الأخ الغالي ابو فهد..
موضوع جميل و حصيف .. رغم ما يكتنف بعض جوانبه من تناقضات لديك أنت
و أرجو ان تتقبل مني ردي .. فغالب المواضيع اتفقت معك فيها لأنها تمرّست في معانقة قلب الصواب..
اليوم الأمر معك اختلف كثيراً.. لا أدري ما هي الأسباب.. و لكن بعيداً عن الأسباب معك.. فإنني سوف
أضع رأيي على بعض النقاط التي تناولتها في موضوعك..
فما يختص بالتناقض الذي ذكرته عن مساعد الرشيدي حول أمنيته المشاركه في شاعر المليون
و حول ان اللجنه غير مهيأه للنقد في النسخه الأولى .. فإن مساعد هنا لم يناقض نفسه على الإطلاق..
لماذا؟
النسخه الأولى لم يكن أحد يعرف مستوى نقد اللجنه.. و لم يشاهد نقدهم أحداً.. لذلك فأمنيته لذلك
هو كان يجهل مستوى اللجنه مثله مثلنا جميعاً..
و في النسخ الأخرى ظهرت مستويات اللجنه الغير ناجحه على الإطلاق ما عدا اثنين منهم.. و من هنا
جاء انتقاد مساعد للجنه بعد ان اتضح مستواها النقدي..
لذلك فرأيه هنا سليم و ليس فيه تناقض..
أما ما يختص بمشاركته كعضو لجنه ناجح .. فأنا اتفق معه لسبب بسيط,.. و هو أنه لا يوجد ناقد أكاديمي
متخصص في الوسط الشعبي باستثناء الدكتور غسان الذي يملك رصيد أدبي في التأليف و يملك شهاده متخصصه..
و ما عدا الدكتور غسان فإن الساحه الشعبيه لم يعرف عنها ناقد أكاديمي.. لذلك فإن مثل هذه البرامج
تعتمد على الكفاءات الشعريه و الأسماء الكبيره في الساحه ..
و مساعد الرشيدي يرى انه و من هذه الزوايه انه احد هذه الأسماء التي بإمكانها تغيير نمط تحكيم المسابقات
الشعريه في شاعر المليون و في غيره..
مساعد الرشيدي إسم خدم الشعر الشعبي و صاحب تجربه فعليه و صاحب رؤيه ثاقبه في بلورة الشعر الشعبي و في خصوصياته..
و هو بلا شك يتجاوز في مستواه أعضاء لجنة تحكيم شاعر المليون و بمراحل..
فلو أخذنا مستواهم من هذه الناحيه كأسماء صاحبة تجربه فإن الكفه ترجع لصالح مساعد بثلاثة أسماء
في لجنة التحكيم على أقل تقدير..
مساعد الرشيدي نتفق جميعاً أنه أبرز شعراء الساحه الشعبيه.. بل نراه من الذين غيروا مفاهيم الإعلام الشعبي
و غيروا فكرة أمسيات الشعر الشعبي .. و بما أننا نحن نشهد له بذلك, فإنه من باب أولى ان يشهد هو
لنفسه بذلك لأن تاريخه و مسيرته و عمره يشفعان له بأن يكون من ضمن الأفضل القليلون في الساحه
الشعبيه قاطبه ..
الرجل يتحدث من باب العمر الذي مكثه في الساحه و هو عمر يعادل عمر سنين غالبية الشعراء الحاليين
الذين يتواجدون على طاولات الأمسيات الرسميه و غيرها..
و لذلك فهو يتحدث من واقع يتحدث به الجميع و هو صدى لما يتناقله الجميع عنه ..
من هنا أرى أنه لم يتجاوز المألوف على الإطلاق.. الرجل جاوز الخمسين من عمره .. ثلاثين منها
قضاها في الشعر و الإعلام.. اذاً شئ طبيعي و حق مشروع له ان يرى نفسه في هذه المكانه..
نحن نتفق معك في أن لغة الأنا غير مرغوبه و ممجوجه و بغيضه .. لكن متى؟؟ عندما يتحدث بها شخص
عمره في الساحه لا يتجاوز عشر سنوات و عمره بالكامل لا يتجاوز الخامسه و الثلاثين.. هنا نحن نقف
ضده و نراه مثلما تراه انت في موضوعك أعلاه..
تحياتي و محبتي.. و اعذرني على معارضتك لأن الإختلاف يبقى صحياً متى ما صدقت النوايا.. و أنت رجل
نظيف السريره و نزيه النيه و لا أزكيك على الله و لكن هذا عهدناك و عرفناك و هو ما جعلني اتجرأ للإختلاف معك
محبتي مره اخرى و تقديري و إجلالي لك..
أخوكم
ش. س.