صلة الأرحام
س: أذكر نبذه عن مكانة صلة الأرحام؟
صلة الأرحام أمر عظيم وعبادة مهمة، بل إن بعض العلماء يرى أنها من الواجبات وأن
تركها من المحرمات.
س/ عرف صلة الرحم لغة وشرعاً ً؟
كلمة صلة: مشتقة من وصل ، يصل، وصلاً، أو: وصل، يصل، صلة، كلها نفس المعنى، الوصل في اللغة ضد القطع، إذا وصلت شيئين فتكون وصلت بينهما وربطت ما بينهما بعد أن
كانا مقطوعين والوصل ضد الهجران والهجر هذه كلمة الوصل .
الرحم في اللغة:
مشتقة من الرحمة ويراد بها العطف والشفقة .
الأرحام اصطلاحاً:
هم الأقارب من ذوي النسب والأصهار بعبارة أكثر إيضاحاً الأقارب من جهة الأب والأم هؤلاء هم الأرحام ، الأقارب من جهة الأب هم الأجداد والأعمام والجدات والعمات وهكذا، الأقارب من جهة الأم، هم الجدات أيضًا، والخالات، وأقاربهم، من أبنائهم وبناتهم .
يقول ابن الأثير:
« صلة الرحم هي: الإحسان إلى الأقربين من ذوي النسب والأصهار » .
س/ كيف نرد علي الذين يقولون: الأرحام هم الذين يرثون فقط ؟
أما الذين يقولون الأرحام هم الذين يرثون فقط أو الأرحام على حسب مصطلح الفرضيين لأن الفرضيين يعبرون بالأرحام ويعبرون بأصحاب العصبة ويعبرون بأصحاب الفرض فيرون الأرحام: هم الأقارب من جهة الأم ولا يرثون إلا عند عدم وجود الفرض والمعصب فنقول: لا.. المراد عندنا هنا: هم الأقارب من جهة الأب والأم فهؤلاء تنبغي صلتهم .
» .
س / ماهو فضل صلة الرحم في الكتاب الكريم ؟
وردت آيات في كتاب الله -عز وجل- تحث على فضيلة صلة الرحم كما وردت آيات في النهي عن قطيعة الأرحام، يقول الله- تعالى-:
(1)﴿وَآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ﴾ [الإسراء:26] فأمر الله -عز وجل- بإيتاء ذي القربى حقه وهم الأرحام من الأقارب.
(2) ويقول الله -عز وجل- ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ﴾ [الرعد: 21]
قال الإمام ابن كثير: « أي من صلة الأرحام والإحسان إليهم » يصلون ما أمر الله به أن يوصل، من صلة الأرحام والإحسان إليهم.
(3) أيضًا يقول الله – تعالى-: ﴿وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ﴾ [الرعد: 25]
قال ابن كثير أيضًا: « المراد صلة الأرحام والقرابات » .
ـ(4) أيضًا زجر الله -عز وجل- في كتابه عن قطيعة الرحم قال -عز وجل- ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴿22﴾ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ﴿23﴾ [محمد: 22، 23] فالله -عز وجل- عتب على هؤلاء وبيَّن ما هم فيه من قطيعة للرحم وإفساد في الأرض. فهذه بعض الآيات الدالة على أهمية صلة الرحم وإيتاء ذي القربة حقهم .
س/ بين فضل صلة الأرحام في السنة ؟
وردت في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة: في صلة الرحم :
من أشهرها
(1)حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (من كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه) فدل هذا الحديث على أن صلة الرحم شعار لأهل الإيمان .
ـ(2) أيضًا صلة الرحم سبب في زيادة العمر وبركة الرزق لما ثبت في الحديث عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) متفق عليه.
ـ(3) أيضًا مما جاء في فضل صلة الرحم ما جاء في الحديث القدسي أن الله -عز وجل- قال
للرحم: (أما ترضين أن أصل من وصلك وأن أقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذلك لكِ)
متفق عليه .
ـ (4)أيضًا عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه-( أن رجلاً جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: تعبد الله ولا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم) متفق عليه ، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- صلة الرحم سبباً من أسباب دخول الجنة .
ـ (5)أيضًا ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن صلة الرحم تعين على معرفة الأنساب والتعارف ما بين الأحباب من الأقارب وغيرهم فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في العمر) .
س/ هل البركة في الرزق بركة معنوية أو بركة حسية ؟
لأهل العلم خلاف في ذلك :
(1) من أهل العلم من يرى أنها بركة معنوية :
أن الله يبارك في عمره ولو مات في الأربعين ولكن يقوم بأعمال وحسنات صالحات كأنه بلغ الستين مما وفقه الله -عز وجل- له من الطاعات.
(2)ومنهم من يقول: بركة حسية.
لأن القدر والعمر يكون كما ذكر أهل العلم على نحوين:
(1)قدر مثبت: وعمر مثبت عند الله -عز وجل- في اللوح المحفوظ .
(2)قدر معلق: أو عند الملائكة في صحفهم يسمونه قدر معلق أو عمر معلق، فإن وصل رحمه أمر الله -عز وجل- الملائكة بأن يباركوا في عمره وأن يمدوا في أجله وإن قطع رحمه فإنه يموت فيما شاء الله له في ذلك .
س/ ما هي مجالات صلة الرحم ؟
صلة الرحم لها مجالات كثيرة:
أولاً:
زيارة الأقارب بدءاً بالوالدين ثم الأقربين من الأعمام والأخوال وأبنائهم لأن هذا يدخل السرور على قلوبهم ويشعرهم بالمودة ومحبة الناس لهم ويتأكد هذا في حق من كان كبيراً في السن وفي حق أيضًا من كان قريباً قرابة خالصة مثل الجد والأب والعم الأقارب .
والدليل على هذا ( أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جاءه أبو بكر الصديق ومعه أبوه أبو قحافة فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: هلا تركتم الشيخ في بيته حتى آتيه)
# فدل على حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على زيارة والد صديقه وخليله أبي بكر الصديق والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ( البركة مع أكابركم) فلنحرص على زيارة الأقارب لاسيما كبار السن .
ثانيًا:
تفقد أحوال الأقارب والأرحام و تسديد ديونهم والتصدق عليهم إن كانوا مما يحتاجون الصدقة والصدقة على القريب لها أجران أجر الصدقة وأجر الصلة، .
الدليل: سألت زينب زوج عبد الله بن مسعود النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الصدقة عن القريب قال(لها أجران أجر الصدقة وأجر الصلة) .
ثالثاً:
الحرص على الهدية، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (تسل سخائم النفوس) ويقول -عليه الصلاة والسلام-(تهادوا تحابوا) ومورثة للمحبة وتجلب السرور بين الأقارب .
رابعًا:
زيارة المريض وزيارة المريض أمرها مستحب، ويتأكد إذا كان من الأقارب والمريض- فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول (عائد المريض في خرفة الجنة حتى يعود) ومعناها: أنه في جنى الجنة وثمارها.
خامسًا:
الحرص علي تشييع الجنائز ومشاركاتهم في مصابهم ثم نذهب معهم للصلاة على هذه الجنازة ثم نخرج إلى المقبرة
ونشارك في الدفن ويعزيهم ويسليهم في مصابهم فإن في ذلك سلوة لأحزانهم .
سادسًا:
الحرص على النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإرشاد من رأيناه متساهلاً من أقاربنا والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول (الدين النصيحة) لكن تكون النصيحة بالتي هي أحسن بالرفق ..
|