إلهي
أعوذُ بكَ الآنَ
منْ شرِّ نفسي
ومن شرِّ أهلي
ومن شرِّ أصحابي الطيّبينَ
ومن شرِّ أعدائيَ الفقراءِ إلى الحُبِّ
من شر ما صنعَ الشِّعرُ
من شر ما كتبَ المادحون
ومن شر ما كتب الحاقدونَ،
أعوذُ بِكَ اللهُ
من أرقٍ في عيون النجوم
ومن قلقٍ في صدور الجبال
ومن خيبةٍ في نفوس الرِّجالِ
ومنْ وطنٍ شاهرٍ موتَهُ،
يتأبطُ خيبتَهُ
يتكورُ خوفاً منَ الذاكرةْ.
إلهي
وقد سكنَ الليلُ
وانكفأتْ تحت صمتِ الظلامِ
البيوتُ،
وأورقَ حُزنُ الشّوارعِ:
هل لي إذا انكمشَتْ داخلَ الجسمِ روحيَ
واختبأ الحُلْمُ في صَدَفِ الدمعِ..
هل ليَ خلفَ المدى
توبةٌ تصطفيني،
ونافذةٌ تحتويني؟
وهل للكلامِ المحوَّطِ بالسِّر،
أنْ يفتدي وحشة الغابِ
أن يمنحَ القلب
شيئاً من الضوءِ،
شيئاً من الصلواتِ
تُطهِرُ هذا الكيان العتيق،
وتغسلُ عنهُ سوادَ الخطيئةِ
تغسِلُهُ منْ بقايا الجنونِ
ومن موجات الحريق
إلهي
على عَجَلٍ جئت بي
وتمنّيتُ –أني على عَجَلٍ- قد رجعتُ إليك
وألقيتُ بين يديك جواهر حزني
وأثمنَ ما ادّخرتهُ الطفولة
من وجعٍ .. (آه)
لا شيءَ يُمسِكُني –كانَ- إلاّ البكاء
فقد خِفتُ لّمّا هبطتُ إلى الأرضِ،
روّعني الناسُ
أرهقني مخلبُ الخوفِ،
حاولتُ – ياليتني كُنتُ أستطيعُ
أن أنثني
أن أكون ندىً
حجراً،
أن أهاجرَ
أن أطمسَ اسمِي
أمحوهُ من كتاب الخليقة
عبدالعزيز المقالح