أبدع الشاعر الكبير أمل دنقل وهو على (فراش) الموت إثر إصابته بمرض السرطان عدداً من القصائد القصيرة، أبرزها قصيدة (ضد من) وكذلك هذه القصيدة (زهور) التي أعجبتني فكرتها فأحببت نقلها لكم:
زهور
وسِلال من الوردِ،
ألمحُها بين إغفاءةٍ وإفاقة
وعلى كُلِ باقةٍ
اسمُ حاملها في بطاقة
...................
تتحدثُ لي الزهراتُ الجميلةُ
أن أعيُنها اتسعت –دهشةً-
لحظة القطف،
لحظة القصف،
لحظة إعدامها في الخميلة
تتحدث لي
أنها سقطت من على عرشها في البساتين
ثم أفاقت على عرضها في زجاج الدكاكين،
أو بين أيدي البائعين،
حتى اشترتها اليدُ المُتفضلة العابرة
تتحدث لي ...
كيف جاءت إلي..
(وأحزانُها الملكيةُ ترفع أعناقها الخضر)
كي تتمنى ليَ العمر
وهي تجود بأنفاسها الآخرة !
كل باقة ...
بين إغماءةٍ وإفاقة
تتنفس مثليَ –بالكادِ- ثانيةً .. ثانية
وعلى صدرها حَملت راضيةً
اسم قاتلها في بطاقة !
أمل دنقل