عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-2010, 09:10 AM   #55
عبدالرحمن السمين
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية عبدالرحمن السمين
عبدالرحمن السمين غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1823
 تاريخ التسجيل :  Jun 2008
 أخر زيارة : 16-05-2021 (11:03 AM)
 المشاركات : 11,949 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 51559
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Peru


*......

\

....... ماذا سيحدث ُ غــداً :

أغلقت عيناي لأشتم رائحة الرحيلِ عن بعد فقرأت على جبينِ السوادِ الذي أراهُ أنني , لستُ الأول في تجرعِ الفقدِ مرةٌ اخرى ’
وقع الفأس في رأس الجبل ِ الذي كنتُ أزرع به بتلاتٍ من ماء , فثلمهُ نصفينِ لا يصلحانِ للتسويه ,
ربطتُ جأشي كي لا أتعثرَ في منتصف الطريق فأول ما سقط مني ذلك الحبل المدبب .
أمتهنت ُ الصمت كثيراَ كي لا أخطو بلا قدمين لمضغ الأجود من الأبخره ففشلت حنجرتي في الغناء .
حاولت كثيراً أن أهرب وأغرب وأتلقف الريح بجمهاتي وأعلم جيداً أن هذا من الغباء جهة , ومن الجُبنِ رهطٌ يمارسون الرقص على جمجمةِ ذبابه , فعدتُ سريعاً كطفلِ يخشى أصوات المركبات .
أُغلقُ صوتَ أنثاي كل ما أبحرتُ بلا بواخر ’ ووجدتُ العزاء ساحل ليسَ له آخر ’ وأضاجع النياحةَ ولا أشعر حينها بشيء عدا ورقةٌ رسمت بعضاً منها ولم أكمل ملامح الأرض .
أعرضُ عن ذلك الموعد لأبادتي بداء ِ الركل والسحل ’ وأختال كمن لا ذنب له ’ وأجدني حين أضعُ أول َ خيط من شعري الأسود الكثيف المتدلي على نصف كتفي , أتقيأُ من شدةِ الوجلِ والتأودُ لمقتلِ قادم .
تمضي الأيام تلو الأيام وموعدُ الرحيل على مقربةِ مني وأستاء من التحديق كثيراً في هذا ’ ولكن سأضلُ حزيناً أخيراً في زمن البهجه .
السماء تربكني حين تخلو من الشمس , وتبهجني كثيراً عندما أجدها غائمةٌ نصف , وأنا بين أسنانِ النجوم أتأرجح كطائر السمّان المختبئ .
أبتلعُ الماء الأكثر رماداً كي أنعمُ بمضمضةِ التأفف ولا أشعر بلذةِ الشواء ِ الغير سيء .
قاتل الله أحلامي كي هي غبيةٌ عندما تقتادني كأضحيةٍ ليجتمع من أجلها فقراء القريه .
وغفر الله لخطأي دائما عندما أركل الوقت بصفعةِ للضياع وراء أهواءَ لا تشعرني بالفرط الشهي .
فماذا سيحدثُ غـداً , ألم يكن هذا من الواقع ِ سؤالا مراً يتجاهله الأثرياء ويقدسهُ الأبرياء من البسطاء .
أخشى منها كثيرا , تلك الأنثى التي أحببت ’ وأخشى عليها غالباً , وأتتلمذُ على أختلافها دائماً أحبها بلى ’ وأتضور بها بلى , وأقتات منها بلى , وأتنفس رائحتها بلى , ولكن ماذا بعد ,أما زال الوقت كفيلُ بكشفِ ستائر النياحةِ مجدداً .
لا أعلم ’ فأقسم ُ أنني لا أعلم ماذا سيحدثُ غداً .
سيكون الأمر ماراً لطيفاً كهواءٍ لا يحرك الأغصان بل يبعثُ الرطوبة الممله هو كذلك حدسي .
فحينها سأجدني أرتلُ أغنيات العندليب ِ الذي قطعَ لسانه حين ما فارق الحياه .
.
.


 
 توقيع : عبدالرحمن السمين



رد مع اقتباس