[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
وما زلتُ منحازاً بعرضيَ جانباً =من الذُّل ، أعتد الصيانة مغنما
إذا قيل : هذا مشرَبٌ قلت : قد أ َرَى=ولكنّ نفس الحر تحتمل الظَّما
أ ُنَهْنِهُها عن بعض ما لا يَشينُها =مخافةَ أقوالِ العدى : فيم أولما ؟
فأ ُصبِحُ من عَتْب اللئيم مسلَّمًا =وقد رُحت في نفس الكريم مُكَرَّما
يقولون لي : فيك انقباضٌ ، وإنما=رأوا رجلاً عن موقف الذلِّ أحجما
أرى الناس من داناهمُ هان عندهم =ومن أكرمتهُ عزةُ النفس أ ُكْرما
ولم أقض حقَّ العلم إن كان كلما=بدا طمعٌ صَيَّرته لي سُلَّما
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي=لأ َخدُمَ من لاقيتُ لكن لأ ُخدَما
أأشقى به غرساً وأجنيه ذلةً ؟=إذاً فاتباع الجهل قد كان أحزما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم=ولو عظموه في النفوس لعُظِّما
ولكن أهانوه فهانوا ، ودنَّسوا=محياه بالأطماع حتى تَجَهّما
وإني إذا ما فاتني الأمر لم أ َبِتْ=أقلِّبُ كفي إثرَه متندِّما
ولكنه إنْ جاء عفوًا قبلتُه =وإنْ مال لم أ ُتبِعْهُ هلاَّ وليتما
وأقبض خطوي عن حظوظٍ كثيرة=إذا لم أنلها وافر العرض مُكرَما
وأكرم نفسي أن أضاحك عابساً =وأن أتلقى بالمديح مذمَّما
وكم طالبٍ رِقِّي بنعماه لم يصل=إليه وإنْ كان الرئيسَ المعظَّما
وما كل برقٍ لاح لي يستفزني=ولا كل مَن في الأرض أرضاه مُنْعما
ولكن إذا ما اضْطَرَّني الأمرُ لم أزل=أقلِّب فكري مُنْجِداً ثم مُتْهِما
إلى أن أرى من لا أغَصُّ بذكره=إذا قلتُ : قد أسدى إليَّ وأنعما
وكم نعمةٍ كانت على الحر نقمةً= وكم مغنمٍ يعتدُّهُ الحر مغرما[/poem]
للقاضي الجرجاني
شكرا لك يا سعد على تلك النافذة
وهذا التواجد المشرف
تحياتي
.
|