ما بين تراثُ أمستردام وجمـاليتها الى سِـحر كوبنهاجن و آزيـائها , نعيش لحـظات لـ
مُتعة و تذوق حلاوة كرة القدم العـالمية , فـ مع إنطلاقـية هـولندا الـهجومية , يبدو أن
أجراس الخـطر تُدق في كوبنهاجن حـذراً و تخــوفاً من هذا البــُـرتـقالي المُرعب , ملعب
سوكر سيتي سيحتضن بين جنابته وعلى إيـقاعات المزامير الإفـريقية وتحت سُطوع
ضوء الـشمس الذاهبُ لـ الغروب مُباراة لـ الإسـتعراض الكُروي , كيف لا ونحنُ نتحدث
عن أكبر مدرسة عرفتها كُرة القـدم العـالمية ! المدرسة الهولندية وعدتنا لـ المُتعة ,
وإصـرار الدنماركيين جعلتنا نضمن الفُرجـة , فـ هي ليلةٌ لـ كرة القـدم , ليلة تُحيي
جوانب وشوارع و أحيـاء جُوهانزبيرج , هُناك في التُحفـة الفنيـّـة , فـ كما سترون تُحفة
فنيـّـة في المـلعب , سنُشـاهد تُحفة ٌ فـنية أخرى داخل المُستطيل الأخضـر , وكاننا امام
يومٍ لـ إستـعراض التُحف الفنيـّـة !!





المُنتخب الهـولندي الذي كان اول الواصـلين والمتأهلين لـ كاس العـالم عبر المجموعه
التاسعه من التصـفيات والذي إستـطاع بـ طموح كبير إجتيـازها بـ علامة كاملة ! بلا
تعادل ولا هزية في التصفيات المنتخب البُرتقـالي أثبـت لـ الجميـع انه يسعى لـ تحقيق
ما عجز عن فان باستن وخوليت و كرويف ! الهـولنديين والذين دائماً ما يرسمون على
جنابتهم في الملعب صوراً و ألواناً زاهيه , لم يعيـشوا ولم يُكتب لهم أن يفـرحوا بـ كاس
العـالم رغم انه لو كانت لـ كُرة القـدم ولو القـليل من العـدل لـ كانت هولـندا الآن
تصـارع لـ بطولة رابعه او خامسة ! ولكن تلك هي كرة القـدم وتلك هي أحـكامها الغريبة
والتي تجعلـها متميزة دائماً , المُنتخب الهولنـدي أبدى قوته لـ الجميع وكشّر عن انيابه
في اللقائات الوديه , فـ ما بين خُماسيات ورباعيات وسُداسيات أصبحت المُنتخبات
العالـمية تخشى هولـندا بـ قيادة زهرة التوليب الهولندية ويسلي شنايدر وبـ جانبه
الـصيّاد روبن فان بيرسي ولا ننسى الطـيّـارة الهولنـدية آريين روبين والذي سنفتقده
في هذه المُبـاراة بـ سبب الإصـابة , تلك هي هولندا وتلك هي جماليتها وذلك هو حظها
العـاثر , فـ هل سيبتسـم الحـظ أخيـراً لـ البُرتقـالي .. ؟!


الغائب الأكبر :





في كُرة القـدم تختلف الصـدمة عند غيـاب لاعب و آخر , فـ بعضُ اللاعبين غيابهم لا
يؤثر , والآخر قد نهتم له وننسى غيـابة فيما بعـد , ونادراً نجد اللاعب الذي نفـتقده في
كل دقيقة من اي لقاء يغيبُ فيـه , روبين من ذلك الصـنف النادر الذي تجده له ثقله
الكبير في ارضـية الميـدان , لعل الجـميع كان يتحدث عن قوة المنتخب الهولندي بوجوده
ووجود نجوم رائعيـن كـ فان بيرسي و فان دير فارت و كويت وفان بوميل ! روبين
صحيح إننا سنفتقده ولكن لحسن الحظ سنستعيد متعته في الجولة الثانيه , أعلـم ان
90 دقيقة طويلة جداً على اي عاشق لـ المتعة ان يراها بـ دون روبين , ولكن تلك هي
الإصابات التي تحرمنا من هؤلاء النُجوم !