مرحبا ابو حوّا..
لا نستطيع ان نطلق الكمال المطلق على أي شخص او أي داعيه..
الكل معرّض للصواب و الخطأ... و هذا كمال البشريه..
لكن بما أنك تجاوزت ( شرعاً ) و توقفت عند عقلاً و عُرفاً.. فإنني اراك قد حذفت الأهم و جئت
بالمهم... و هذا يغالط ابجديات القول..
يجب عليك ان تتوقف عند ( شرعاً ) كثيراً و لا تتجاوزها .. لأنها هي الأصل و هي الفصل ..
تجاوز القرني على ولاة الأمر و على القرار السياسي لا يقبله دين و لا تقبله عقيده.. و إلا لكان لكل
شخص تجاوزه الخاص و يعمل بما يشاء دون الرجوع الى ولي الأمر في ما يختص الأمه..
القرني عندما تحدث فهو لم يتحدث أمام العالم على أنه قرني و كفى.. بل تحدث على أنه سعودي
و هو هنا يمثل دوله و يمثل رأي دوله و يمثل حكومه و شعب.. و هذا لا يعطيه الحق اطلاقاً في
أن يتحدث بإسم هويته في مثل هذا الأمر.. الا ان كان أمر خير فيه نفع للإسلام و المسلمين...
كذلك فإنها تخالف العُرف.. فمن هو القرني ك/ قيادي حتى يتحدث بمثل هذا الكلام؟؟ هو مواطن عربي
له حدود معينه.. و دعوته هي دعوه تحت تصنيف الإرهاب حتى لو صنّفناها نحن على جهاد مع أنها
ليست بجهاد.. هي أقرب ما تكون الى تصنيف الفتنه بالمفهوم الإسلام و تنصيف الإرهاب بمفهوم عالمي جديد..
و أيضاً تخالف العقل.. فمثل هذه الدعوه لها سلبيات أكثر من النفع.. و هي تذكرني بالخمرة التي حرمها
الله مع ذكره بأن لها منافع الا انه ضررها اكبر من نفعها.. فدعوة القرني هي دعوه استطيع ان اسميها
( تفوّهيّه ) اطلق للسانه العنان خلالها دون رقابه و دون وعي و إدراك للمخاطر التي ربما يجنيها
المسلمون و خاصةً الفلسطينيون على إثرها..
و هذا ما رأيناه فعلاً من تصعيد اسرائيلي عالمي عبر وسائل الإعلام و أخذت هذه الدعوه على أنها
دعوه الى الإرهاب و معاداة إسرائيل.. ثم فاز بها أعداء الإسلام من الداخل و من الخارج ..
حتى أن إسرائيل وزعت صور ( عائض القرني ) و طالبت بقتله على أنه هو صاحب هذ الدعوه المشئومه
فهو جنى على نفسه و على دولته و على دينه و على مجتمعه و على إبن عمه الذي اصبح ضحية
هذه الدعوه الغير مبرره..
و الله لو أعلم أن خلف هذه الدعوه نفع للمسلمين و للإسلام لكنت أول المنافحين عنها..
لكنها كلمةٌ انطلقت من فيه عوض القرني خلسةً دون وعيه و إدراكه...
أسأل الله ان يهدينا و يهدي كل خطّاء..
|