منتديات المرقاب الأدبية - عرض مشاركة واحدة

17-11-2009, 01:51 PM

فرار الحوثيين للجبال بعد مواجهات دامية مع قبائل "أبو جبارة" اليمنية
أشهر مواقع تهريب الأسلحة والمتفجرات إلى نجران خالية من القاعدة والحوثيين

أطفال من آل أبوجبارة مسلحون للذود عن بلادهم
صعده، وادي الفرع، وادي آل أبوجبارة(اليمن): صالح آل صوان، هادي الدغيس

واصل وفد "الوطن" جولته داخل الأراضي اليمنية والتي بدأها مطلع الأسبوع الجاري، وتحديدا في منطقة تسمى "وادي آل أبو جبارة" التي شهدت الأسبوع قبل الماضي مواجهة دامية بين قبائل آل أبو جبارة من وايلة والمتمردين الحوثيين، بعدها لجأ أفراد القبائل إلى عمل مراكز ونقاط لهم في هذا الوادي، وكانت المهمة أصعب حيث تحركت سيارتنا إلى الوادي مرورا بالحدود السعودية اليمنية من داخل اليمن وعلى امتداد 75 كلم عبر طريق معبد من يمشي فيه لأول مرة يظن أنه في المملكة كون أغلب السيارات المارة تحمل اللوحات السعودية، حتى وصلنا إلى منطقة مشهورة لدى حرس الحدود والأمن السعودي وهي منطقة وادي الفرع، التي تقع على خط حدودي واحد مع المملكة ولا يفصلها عنها إلا جبال على خط واحد لذا وجدنا أنفسنا مجبرين على أن نقف أمام جبال شهدت شتى أنواع تهريب الأسلحة والمتفجرات والمخدرات حيث يقع وادي الفرع بين سلسلتين جبليتين تحيط به من الشمال إلى الجنوب وينتهي الوادي في الحدود السعودية إلى وادي صلة شرقا وإلى أبالسديس مقابل حي الجربة بنجران غربا والذي يمتهن ساكنوه زراعة النخيل والعنب رغم قلة الأمطار الموسمية.
أشهر المواقع
أكد لنا أثناء جولتنا داخل وادي الفرع شهود عيان أن أشهر أماكن تهريب الأسلحة والمتفجرات والمخدرات إلى المملكة تنطلق من الوادي في مكان يسمى "قمع الفرع" يقع أسفل الوادي ويطل من جهة منطقة نجران على حدود حي رجلاء والجربة كما يسلك مهربو الأسلحة والمخدرات والمتسللون عدة طرق قديمة مشهورة عبر مسالك جبلية تسمى السرو أهمها (سرو نهوقة) (سروعرق أبالسديس) (سرو ذات علي) المطل على سقام، حيث يكون رجال حرس الحدود السعودي لهم بالمرصاد خاصة وأنه تم الاستعانة بالتقنية الحديثة المتمثلة في الكاميرات الحرارية التي ترصد أي شيء به روح وتعلن عن اختراقه الحدود، والمفارقة العجيبة في وادي الفرع أنه رغم شهرته التي اكتسبها في تهريب الأسلحة والمتفجرات والمخدرات إلى منطقة نجران لم يكن في يوم من الأيام أي فرد من أهالي وادي الفرع البالغين أكثر من 5000 نسمة عضوا في تنظيم القاعدة أو الحوثيين أو أي تنظيمات مشبوهة.
واصلنا الرحلة حتى منطقة وادي آل أبو جبارة، قاصدين منزل الشيخ هادي بن عاض بن عريج آل هديش أحد مشايخ قبائل آل أبو جبارة من وايلة، وعندما تدخل إلى هذا الوادي تشعر بالهيبة من رجاله، فكلهم مسلحون صغيرهم وكبيرهم وهم في حالة تأهب لأي طارئ طوال الأربع وعشرين ساعة إذا استقل أي شخص منهم سيارته أو ذهب لمسجده أو لمحله تجده مدججا بالقنابل والسلاح رغم الهدوء والسكينة التي تسود الوادي.
لقاء خاص
بكل حفاوة وترحيب تم استقبالنا من قبل ابن عريج، بعد ذلك بدأنا معه حوارا خاصا عن هذه الحرب التي وقعت بين قبائل آل أبو جبارة والحوثيين ووصفت بأنها دامية حيث استمرت 48 ساعة تم خلالها تطهير الوادي من المتمردين بعد تحقيق قبائل آل أبو جبارة انتصارا قاطعا على الحوثيين قبل أيام قليلة من حادثة التسلل الفاشلة التي نفذها الحوثيون على جبل دخان في الخوبة بمنطقة جازان.
ويقول الشيخ هادي بن عايض: لقد بدأ الوضع بغزو وادي آل أبو جبارة من الجهة الغربية وقاموا بقطع الطريق على الجميع، وهو الطريق الممتد من العاصمة صنعاء إلى محافظة صعده ومنها إلى نشور / كتاف / وادي آل أبو جبارة / الفرع / العطفين / البقع / المملكة العربية السعودية، وكان الهدف بالطبع من قطع الطريق وخاصة من منتـصـفه (وادي آل أبو جبارة) هو استيلاؤهم على هذه الأماكن القريبة من المملكة ليحكموا سيطرتهم عليها ويسهل وصولهم إلى المملكة دون عناء.
وأضاف الشيخ هادي: بدأنا بمفاوضات سلمية مع الحوثيين لإقناعهم بالمغادرة حقنا للدماء، لكننا لم نجد منهم أي تجاوب، بعد ذلك استعنا بالدولة وأخطرنا المسؤولين عن عزمنا طرد المتمردين من المكان، بعدها بدأت المواجهة مع المسلحين في حرب شرسة استمرت 48 ساعة داخل "جبل عـنـبـان" استخدمت فيها المدفعية والأسلحة الرشاشة بأنواعها، وانتهت بفضل الله بانتصار قبائل آل أبو جبارة وطرد الحوثيين بعد تطهير الوادي منهم، ونتج عن تلك المواجهات وفاة 3 وجرح 4 من قبائل آل أبو جبارة، ومن القوات الحكومية 4 قتلى و5 جرحى، وتم بعد ذلك تأمين الطريق وفتحه من جديد.
لا مواقع ثابتة
قبل أن نحزم حقائبنا لنعود إلى المملكة كان يحدونا الأمل أن نعرف مواقع تمركز الحوثيين الحالي، فأكد لنا شهود عيان - على قدر عال من الدراية والخبرة – أن بعضا من الحوثيين يتمركزون في جبل يطلق عليه "جبل الوقبة" يبعد عن سد وادي نجران 15 كم فقط من الجهة الجنوبية ويقودهم ميدانيا نجل شيخ قبلي مشهور، وأكد شهود العيان أنه لا يوجد للحوثيين موقع ثابت يستقرون فيه الآن، فتراهم على أشكال (ميليشيات) في بعض المواقع وقد بدا الخوف عليهم وأصبح أسلوبهم مكشوفا لدى القبائل والجيش اليمني حيث يهاجمون بالعشرات في عدة مواقع ويكون مصير أغلبهم الموت والإصابات ثم يعودوا إلى أدراجهم دون تحقيق أي تقدم يذكر.

/
\
/
هـــدآآآآف