.
أشعر ُ بصراعاتِ الأرض تتكورُ بين حجاب ِ أظلعي بشكلِ مخيف , وتمزُ ألسنةَ الأفاعي سقطاتِ دمعاتيِ الحارقه , وتنفثهاُ كالأتربةِ فوقَ الطرقِ الغيرُ معبده .
وأشعرُ بالسياطِ المطليةِ بالخامِ من الزيوتِ الملتهبه , تتجمهرُ بين كتفيْ َ ومنكبيَ َ من شدةِ مللها من جلدِ الثيرانِ ومقارعةِ الأسود , وتربيةِ الزرافات .
وأشعرُ بالصوتِ الخارق يتلقفُ أسماعيِ وينقرُ رأسي وينخرُ رئتاي َ , كالكرةِ التي يركلها عمّال المناجمِ في عيدِ أجازتهمِ الأسبوعيةِ ولا يتقنونَ فنونَ اللعب المهذب .
وأشعرُ بالغثيانِ من كل شي , يحيطُ بي تحتَ أهازيجِ الكرنفالاتِ المكتظةِ داخلَ شوارعِ تلك المدنَ المزدحمةِ بالأطفالِ وبلابلِ المنبهاتِ ومضغُ البالوناتِ الحبلاَ .
وأشعرُ بالهوسِ لركلِ وسائدِ السباتِ الصيفيْ ونسجِ الورقِ بقصاصاتِ الماضيِ الأسود , وقتلُ الفئرانِ التي تعبثُ ببستاني عند كل صباح .
حين أقررُ الأنتقامَ من فرطِ الغباء , ورعايةِ الإيواء , وتقبيلِ الرؤوس المائله , فقد أطلقتُ للحريةِ بابُ أخر ولكنه من هواءٍِ عليل لم يخلق بعد .
وحينَ أعتزلُ الطرقاتَ وأسيرُ بمفردي كبائعِ الحرائرَ العتيقه , وأنسلُ من بين أظفارِ القدرِ المباغتِ بأبتسامةِ صفراء , فقد أعتقت قاتل حريتي ِ والسير بجواره حتى يصل لقريته الغائبه .....!
.
|