الموضوع
:
(ســـداح وجريده الرياض )
عرض مشاركة واحدة
26-02-2009, 03:27 PM
#
3
بداح فهد السبيعي
(*( مشرف )*)
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1871
تاريخ التسجيل :
Aug 2008
العمر :
43
أخر زيارة :
26-05-2017 (10:32 PM)
المشاركات :
2,187 [
+
]
الإقامة :
رماح
زيارات الملف الشخصي :
31803
الدولهـ
لوني المفضل :
Blueviolet
[align=center]
مساء الورد أبو مرزوق
تسلم يمينك على نقل المقال
والمبدع سداح يستحق أكثر مما قلت .. وبالمناسبة المقال كتبته قبل لا أنضم إلى أعضاء ((المرقاب)) .. وهو مجرد تعبير بسيط عن إعجابي بالرائع سداح ..
إسمح لي أضع المقال هنا بصيغته قبل النشر .. لأن النشر أسقط أبيات فيها موضع الاستشهاد:
[/align]
[align=center]
(سـدّاح العتيبي .. والإبداع الشعري المُختلـف)
قصائده الغزلية نموذجـاً
[/align]
[align=center]
خاطـري دايم سريع الإشتعـال ///// يلتهـب .. والنـار من شبَّابهـا ..!
قد يُصاب المرء بحالة من السأم لكثرة ما يقرأ، أو ما يستمع إليه من الأشعار، وقد يتشاءم أيضاً لما يخالجه من إحساس عميق بانقراض سلالة الشعراء المبدعين والقادرين على التأثير عليه وعلى جمهور المتلقين بإبداع شعري مُختلف ومتميز، ومع ذلك لا بد وأن تسعف المصادفات بين فترة وأخرى بالتعرف على مُبدع جديد يكتب قصيدة مُختلفة وذات قدرة على تحريك المشاعر؛ ومن الشعراء المبدعين الذين تميزوا بكتابة قصيدة مُختلفة ولها قدرة على التأثير، وعلى تحقيق استجابة المتلقين الشاعر الكبير سـدّاح العتيبي، ولأنه من أكثر الشعراء غزارة -بكل ما تحمله كلمة غزارة من معنى- في إنتاج الشعر، وهي غزارة مصحوبة بالإجادة والإبداع، فإنه يصعب علّي الإشارة إلى جميع جوانب التميز في قصيدته، وسأكتفي فقط بالتوقف عند جزئية صغيرة تبرز بصورة جلية في غزلياته، التي لا أظن بأن سداح يُعنى بها كعنايته بالقصيدة السياسية أوالاجتماعية، ومع ذلك فقد أبدع فيها واستطاع أن يمنح قصيدة الغزل بعض البريق الذي افتقدته بسبب نمطية الصور والأفكار التي تناوب مئات الشعراء على اجترارها في غزلهم.
فمن الجزئيات التي تلفت النظر في غزليات سدّاح قدرته المُدهشة على استثمار بعض التراكيب أو العبارات الخارجة عن إطار لغة الشعر، أو العبارات (اللا شعرية) وتوظيفها في غزله بطريقة قد تكون صادمة لذوق المُتلقي، أو جديدة على توقعاته التي تشكلت من قراءاته الشعرية السابقة في شعر الغزل، فعلى سبيل المثال يقول سدّاح:
بنيت بيـت الغـلا والليل ممسيني ///// وأخـاف لا تصبح الجـدران مقضوضه
طبعـت حبـك فقلبي يـا معنيني ///// وسجّلت فـوقه حقـوق الطبع محفوظه
وإن كان منته مصدق عينك بعيني //// وتصـدّق اللي غرامـك واردن حوضه
فعبارة (حقوق الطبع محفوظة) عبارة شائعة في مجال النشر والتوزيع، ويتوقع المتلقي قراءتها على الأغلفة الداخلية للمطبوعات وعلى الإصدارات الإعلامية أكثر من توقعه لسماعها في قصيدة غزلية، ومع ذلك فقد أجاد الشاعر في استثمارها للدلالة على رسوخ الحب وعلى تفرّد المحبوبة في قلبه ..!
وفي الأبيات التالية يستغل سدّاح بذكاء إحدى العبارات التسويقية التي طالما رأينها في الإعلانات التسويقية ليُعبر لصاحبته عن إخلاصه لها، واستحواذها على جميع ما في قلبه من الحب:
كميـة الحُـب محـدوده ///// وأنتي لحالـك خذيتيهـا
والقلب لو ضاع مجهـوده ///// يمـوت ما قـال هاتيهـا
عليك الأشـواق ممدوده ///// يا باشة الحسـن والتيهـا
وينجح الشاعر في الأبيات التالية بتفوق في توظيف إحدى العبارات التي يُمكن أن نشاهدها مكتوبة على بعض اللافتات الإرشادية أو التوضيحية، وقد استطاع توظيفها بأسلوب طريف وجميل للدلالة على حالة النفور والبغض للخيانة حينما تأتي من المحبوب:
شاب الهـوى والعمـر محدود ///// ولا عـاد له قـدر ومكـانه
كل الخطـايـا هينـه كـود ///// زيـف المشاعـر والخيـانه
تفضلي مـن غيـر مطـرود ///// القلـب مغلـق للصيـانه !
إلى جانب ما رأيناه في الأمثلة السالفة من استثمار لبعض العبارات التي وصفناها بأنها (لا شعرية) بطريقة مُباشرة، ودون إحداث أي تغيير في بُنية العبارة، يلجأ سدّاح في كثير من غزلياته إلى (خلخلة) بُنية العبارة ومُحاولة إزاحتها عن دلالتها المتعارف عليها، ليضيف لها حمـولة دلالية جديدة تتناسب مع لغة الحب، فعلى سبيل المثال يقول في إحدى أعذب غزلياته:
وراك ساكـت والسمـا برق ورعـود ///// والليل مـوحش والهبايـب شديـده
مدري حداك الصمت وأصبحت محـدود ///// والا إن صـوتك فيه نبـره جديـده
تنقل كـلام شفـاك بعيـونك السـود ///// وفي كـل نظـره منك جمله مفيـده
جـوارحـي لرضـاك مقتادهـا قـود ///// تقـول حاكمني بشـرع وعقيـده
لا شك حكم العشق مـا عنه منشـود ///// وحكـومة العشّاق ما هي رشيـده
فالعبارة التي اعتدنا على سماعها كثيراً تقول: (الحكومة الرشيدة)، ولكن سدّاح ينتزعها من سياقها المألوف ويوظفها بأسلوب جديد نافياً عن (حكومة العشاق) صفة الرُشد؛ ويستعين أيضاً في قصيدة (حق اللجوء) بلغة السياسة ليُقدم لصاحبته طلباً باللجـوء الغـرامي:
لولا الضلوع تفـوع ما راحت أقواس ///// والجـرح لولا الدم ما هـوب دامي
تعـال سـولـف لي من الراس للراس ///// القلب ناشـف والجـوارح ظوامي
آخـذ معك سجّـه ووقفـه ومجلاس ///// عبِّر عـن شعـورك وأترجم هيامي
نعقـد لنـا قمـه على جـر الأنفاس ///// ونعلـن هـوانا فالبيـان الختامي
إليـا لفحني مـن طـواريك نسناس ///// يحتـر لـك قلبـي وتبـرد عظامي
أمست همـوم المغترب مالهـا اقياس ///// اللي طلـب حق اللجـوء الغرامي
وفي قصيدة سلسلة وذات إيقاع رشيق اسمها (جـده غيـر) يستثمر الشاعر ببراعة فائقة الشعار السياحي المعروف، ويستعين كذلك بلغة الرياضة للتعبير عن شدة شوقه ولهفته:
يا بنـت مـا للسفـر تبرير ///// خـصٍ ليا طالـت المـده
أنتي تقـولين: جـده غيـر ///// وأنتي بعد غير عـن جـده
يا نفحـة الشيح والنويـر ///// سداح بـاح الهـوى سـده
دايم وطيفك ضحى واعصير ///// يشـن هجمـات مرتـده
واليا عرض لي عكست السير ///// وسيّلت دمعي على خـده
هذه النماذج الغزلية مجرد عينة بسيطة جداً من إبداعات الشاعر الكبير سدّاح العتيبي، الذي يمتلك إلى جانب موهبته العظيمة والمُتدفقة مشاعر ملتهبة ومتوقدة، أو (سريعة الاشتعال) كما يُقر في بيته الجميل الذي استهللنا به هذه السطور؛ ولعل مشاعره المُلتهبة هي التي تستفز العديد من الشعراء وتُحرضهم على مُجاراة قصائده، كما تدفع المتلقي للحرص على مُتابعة إبداعه الشعري المُتجدد.
[/align]
[align=center]
تحياتي للمبدع سداح ولجميع مُبدعي المرقاب ومتابعيه
[/align]
أكذب عليك إن قلت لك: ما نيب مشتاق=عزالله إن الشوق كفى ووفى
غلاك ثابت داخل أعماق الأعماق=هوهو .. لين آموت والا آتوفى
أسلوب وإحساس وسواليف وأخلاق=ومشاعرٍ كنّي عليها آتدفى..!
خالد الحصين
bdfs2008@hotmail.com
فترة الأقامة :
6333 يوم
إحصائية مشاركات »
بداح فهد السبيعي
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.35 يوميا
بداح فهد السبيعي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها بداح فهد السبيعي