عرض مشاركة واحدة
قديم 25-10-2011, 09:26 PM   #31
شفق السريّع
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية شفق السريّع
شفق السريّع غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 49
 تاريخ التسجيل :  May 2002
 أخر زيارة : 23-05-2013 (11:37 PM)
 المشاركات : 15,659 [ + ]
 الإقامة : المنطقه الشرقيه - بقيق
 زيارات الملف الشخصي : 46106
 الدولهـ
Saudi Arabia
لوني المفضل : Crimson


وفي صحيفة "الحياة" يروي الأكاديمي والكاتب الصحفي محمد القنيبط، تجربتين له مع سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز، يقول القنيبط "يمكنني الحديث عن أبي خالد، رحمه الله، من واقع تجربتين تشرفت بهما معه الأولى بحثية والثانية صحافية". ويضيف "بعد كتابتي مقال «المياه والزراعة: النداء الأخير» بمجلة اليمامة في 9 رمضان 1415هـ، فُوجئت باتصالٍ من مكتبه - يرحمه الله - يبلغني فيه بأنَّ الأمير سلطان يكلفني بعمل دراسة عن الزراعة والمياه، ويطلب تشكيل فريق بحثي من عشرة مختصين بالزراعة والمياه، وتزويدهم بأسمائهم لمقابلته الأسبوع المقبل.

وبالفعل تمت مقابلته برفقة الزملاء الباحثين، وقدّمنا الدراسة التي رفعها لرئيس مجلس الوزراء الذي أحالها إلى مجلس الشورى، وتزامن وصولها لمجلس الشورى مع تشرفي بعضوية مجلس الشورى في الدورة الثانية، وبقية القصة أصبحت من التاريخ.. استشهادي بهذه التجربة معه، يرحمه الله، كان لتوضيح «المهنية» العالية التي يتعامل بها مع القضايا المهمة لوطننا الغالي، فلم يُوكِل أمر الدراسة لشخصٍ واحد، وإنما طلب تكوين فريق بحثي متخصّص لدرس هذه القضية المهمة جداً يقابلهم ويتحاور معهم في هذه القضية، وهذه هي الطريقة المُثلى للتعامل مع القضايا الحيوية في الدول المحترمة"، ويمضي الكاتب سارداً "أما التجربة الثانية فهي أكثر إثارة من الأولى، كونها صحافية المنحى.

فقبل سنوات عدة فُوجئت يوم السبت باتصالٍ من مكتبه، يرحمه الله، يبلغني بأنَّ الأمير يطلب مقابلته غداً في مكتبه بالمعذر، من دون أن يبلغني المتصل بموضوع المقابلة.

فظننت أنَّ طلب المقابلة سببه مقالٌ «عنيف» كتبته يوم الجمعة السابق عن وزارة الاتصالات. فقمت بإعادة قراءة المقال والمصادر التي اعتمدت عليها في نقدي «الشديد» للوزارة، حتى تكون لديّ إجاباتٌ لأي تساؤل منه، يرحمه الله.

وبالفعل تشرفت بمقابلة أبي خالد بعد الظهر، ليبادرني - يرحمه الله - والابتسامة على محياه بعبارة: «حيا الله القاطع»، التي لم أجد إجابة لعتبه الأبوي سوى الصمت المؤلم. دخلت مكتبه وأنا وَجِلْ ومترقِب لأسئلته عن مقال الجمعة، فإذا به يُخرِج من جيبه خطاباً من صفحات عدة وقال اقرأه.

بدأت بقراءة الخطاب الذي كتبه وزير كبير يشكوني له لمقال كتبته عن وزارته.

حاولت التخلص من حرج إكمال قراءة الخطاب الطويل الذي كان عنيفاً وشخصياً من الفقرة الأولى، وذلك بحجة الوقت الثمين له، قائلاً: لعدم الإطالة عليكم، سأقرأ الخطاب لاحقاً، وأنا رهن إشارة وأمركم. فقال: أكمل قراءة الخطاب.

أكملت قراءة خطاب الوزير الشهير، الذي لم يترك شاردة أو واردة إلاَّ أتى بها في خطابه المتجني والشخصي جداً، حتى إنَّه استشهد بوقائع لا علاقة لها بموضوع شكواه على الأمير، ولا أبالغ لو قلت إنَّ ذلك الوزير قال في شخصي ما لم يقله مالك في الخمر. فعندما فرغت من قراءة الخطاب الذي أدخل الرعب الشديد في نفسي، قلت له: أنا رهن الإشارة، فماذا تأمر؟ ففوجئت به يقول كلاماً في شخصي أحتفظ به وساماً دنيوياً من لدنه يرحمه الله، ثم أضاف قائلاً والابتسامة تعلو محياه: (قابل الوزير وخذ بخاطره)".

ويمضي الكاتب قائلا "انتهت المقابلة واتصلت في اليوم التالي بمكتب ذلك الوزير طالباً تحديد موعد لمقابلته لموضوع «هو» يعلمه.

كررت الاتصال مرات عدة، ومدير مكتبه يعتذر بسبب انشغال الوزير وازدحام جدوله، وفي آخر مكالمة قال بإمكاني مقابلته في جدة. بالطبع لم تتم أية مقابلة مع ذلك الوزير، وبقي الموضوع بيننا الثلاثة، وها أنا أبوح به لأنَّه من حق مُحبي «سلطان الخير» أن يعرفوا جانباً صغيراً من الجوانب العديدة المضيئة لتاريخه العظيم، فكان نصير كلمة الحق المدعمة بالأرقام والمنطق والتحليل العلمي، مهما كان منصب الشخص أو الجهاز الحكومي المعني بها. رحم الله سلطان بن عبد العزيز وأسكنه فسيح جنانه.


 
 توقيع : شفق السريّع

يـا مغـسّـل الامــوات للـمـوت تـذكـار=انـشــد و تـخـبـرك الـنـجـوم الـمـطـلـه
انشـد بـلاد الشـام و اديــار الاحــرار=لا تـنــشــد الــعــشّــاق والا الــمــولّــه
الـيـا تـراخـى راعـــي الـــذل و انـهــار=ف/ الشـام ماهـي بـالـردا مُستَحـلَـه
منها يشعّ النـور و تطـوف الانـوار=كــــل الــوجــود و نـــــوّرت بـالاهــلــه
و ان ثـارت الهيجـا مـن يديـن ثـوّار=ف/ رجالـهـا مـــا سِـــوّروا بـالاغـلّـه
تنصا المنايا من شجاعه و تختـار=مـوت الشـهـاده عــن حـيـاة ٍ اِمْـذلّـه
وْبين الشتا و الصيف مدفع و طيار=قتـل وْ تشـرّد.. هـدم مـنـزل و فِـلـه
وْطفلٍ رضيـع ايصـارع الجـوع فغّـار=و ام ٍ كـسـيـره.. و الـحـيـاه المـعـلّـه
وْبـشّـار مـوسـاد الكـفـر ســاد كُـفـار=اســتــعــبــد الــعـــبّـــاد رب وْ تــــألّـــــه
يبـطـش بـقـوّة بــاس قـاتــل و جـــزّار=و ايـران سـادت و استبـاحـت بظـلـه
يوم العرب لاهين ما بيـن الاسعـار=فــي ســوق دنـيـا بالـعـلـوم المـخـلـه
عِــــبّــــاد لــلــدنــيــا و عِــــبّــــاد دولار=و وجيهـهـم تـحــت الـــردا مستـظـلـه


رد مع اقتباس