|
المنجم يااااا حوَش
أبي رجلٌ طيب ، ذو دين وخلق بشهادة الجميع ، ورث عن جدي الكبير مؤسسه من أعظم
مؤسسات العالم ، نشاطها واسع ، ودخلها كبير ولكني فقير .
لم اشتكي فقري اليه ، برغم حقي عليه ، عملت انا واخوتي في منجم لإنتاج الذهب تابع
للمؤسسة الأم، وفي الفترة الآخيره انقلب الذهب الى فحم ، بدأ الجميع يتسائل ، ياهل ترى
ماالسبب ؟
فالمنجم يُصرف عليه مبالغ هائله ، من دراسات وتطوير وتجديد وترميم ومعدات .
فكّر أحد اخوتي في الموضوع وقال ربما لأننا نعمل بأجر لايناسب المهمه ، فقلّت الجهود كثيرا
وانتابنا الملل والكلل ، فكان كلامه واقعي وصحيح ولكنّا لم ننتبه لهذه النقطه من قبل .
اتفقنا ان نتقدم بشكوى على مدير المنجم لأنه بخس حقنا ، وأضر بمنجمنا وبالتالي مؤسستنا ،
ونعلم جيداً أن أبينا لايعلم بحالنا فنحن لانبدي له عوزنا وشدة حاجتنا ، إذا سأل أحدنا عن الحال
قال له : الحمدلله نحن بخير ياأبي مادمتم بخير حفظكم الله ورعاكم .
وصل خبر الشكوى الى كل اقربائنا وأهالي حارتنا ، وبدأ الجميع يسأل ، ماالمشكله ؟ مالذي
جعلكم تشتكون مدير المنجم ، تعالت الأصوات وتجمع الكبير والصغير على هذه المشكله ، ثم
دخل ابي الحاره ورأى التجمع ، قال : مابكم ؟ رد أخي الأكبر : ياأبي اترضى ان يكون أبناؤك
بهذا الحال ؟ قال : أي حال ؟ فشرح أخي الكبير حالنا بالتفصيل ، فقال أبي : أبشروا بالخير .
لم تسعنا الفرحه آنذاك ، كانت فرحتنا للمنجم للمؤسسه أكبر من فرحتنا لأنفسنا ، فالحال سيتعدل
ومؤسستنا ستحتفظ بسمعتها الكبيره ، والمنجم سيعود لإنتاج الذهب الأصلي .
واليوم وبعد عام من الإنتظار صدر القرار ، (عودوا إلى المنجم ياحوَش) .
لماذا ياأبي ؟؟؟؟
|