملس لا يتركَ أثراً بعد عمله , ثم يكمل ما أراد أن يخبرني به دون أن يتناول ذلك العم الجشع في طياتِ حديثه وعيناهُ تنعمانِ ببكاء لا صوت له وأزيزُ لا يعرف فوهةَ مدفع , يقول في سياق ما تمخضَ به , أكملت الحياة مترّفا ولا أفقه مدى صعوبةَ الحياة في مستقبلٍ كان أبي يوجهني بأستثمارهِ جيداً , أستمرتُ الحياة كما ينبغي لها لا مراعيةً ما أصبو أليه غداً . لا أكترث لما قد يؤرق الأبناء في مراحل نموهم من متطلباتِ وحياةً دراسيه , بل أن معظم من أتعلّم على أيديهمِ يعرفون أبي تمام المعرفه ويهندمون العلاقة بأي شكلِ من الأشكال وتحصيلي الدراسي في صفوف التفوق وانا لست أهلاً لذلك وأثق في قدراتي سابقاً حتى صفعتني الحياة لأصحو من غياهبِ العبث في مسألتي ومستقبلي الذي لابد أن يكون بشكله الصحيح . أكملت المرحلة الثانويه لألتحق في الجامعة وكان لزاما بل روتينياً في عائلتنا هذا التحصيل , كان مرتباً أبي سفري للخارج لإكمال دراستي هناك في أشهر جامعاتِ كندا ( تورونتو ) لأدرس الطب هناك وأن كنتُ لا أرغب به لعدم تمكني في هذا المجال فحلمي هو أن أدرس ( الموسيقي ) لأنه علمٌ مستقل وشامل وفيه من الخيال الشيء الكثير , بالأضافةِ لآلةِ ( القيثار ) الذي كنت أخبأه عن أعين المتلصصين وأمارس العزف عليه في مزرعتنا كل ما ذهبنا إليها في عطلة الأسبوع وأنا أتخبط بين أوتارهِ مثلما يتخبطُ الحِملُ في أول ولادةٍ له بين حضائرِ الماشيةِ المتوحشّه , وآهٍ يطلقهاً كرصاصةٍ يتقن تسديدها ثائر لا ينتمي لصفوف الدولةِ الفقيره ! كان يتحدث بلا توقف ٍ وكأنه صندوقاً يختزل الكثير من الأحجار الملتهبه , يتحدث ويوبخُ ذاته على فرطهِ وعلى عجزهِ أمام جورِ عمّه ومرضِ أمه الذي أصبح عائقاً أمام كل ماهو جميل في هذه الحياه , يقول عندما شاءت الأقدار أن يترجّل أبي عن رحلةِ كفاحه وينتقل للمكوثِ الأخير في رحلةِ للسماء أبديه , حتى أصبح الوقت كا الأشواك المدببه , والعمر لا يهم أبداً فأنا لا أتجاوز ُ الثامنةِ عشر حين ما توفيْ ذلك الوطن ( أبي ) أُفقت من كل حلمٍ كا التائه , أصبحتُ أمارس البكاء بصورةِ لا يقدر على ممارستها عاشق مكلوم ولا أمِ توفيِ جميع أبناؤها , يآآآه لا أستطيع وصف تلك الأيام لما أنجبت من ضياعَ سيرافقني كثيراً كثيراً ! أبي ورحل وأمي عاجزةً عن كل شي عدا التحديق في الأشياء والصمت الذي أطبقَ شفتاها حتى ظننت أنها فقدت لغة الكلامِ وحاسةِ التذوق للأحرف بطمأنينه , من يعيرني بهجةً لها لا تبور , ومن يجابهُ ظلمَ عمي الذي بات يتفشىَ بلعنةِ موبوءه , ومن يجيرني من كل شيء لا أصاحبه كاالخيبات , الحياةُ لا تمهلُ الأبرياء لذةّ المرح واللهو , فهي قاربُ سريعُ التحوّل عند أول صرخةٍ يتفوهُ بها المحيط الهائل ! أحلامي في إكمال مسيرةَ البهجةِ تهشّم سريعاً , وحلمُ أبي في دراستي للطب لم يتحقق , وقيثاري الذي رافقني أشمئز مني وأُصيب بنوبةِ في حنجرته , ومنزلنا الشاسع الذي كنت ألهو به وأمرح تبدّل إلى شقةِ لا تتجاوز أربعةِ حجرات بتلوثّها , وأمضيتُ أعواماً لا أعرفُ كيف أقتطع منها تذاكر للهدوء وأمضيِ , أودُ أن أقذفني في أحضان أمي العاجزه وأخشى عليها من السقوط , والبكاء والولوله , لا شيء يستحقُ أن أمارسه بعيداً عن كل منغص , فالثأر قد أستوفته الأزمنةَ من ضحكي ولهوّي ومرحي بين هذا وذاك , وعبثي المتفاقم , لا شيء يستحق التبجيل . كل هذه الذكريات التي أستيقظتَ سريعا ودارت في خلدي كالسلاحف لا أقدر على تهذيبها وصرفها عني أبداً فذاكرتي خبيثة الحفظ . الوقت يمضي سريعاً والصلاة قد أذن لها أن تباشرها فرائصي المتناثره أستجمعتُ ما تيسر منها لأؤدي صلاة المغرب وأستذكر ما تيسر أيضاً لأبادر في ذهابي لذلك المشاري ! ********* , يتبع ,,,,, |
يتبع .. ويتبع
ويتبع الإبداع .. والإجرام :) توجّس برهبة .. وخوف وتاوه .. قلق وإضطراب صور جُسّدت بإحكام متابع |
ابو علي الله لايضرك
ماشاء الله تبارك الرحمن كاتب مبدع ومتالق متابع لك ياصديقي |
. [ ذاكرة قاصره ] . . الشمس ُ تغربُ كلياً وصوت المآذنِ يصدح ُ في كل مكان ويبعث الطمأنينة . أصوات المؤذنون َ جميل جداً ومنبهُ فاضل , يخبرك أن الأنسانَ أحقرُ ما يكون حين لا يسارع لتلبية النداء , الأنسان مفرطُ في ذاته بائسُ في مايتوشحه من صلاحِ فيما بعد .أجمل الأزمنةِ زمناً لا يمتطيكَ بأعباءه ! المساء قد حلَ وها أنا على مقربةِ من ذلك الجامع الدفء , الذي يجتمع به الفضلاء , وتترعرع ُ حوله البراعم من التلاميذ . المكان فارِهْ , والعليل ُ من النسائم رويداً رويداً . تئنُ هنا وهناك . أخترتُ مكاناً بعيداً مجانباً عن بهوِ ذلك الجامع . لم أعري الأرض أهتماماً ولا أولئك البشر الذين يتوافدون واحداً تلو الأخر على ذلك الجامع .. أقتربت من الرصيفِ الأول , أطلقت أنفاسي لأكون مستعداً لمصافحة جبيني للسماء بكل طواعيه , جهازي النقالً مقفل . فحين ما شارفتُ على مدخل الجامع وأذا بسيارةِ تنقل الجنائز , واقفةُ خلف ذلك الحائط . يجتمعُ من حولها وافداً آسيوياً وثلاثُ رجال من بينهم شابُ لم يتجاوز الخامسةَ عشرا , مغلقاً رأسه بلثام الحزنِ والبكاء . مضيتُ أحثُ الخطاَ ببطء , ولم يتبقى على إقامة الصلاة الكثير دخلت الجامع الجميل , وذهبَت في ناحيه , أٌقيمت الصلاه . وتقاربت الصفوف , وبدأ الأمام بتوجيه صفوف المصلين وتسويتهم , بدأنا في تلك الشريعة الدفء , والصلاةُ التي تريح النفس وتمنح السرور والخشوع . وطمأنينة الروح فحينما فرغنا من الصلاة , وأذا بالمؤذنِ (يقول الصلاةُ على الميت ِ يرحمكم الله ) , وإذا بجنازةِ تدخل من ذلك الباب الخلفي لتُقّرب أمام الأمام , ويعتدل الناس والخوف يسكنهم والوجلِ يعتريهم , والصمت يسود الجامع بأكمله عدا تلك الأصوات المتحشرجةِ من جراء الأتربةِ العالقةِ في أجواء ذلك اليوم . الكل صامت وتمتماتُ الدعاء تملأ الأسماع , وذلك الشاب الذي لم يظهرُ من ملامحه سوى عينيه , يجهشُ بالبكاء , ويئن من شدة الفقد , يالله وكأنني أشعر بمرارته ولا أعاتبه أبداً . عندما فرغنا من صلاة الجنازةِ التي لم تبقي لنا حديثٌ نتفوه به ’, الوجلُ سيدُ الموقف والرعشة القارصه تتخلخل ُ بين الأظلعِ والشغاف ,. القشعريرةُ تملأ المساماتِ ,. والندمِ يطرقُ أبوابُ المقلِ كي يستضيفَ ماءً يكون خصبُ الحلولِ قليلُ الفائده . هرعَ الناس بسرعةِ يكسوهاَ الأرتباكُ والمسارعه . والتلقفِ الذي يوحيِ بأن هناك خطبٌ ما . البشرُ سباقونَ لكل ماهو مفاجئ ,. حتى وأن كان هناك ما يدعو للإعراضِ أو من لا شأن لك فيه ., البشرُ يحبون الفضول كثيراَ ويمارسون الإمعانَ بعينِ الدهشةِ المقرفه . لا أعلم لماذاَ البشرُ شغلهم الشاغل البشر فقط ,. وما يكون من تواترِ حياتيْ لا يعني شيئاً من صلاحِ الذات , ربما لأن الأنسانَ فُطرَ على كشفِ الساترِ المغلقِ حتى وأن كان عقيدةِ التركِ تضجُ رائحتها كثيراَ ولا نراها . ( لم أعد أدري ). مضى الكلُ في طريقهمِ لذلك الفناءِ الكبير ,. شاسع البناء ,. مهيبُ المحيا ,. لا كدحَ في صناعته ,. ولا أجتهادُ في حياكته ,. الكل مسرعٌ في تقديم تلك الجنازةِ التي تحملها الأكتاف وتجهش لها الأعين ,. ذلك الشاب الذي لم يبلغ من العمر كثيراَ يركض ويتعثر ,. وبكاؤه يقوده ويركله ,. نعم هي أمـه ,. سيدةٌ أمضتَ بين أروقة المشافي سنين طوال ,. تعاني من عطلٌ في جهاز ( الكلى ) ,. ولكن لا فائده ,. فقد كان الأجل في المرصاد ,. وللرب ما قدرَ وفعل ,. أبناؤها من حولها يحملونها لتلتقيَ زوجها في ضريحِ مجاور ’, الذي فارق الحياةَ منذُ سبعةِ أعوام وكان يوصي كثيراُ أبناؤها بها خيراً ,. ويلحُ حين ما كان يذهبُ بها لمركز غسيلِ الكلى أن يمنحها أحدى كليتيه ,. ولكن هي من ترفضُ وتمانعُ بشده ,. وتغضبُ كثيرا ,. يااه يال الوفاء والحب الذي يصيبُ الروح برجفةِ الذهول ,. أبنها الذي كان خاتمةُ الإنجاب ,. متأثراً كثيراً فقد أبيه فكانَ شطرٌ منه قد هوى ,. وبقىَ شطرٌ يملؤه دفءٌ وطمأنينه ,. وهاهي الأقدار تنتزعُ شطرهُ الأخر ,. أمـه التي تمنحه الرعايةَ الشعور ,. حتى وهي في قمةِ ألمهاَ وأنينها الذي لايفارقُ محياها ولا يغادر فرائصها ,. تغدقُ أبنها المدلل سماءُ البهجةِ حدَ الهوَس ,. وتوبخُ أخوتهِ دائما في تقصيرهمْ تجاهه ,. هذا ما رويَ لي حين رأيتُ عيناهُ قد تمايلَ أكثرها من شدةِ البكاء . المساءُ حالك وأضاءةُ المرافق التي تملأ الأرصفةَ بجوار ذلك الفناءُ تبدو باهته ,. لا شيءُ يدعو للبهجةِ أبداَ ,. كلٌ مشغولٌ في منحهِ نسيانٌ مؤقت ,. الغفلةُ داءُ يفتكُ باالذوات ,. والحيلةٌ في مسايرةِ الوقتِ فرطٌ شهيْ ومقتٌ ألدُ الخصام ,. ولجَ الجيمعٌ من بابِ تلكَ المقبرةِ الكبرى ,. والمخيفةِ نوعاً ما لمن لم يزرها من قبل ,. أما أنا في لي حكايةٌ أخرى مع المقابرِ ,. لا يقدرُ الإنسان على تغيير ذاكرتهِ حين يريد , فالعقل تركيبةٌ مربكه , وماإن يتخلله شيءٌ مباغت حتى يتعطل أمر النسيان وحقيقةَ لابدَ من تقبّلها ! تكالبت الدموع الغوغاء في أعين الجميع لم يكن هناك ما يدعو للتوقدِ طريقٌ مبرحِ للركض , الظلامٌ يمدُ أصابعه ليتلقفَ الأعالي والأحاجي ,. ويلبسَ الرؤوس السواد الأعظم . لم يعتريني وجلُ أبداً, ولم أكن مباليً لأي شيء ٍ سائح الوخزِ راجحَ السطو . دُفنتْ تلك الجنازةُ وقُذفَ بالأدواتِ التي تستخدمُ لأنجاز أي ضريح . ورُشّ سقفَ ذلك الضريح بالماء , ووقف رهطُ من الأفاضل مستقبلين القبلةِ يدعون بوجلِ مهيب , الربَ ان يستضيفَ تلك الروح لديه بالمغفرة والرحمةِ والرضوان . ثم أصطفَ ذوو ( المتوفاه) بجانب بعضهم البعض ليستقبلو ْ المعزين في فقيدهم , البكاء حشرجةُ السلام , والنياحةُ قُبلةَ المصافحه , والألم سُلافُ الأجداث , أبناؤها تحفهم السكينه والصبر اللِزام , عدى ذلك الشاب الذي لم يشتدَ بأسه , عِمامته تلفُ وجهه ويداه متوشحتان الطين والأتربه , حاول مراراَ سَلخُ الأنهيار ومعانقةِ الجَلد ِ , ولم يقدر , أرمقُ المكان والناسُ من حولنا يقبّلونَ رؤوس ذوي المتوفى , ويربتون على أكتافهم ويطلقون عبارات المواساةِ وأن هذا قدرُ لامفرَ منه , يبدو أن عدد المعزين أشرف على النهايه , بقي القليل منهم , فضلاء الناس الذي يدعون لروح الفقيده . , أقتربتُ منهم وأصطفيتُ بجوار ذلك الشاب , وفي يدي رعشةٌ لم أكن مستعداً للتصدي لها . اقتربت رويداً رويداً ليلتصق كتفي بكتف ذلك الشاب , ثم رمقني بعينه التي أشبه ما تكونُ كرةٌ من الدم , جراء البكاء الشديد , قلت لا عليك أريد أن أجهش كأنتَ ولكن ما الفائده , لم يتحدث نظر ألي ثم وضعت يدي على كتفه ثم عانقته عناقاً شديداً وكأنني أعرفه منذ زمن وفارقت الأيام بيننا , كان كالطفل , أعتصر أظلعي وأجهش بالبكاء بلا توقف . ثم أغرورقت عيناي بالدمع وأنا أحملُ صرخةٌ لا تتسع لها الكرةُ الأرضية ولا السماءُ الشاسعه . اعتصر مني كل آه وزاوج بينها وبين دموعه الفائضة , حاولت أن أربت على ظهره وأهّون عليه مما هو عليه , ولكن بلا فائده , يجهش وأنا في حيرةُ من أمري ماذا أفعل أجدني مكبلَ الفاهَ مركونُ التحدثَ صامتُ الملامح , هناك شيخُ فاضل يربتُ على ماهم عليه من بلاء أن أصبرو وصابرو فاالحياة أقصرُ من أن تمر ببكاء , ثم صمتْ ذلك الشاب وأخرج رأسه من أضلعي التي كادت أن تنطبقاَ على بعضهما البعض , قد ملأني الحزن وغصَ بي , وساد الألم كل أشلائي المتهالكه . لا أستطيع الحراك وقفت كالمعتوه , لا اشعر بشيء . الناس قد غادرو المقبرةَ الصامته . وبقى أهل الفقيده . تعاضدا الأخوةُ بعضهم البعض , ومشيا , في أتجاه ذلك الباب , ليودعانِ الفقيدة في ضيافةِ خالقها , ثم ما أن خرجو واحداً تلو الأخر . بقى الشاب الصغير وتسمرتْ قدماه فأنحنى بالبكاء الشديد ياااه ما أقساها من لحظات . عيناي ترقبه وأشعر بما يشعر به من تأوهِ حارق . ثم ألتفت اللفتة الأخيره , وقال كيف لي أن اعيش بدونكِ يا أماه .؟؟؟؟؟ وكأنه يطلقُ الرماحَ بأتجاه ِ صدري الذي لا يتسعُ لأي شيء منذ زمن ! الأم ظلٌ وارف ولكن لا نشعر به الأ حينما نفتقده . الأمُ سكنى لا تقدرّ بالأثمان فرحماك يالله , الأم ُ سماءُ ماطره , وأرض عاطره , وشرفاتُ تمنح الأمان مدى الدهر ,الأمُ سنابلُ تطعم العالم بأسره , الأمُ رشفةُ من قدميها كفيلةٌ بأعتدال الحال دوما وأبدا , الأم دواءُ لكل داءِ فليتلطفُ بنا الزمن ولا يرينا مكروهاُ يخترق يداها الطاهرتان . الأمُ فصلٌ لكل عشواء , وحسمٌ لكل غباء , ومنبرُ لكل ولاء , وسقيفةٌ لكل أحتواء , وماءٌ لكل فاه , وسد رمقِ التضور الحارق , الأم جنةٌ في الأرض , وسقفُ لجنةِ في السماء كيف لا والجنة تحت أقدامهن . الأمُ رداءٌ لكل عراء , وسؤددٌ لكل تفريط , وحرصٌ لكل لهو , وأحاطةٌ لكل رقيق , وجودةٌ لكل نحول , الأم ُ وطنٌ بأكمله لا تفسده بطانةٌ أبداً , وبساتينٌ لا تطالها البراغيث , وأغصان لا تغادرها العصافير البراء . أصبحتُ الأرضُ عاريةً في وجهي لا أرى ما يتوضأُ بهِ جبيني عدا تعرّقي وبلائي في ذاتي , ياااه ( مشاري ) , نسيتك يا ( أبن الحلال ) سارعتُ لأن أفتح جهازي النقال ّ , وتمتمات أصابعي تتهاوى فوق بعضها البعض لا أجدني مصيباً ماهراً لأزرار الجهاز , ( ألو مشاري جايك , أنشغلت دقايق وأكون عندك وعد ماراح أتأخر ) ( أوكِ أنتظرك ) ! يا تُرى ماذا لديه هذا المساء , وماالذي يخبأه ليقذفهُ في أُذنّيْ , ؟ وصمتُ , في طريقي إليه والدهشة تملؤني .....! ********* , يتبع ,,,,, |
لي عوده مع استمرار الاعجاب المستحق ايه المبدع
صح لسانك |
. [ سقوطُ الزاويه ] . لم يكنْ صمتُ الطرقِ ماهراً هذه المره بل كان عارياً من كل سمةٍ فاضله , أعمدةُ الضوء التي تتمايل ولا تسقط تتدلى من أفواهها قناديلَ شاسعةٍ للتمسكِ بحضارةِ المدينة , أنا لا أشعرُ بأنها جميلة , ولا أكترث لها حين تتوقفُ عن النبضِ يوماً كاملاً طالما هناك خيانه , فحتماً لا تستقر الأشياء كما نرغب نحن بل هي كما تشاء وشكرا لكل إلتواء ! أن تغفوُ الفضائل بعيداً عن الواقع المأمول , خديعةً آخرى , وحينَ تسترق السمعَ محابرَ الحياةِ بأكملها لمنحِ الكلامِ جُملاً لا تصلح للترشيد , كارثةً آخرى , وما إن يسقط أول صوتِ يناضل من أجلِ سورةٍ تتُلى , حتى يتفشّى الكّذبُ الذي لا يذهبُ سريعاً مخلّفاً وراءه بضعاً وتسعونَ حقنةَ للذاكرة بفايروس البغيضه ! اوووف لا يشعرُ بالألم سوى من يشعر به ولا يراه , ولا يخالط الناس من كان يحملُ من وعثاءهم الشيء المقرف , فالسماء تلفظُ الكثيرَ من النجومِ التي لا تضيء بصورةِ صحيحه ! _ وينك يارجل أنتظرك من ساعه ! _ آسف تأخرت رغماً عني لظروفِ أعتقدُ أنها فاضله ولا تصلح للتذّكر ! _ وين , ماأنت داخل , خلني أحس لو مره أنك ضيف وأقوم بواجبك ! _ مشاري أنت تعرف أني أتقزز من شيء أسمه ( رسميات ) وتكاليف ما أنزل الله بها من سلطان ! _ أوكي أوكي ولا يهمك مشينا لأي مفترق طرق ولأي رصيف لا يتسع لأكثر منّا ! _ على راحتك ! وصمتْ ! الكل منّا ممثلاً بارعاً لسجنِ فمِه المتورّم من كثرةِ السكوت المفرط , الشوارع مكتظّه عارمه منمقّه بشكلِ أفاعي , ودوائرَ للتقيء ْ , لا شيء يستحق الدعايه عدا تلكَ اللوحاتِ التي تفتخر بصور الأطفال ومستحضراتهم المعّطره , والزينة التي تبصقها المصانعْ لتتلقفها النساء اللواتي يعانين من وحشيةِ بعولتهن ! _ مشاري وش فيك ساكت , والا تحضّر لقنبلة الموسم لتخبرني أخر مخططاتك التي اصبحت قيد الإجراء ؟ _ أسكت والله ما أدري وش أقول لك أحس أني بنفجر من كثر ما بصدري كلام وعتب و كل شي له صلة فيني ؟ _ أفااا , لهالدرجه أنت كابت كلام كثير في قلبك ولا تقدر تنثره على هيئة ورق a4 في وجهي ؟ _ مدري مدري راسي ينفجر من التفكير وعقلي متصحّر وقلبي مقبوض , بس اللي أقدر اناقشك فيه أني قررت أسافر أكمل دراستي وفي أقرب فرصه ؟ _ قرار جميل , ولكن تناقش أم تخبرني بقرارك هناك فرق ؟ _ يآخي تدري متى أكرهك , كل ما دققت في كل عباره أتخبط فيها ولا أرتطم الا بقسمات وجهك الغامض ! _ هههههههه , وين المشكله عندما تكرهني وتحبني معاً , كلاهما في طريقِ ألا بشريّه ؟ _ يووووه ويا كلمه أرجعي محلّك , الحين أنا أقول بسافر وتقعد تتفلسف ! _ طيب , انت بتسافر , وأمك , وعمّك اللي ماكل كل شي وأنت من يقّدم له أعواد الأسنان ليختار منها الأدق , وين الجامعه اللي برا بتقبلك وأنت متخرج من الثانويه من خمس سنوات , فكرّت في هذا كله , درست الموضوع من كل جوانبه ؟ _ عمّي هو اللي يتكفل بإبتعاثي للخارج ! وهو اللي قال لي بالحرف الواحد لازم تحقق أمنية أبوك الله يرحمه بأن تصبح دكتور , وعلى الأقل ترعى أمك عن قرب ! _ سبحان الله عمك ! _ أيه عمّي , وليش مستغرب ؟ أدري من حقك تستغرب ؟ ولكن أنا أدري ليش بيتخلص مني ويسفرّني برا على قولهم ! _ مستغرب ولاني مستغرب , سعيد ولاني سعيد , متفاجئ ولاني متفاجئ ! _ لازم أوافق وأقرر اليوم بالتحديد , ولازم أعطيه كل أوراقي وهو بيتكفل بكل شيء حسب قوله , وأمي راح أخذها معي هناك ! _ هناك وين ؟ _ كندا ! _ يا حلوّك بفقدك وبفقد خرابيطك اللي تحسسني أني في ملعب طائره ! _ وش قلت ؟ _ مشاري الأمر يحتاج للتفكير بعمق مش الدراسه لا بالعكس الدراسه جميله واكمالها أمر مطلوب في تحقيق أهدافك المستقبليه التي تعاني من قيد الإجراء ولا عليك يمديك توك ( بيبي ) على قولهم , 23 سنه , ولازم ترسم قدامك هدف وراح توصل له بإذن الله بعيد عن كل شيء يشوش عليك من الماضي السحيق ! وصمت رهيب وتحديق في أزقةِ الشوارع , ولا حراك سوى عينينه , أصبح في سباتِ عميق يسترجع الماضي الذي أسميته ( سحيق ) ولا شيء يتفوّه به سوى نظرته بين الحين والآخر لي , وكأني في محل شبهه وفي قفصِ إتهام وصاحب جريمه ! _ صدقت سحيق بكل ما تعنيه هذه الكلمه , مؤلم بكل قذارة الدنيا , ساذج بجميع أروقةِ الكراهيه ...! أن يصبح الواقعُ فوهةَ مغلقه من الخارج ومفتوحه الى الداخل هنا تشعر بأن الأرض لا تصلح للفلاحه , فمبالك في زاويةٍ سلبت مني قياسي لمعاييري , أنا لا احتاج رفاهيةً الآن بقدر ما احتاجُ لأن أجد نفسي في ضل هذه التخبطّات التي آن الآوان أن تبتعد وتموت , ليس وقته الآن أن أمارس عبثي بين كراكيب غرفتي الضيّقه , وليس وقته الآن أن أتجمهر أمام شاشةِ التلفاز لأشاهد فيلما لا يوحي بفضيله , وبرنامجٍ يؤدي بكَ إلى قيادة السياراتِ التي تركلها المصانع على هيئة خردوات وتعكف على ترميمها بشكلِ منمٌق ولا تسافر بها ! وليس وقته الآن أن أرهق أمي بكثرةِ التحديق في قدميها وهي تلتصق بجواربَ صُنعت من أجل الصيف لا الشتاء وتعتبر صفقةً فاشلة في ترويجِ الدفء الكاذب , وليس وقته أن أفكرِ في صداقةٍ جديده أو مزاملةَ بائع الصحف كما كنت عليه في السابق ! لابد أن أتقيء كل شيء له صلةً في ضياعي , بل لابد أن أهجر كل عبثي وغوغائيتي التي تشكلّت على هيئةِ ندبات لا يمحوها التاريخ المهرول نحو براميل الّا ذاكرة , وبعيدا عن عنق القاطرة التي تلوّح بأصبعها الملّطخُ بأصوات النساءِ المزاجيّات , وبعيداً عنكَ أنت أيضاً لأنك تشعرني أني في مواجهةٍ مع نفسي ودائما ما أفشل فكرهت ذاتي التي تنهزم امام رجلٍ كأنت يوبخني ولا أجد غيره قلباً يحتضنُ غرقي الدائم وجنوني الطفوليْ ! أبشع ما يمر به المرء أن تتحول الرفاهيةَ التي كان ينعم بها إلى أكذوبةٍ عابره وطبقاً يستعدُ لكشفِ ما بداخلهِ فيطّلُ رأس أفعى لا يصلح للمضغ ! _ وماذا بعد ؟ أكمل فالوقت الذي لا يعنينا دائماً يهتمُ لشؤوننا التي لا تصلح للبناء ! _ أنت تحتاج لصديقٍ يفهمك لا كأنا يركل كلُ أعباءه عليك ولا يحتمل بضعاً من أعباءك فكيف بك أن تقبل بي صديقاً جميلاً وأنا أسوأ ما اكون ؟ _ أن أمنحكَ الحقيقة ولا أستمدُ منك رأياً في ذلك , فأنا مجبراً أن أرى ما يتمخضُ به عقلك كي أطمئن على رأي ! _ ولكنك لا تحتاج أن تهدر وقتكَ في تربيتي وتوعيتي ؟ _ من قال لك تربيه أو توعيه هل أنا صاحب مكتب لأصلاح شؤون التائهون والمدللون الذين صفعتهم الحياة على حين غرّه ؟ _ أنا أحتاجك وكفى لا تثرثر دعنا نتوقف ونكمل سيراً على الأقدام بمحاذاة ذلك الممر الشاسع فرياضة المشي يقولونَ أنها تريح العقل والنفس معاً ! _ كما تشاء ولكن لا تناقشني هناك فأفقد السيطرة على أقدامي ! _ حسناً ! _ ومشينا نناغي الأرصفةَ ونتهجأ وجوه العابرين من أصحاب الأوزان المتراكمه كأنما هناك وجبةً خبأها صاحب الأبقار قبيلَ ثغرِ الفجر الذي لم يشرق بعد ! ****** يتبع ,,, , |
. [ The remainder of the virtue ] . الحياةُ لا تمنحُ الأستقرار أحيانا ً فيما نصبو أليه من هرب , وماإن يتبادر أليك إنتقامٌ من أي شيء تلجأ للوسيلةِ لا النصر , ولا يهم بعدها ما قد يترتب فاالكثير منّا يحتاجُ للكثير . أن تصافحَ الحريةَ وأنت تجهلُ تماماً قيود السجن التي تتفوهُ بك كلما رأيت ذاتكَ تئن كلسانِ أفعى , أنت لستَ في ذات الحريةِ التي تُخيّل لك , مشيئةَ الأمور تسيرُ كما يحلو لها في بعضِ الأحيان , وسيرورةَ الأحلامِ والأماني عجلتينِ لا تصنّف ضمنَ قائمةِ الحاجيّات التي رويَ لنا أنها جميله , فاالقادمُ من الأيامِ قيدَ النشأة لم يكتملَ نموّه حتى هذه اللحظه ! جده – أبو ظبي - كندا – مطار هاليفاكس ! الرحلةُ التي تحملني ليست الأولى في تاريخي , فقد سافرت كثيراً وأنا المدلـل , لا اهتمُ لذاتِ الشيء ماذا يعني , عليْ فقط أن أهتم بما أحتاجه من رفاهيه , كثيراَ من مطاراتِ العالم أتذكرها جيداً وأنساها تماماً حينما نقلعُ لأي منتجعِ آخر ودولةِ آخرى , أن أسافر للسياحةِ لا شيءَ ينتظرني لكي أنجز , أما أن أسافر هرباً من كل شيءٍ له صلةُ بالبكاء , والتأبين وفقدِ الكثيرِ من الفرح , والأهازيجِ وأعياد الميلادِ , وركلِ الأغنياتِ وبترِ المسارح التي تنجبُ الرقص واللهو , هذا شأن آخر بل حملٌ ثقيل ووزراً أحتاج لشجاعةِ كي أفيق مما أنا فيه من ذهول . ماذا بقي ؟ لم يتبقى شيءُ يستحقُ أن يعلّق فوق رؤوس ِ المآذن وفي أعلىَ مكانٍ كي يرفرف كـ قميصِ أبنةِ جارنا التي تعبثُ في سائقها كلما أراد أن يتقاضى مرتبهُ الذي لا يهنئ بنصفه , فنصفه يذهب ُ على أشرطةِ الفيديو والأفلامِ التي يتصورُ أنها ميديا رائعه ! ( عمي ) الذي أستولى على كل شيء أثبت لي مؤخراً أنه قذر ونبيل في ذات الوقت , حينما يستولي على حريتكِ أقرب الناس أليك بزعمِ أنه يخشى عليكَ من الضياع , أنت لستَ في حيرةِ من أمرك فربما تبصقُ كل آهاتكِ بين ذراعيه ولا تنام , وفي نهايةِ الخديعه تكتشف أنه يدّبرُ لنفيّك من كل محيطِ له علاقةَ بأسواره التي لا تسترُ معظمَ حاجيّاته الغبيه . لقدَ تفاناَ بكل جهدٍ يوحي لمنفى , وبذل الغالي والنفيس كي يلقي بي في دولةِ أوربيه أسمها ( كندا ) , والأبشع من ذلك أني سأعكف هناك فيما يقارب خمسة أعوام من الآن بل من المنفى بل من الكذب بل من اليباب بل من كل شيْء قاتل ومشين ! ( أمي ) التي لا تتحدث كثيراً بل أصبحَ الكلام الذي أشتاقُ أليه على هيئة إشاره , وتوّرُمُ ثغرِها الملائكي بدأ بالشيخوخةِ المبكّره , قدميها اللتينِ كنتُ أشاغبهاُ وأرتع بين أصابعها أستمر داءُ التصحرُ يفتكُ بهنْ حتى شاءتِ الأقدار أن لا تمارس العمل كما ينبغى لها , بكاؤها على حالي وحالنا أخذَ من بسمتي الكثير بل أستئصلَ الأجود من التهِكم وقذفه في حاوياتِ النسيان , الحياةُ التي لا تتخللها المآسي ليست بحياة , والأعمارِ التي لاتنتهي بنياحه ليست صالحةً للتخليد , والأحلامِ التي تتحقق بأستمرار مقرفهٌ وساذجه , نعم هي الأيام التي نحتاجُ أن تكونَ حارقه كي لا تستعمرنا الأهواء والويلاتِ والغفله , نعم الأيام التي تلسعنا هي من يربينّا ويرشدنا للطريق الآمن , نعم الأيامُ التي لا نتذكرها ليست بأيام , بل تواريخَ نصفُ مكتمله ! ( أمي ) التي كم تمنيتُ أن أخلدُ على علاجها في تلك الدولةُ التي لا أعرف عنها شيء عدى أنها دولةَ شاسعه وسأدرس الطب بها فقط . وحقائبي جاهزةٌ للإقلاع , ورأسي فارغُ من كل شيء عدى شهقاتِ أمي التي باغتها الآجل في آخر ليلةِ قمريةِ من ليال السنةِ التي حلت بي كالداء المزمن , بل في نفس الشهر الذي باغت ( أبي ) الآجل به حينما غادرنا ولم يغادرنا نبلهُ وسخاءِه الذي يتربص به أبناء عمومتي وأبيهم الوقح , ويالِ الأحداث التي لم أعلم ما بشاعةِ ما تخبء ُ من سياطَ وأضرحه ! فقدتُ كل شيء كنتُ أظن أنهَ سيدوم , أبي أمي ثراؤنا الذي لم يدم طويلاَ أصدقائي الذين زعمو أنهم أنقياء أثناء تمتعي باالمال والثراء , وماذا بعد , لقد تضائل كل شيء , لقد تنصّل كل شيء , لقد صافحني اليقين أن مالم تعكف على رعايته أنت لا يكون في متناولكِ أينما شئت بل هو عاري ويراه كل شهوانيِ ومتلصص ! الوقتُ سيطول في ذاكرتي , والزمنُ سيء التضاريس أثناء حمل حقائبي , لم يتبقىّ الكثير فرحلتي آن لها أن تتلقفُ صعودي نحو المنفى , والوجوه التي أعرفها لم يعد بوسعي تذكرهّا جيداً فالرحيل نحو الا مآوى جميل وقبيح في ذات الوقت . أحضرتُ كل شيء له علاقةُ بذاكرتي , هذّبتُ الأقرب لنفسي من الأشياء , رصفتُ القليلَ من الملابس , والكثيرَ من التأوه , لا أحتاج لحمل خيباتي معي فقد تبرأت منها وركلتها بعيداً عني فالزمن القادم يحتاجُ لذاكرة جديده وعقلُ آخر , وعزيمةً أجمل , فدائما ما تكتب لي أمي فوق أوراقي التي تجدها مبعثرةً في غرفتي المائله , وتتعمدُ أن تدوّن نصائحها التي أفتقدها الآن بل بتُ لا أكفُ عن البكاء حينما أقرؤها . كانت توبخني كثيراً فكنت أجدها مدونةً ( لن تنمحك الحياةَ أجمل من منحكَ أياها نجاحاً ورجلاً يفاخر به المجتمع ) ! لقد أصبحتُ خالياً من كل شيء عداها , لقد أصحبت فارغاً من كل شيء الا منك يا صديقي الذي توبخني دائماً , ومتنصلاً من كل تراجع لأستمر في تهذيبي نحو منفى أعتقد أنه سينجبُ رجلاً صالحاً ! ووداعاً وطني الذي تحملتَ غوغائيتي وعبثي في ذاتي , وداعاً يا قبرينِ ينامُ بكما أجمل من سار على هذه الأرض المتعرجّه , وداعا يا رفاق والملتقى لا أعلم متى , وأقلعتِ الطائرة في تمام الساعه التي لا أعلم أهي زمناً أم غربة ! , ............................. يتبع ! |
| جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:50 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
شبكة المرقاب الأدبية