| 
 
 
تأخذني الذكرى وتلوح بي مجنحة إلى أول لقاء بالأمير سلطان حينما شُرع باب الديوان الملكي ودخل علينا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله -حفظه الله- والأمير سلطان -رحمه الله- وحيدين لا حرس ولا معية دخلا إلى المجلس الذي احتوى عددا من نساء وبنات هذا البلد تكريماً وتقديرا لهن واعترافاً بمكانة المرأة وعلو منزلتها لدى القيادة، توسطا المجلس وتحلقنا حولهما فرحات تماماً كما تجلس البنت بحظوة أبيها.. إنها فعلاً مشاعر لا يمكن أن تكون إلا لعظماء أحبوا شعبهم كأبناء لهم .. فأحبوهم بقلوب صادقة كان -رحمه الله - في ذلك المجلس مبتسما كعادته مشرقا يشعرك بالأمان ويعطيك مكانتك وكأنه يعرفك من سنوات كان يسألنا بكل تواضع عن أسمائنا وأماكن أعمالنا، كان يرد على أسئلتنا ويتجاذب معنا أطراف الحديث بكل أريحية وبما ينم عن علمه الواسع وثقافته المطلعة ، وزدنا شرفا وحبورا عندما عبر عن إعجابه وفخره بالمرأة السعودية وبما وصلت إليه وأنه يتطلع لها بمناصب مهمة لأنه على يقين بأنها تستحق .. وعندما لم تتمالك إحدى بنات وطننا دموعها وبكت اقترب منها وسألها عن مطلبها فأوضحت أن لقياه والسلام عليه كانت أمنيتها وأنها دموع الفرح بتحقيق أمنيتها وأكثر.. فقال: بل أنا من يسعد اليوم بلقياكم بناتي" تلك الأبوة الحانية وتلك الثقة والدعم الذي منحنا إياه -رحمه الله- كانت بالنسبة لي أكبر حافز في حياتي لقد أشعرتني بأهمية دوري كامرأة سعودية لها مساحة مشاركة وبناء كبيرة ، فهذا ولي العهد يقف إلى جانبي وذاك الملك المفدى- أيده الله- يشد على يدي وأنا لست إلا مواطنة أخذت الكثير ولم أعط بعد ! 
 
 
 |