موضوع جانبه شي من الصواب بلغة مدركة وفطنة ولكن لدي بعض الملاحظات الخاصة بهذا النقد الذي تركز على أمر واحد ألا وهو ( التناقض ) الذي حمله الشاعر في أبياته ، رغم أن النقد طال التاريخ الإعلامي للشاعر لوضع المبررات اللازمة لتدعيم النقد ..
أولاً : تعلم ويعلم الجميع أن الشعر ( لغة ) خارجة عن إطار ( الواقعية والشخصية ) أو كما يصنفه بعض الأدباء ( الكلام الخارج عن القانون ) !! بمعنى أدق .. كلام يعبّر به الشاعر عن مايختمر في رأسه من أشياء قد تمثلّه أو لاتمثلّه .. وحينما اقول خارج عن إطار ( الشخصية ) لا أقصد أنه لايعبّر عن الشخصية ذاتها .. ولكنه إنتاج ( عاطفي وجداني ) وخيالي وإلى أبعد من ذلك بكثيير ..
ثانياً : ( مسألة التناقض ) !!
الإنسان بطبيعته ( يعيش تناقضات ) عدّة - وفقاً لمعايير التجارب التي يمرّ بها .. تجده في هذا اليوم لايميل إلى جانب من جوانب الحياة وينتقده ، وبعدها بمدّة تجده تواقاً ومنجذباً لهذا الجانب .. وهكذا .. وهذا لايعني أن التناقض سمة ولكنّه أمر مفروغ منه وموجود في النفس البشرية ..
أخلص بهذا الإستنتاج أن الشاعر ( مرآة ) لحالات كثيرة من المجتمع وليس لنفسه ، خصوصاً إذا كان الشاعر ( إعلامي ) وله جمهور متطلع .. وله العذر في ذلك .. عكس الشاعر المغمور الذي لايستكين في إظهار نقده بشي من ( اللامبالاة ) وماأكثرهم ..
انا شخصياً .. لا أرى توافق ( النص ) مع ( شخصية الشاعر ) من المسلمّات فكم من عربيد ( قاتل في سبيل الله ) بنصوصه !! وكم من ( متسوّل ) إدّعى ( المروءة ) !! والأمثلة طويلة لاحصر لها ..
مايهمني انا كقارئ أن تكون القصيدة مثلّت ( تجربة ) .. فلو قلت أن قصيدة ( الحلاو ) ليست ناضجه .. أيضاً نحن في يوم من الأيام لم نكن ( ناضجين ) .. فكل تجربة لها جمهورها .. ولها مناسبتها .. فالذي نفعله في سن الطفولة ليس الذي نفعله في سن المراهقة وهكذا .. ولو جمعنا هذه وتلك لعشنا ( سيرة من التناقضات ) !!
وشكراً ..
|