الفذ المهذب محمد مسفر..
شكراً منيرا على زين الحضور و اكتماله..
في ردك الأخير .. أراك كمن جاء يحمل التاج المجوهر المذهّب.. و هذا يعني أنك تتحرك
الدائره الذهبيه .. لكن ينقصك قليلاً من التركيز.. تحرّك ببطء حتى تستطيع ان ترى كل
إضاءات الدائره جيداً..
و قد لفت نظري من تاجك المجوهر.. هذه الجوهره النفيسه:
ولا يخفى على شريف علمكم ما ينطوي تحت مظلة الإسلام من نظم كلية تستنبط منها الجزئيات
في جميع شؤون الحياة
و أيضاً اثارني حربة التاج المنمّقه التي كانت تجمّل هذا التاج:
إن الدين كالنسيج الخام ، يلبس الناس منه ما يحفظ أجسامهم ، ويزين هيئاتهم . وقد تختلف طرائقهم في كيفية التفصيل وأسباب التزيين ، ولكن لا يجوز علي أية حال أن يعروا عنه .
لو عملت مزجاً فكرياً بين هاتين الفكرتين لعلمت أنك تتفق معي دون علمك.. و لما خالفتني منذو البدايه..
سوف أشرح لك بشكل مبسّط المعنى العام لما تقدمت به لي خلال الفكرتين السابقتين:
المسلم ينظر الى الظروف المحيطه به سواء ظروف سياسيه او اقتصاديه او اجتماعيه .... الخ,,
عندها لا يقول ان الإسلام لا يتوافق معها.. لكن عليه أن يوافق بين تعاليم الدين و فوارقه الفقهيه
من زمن لآخر لكي يستطيع مواكبة تلك الظروف برداء الإسلام.. و ليس برداء التديّن..
و هناك فرق بين الإسلام كدستور عام للحياه و بين التديّن للشخص ذاته..
الإسلام هو فكر لاهوتي يمكننا تسييره على ظروفنا و تسيير ظروفنا تحت مظلته..
تأكد أن الإسلام واحد و أن العصور متغيّره و الظروف متحركه.. و الإسلام يتوافق بتشريعاته و سماحته
و مرونته مع كل الظروف .. لكن لا يمكن ان نقول ان الإسلام في وقت ابو بكر هو الإسلام اليوم و ذلك
لأن الظروف متغيره و الإسلام هو نفسه لم يتغير ..
في عصر الصحابه كانوا يلبسون الإزار و الرداء و يركبون الجمل و يصلون خمس فروض
و اليوم نحن نلبس الثوب و العقال و ربما الجنز و نركب السيارات و نصلي خمس فروض..
إذاً الإسلام ثابت هنا و الحياه و الظروف متغيره..
اتمنى ان اكون وصّلت الفكره بأبسط ما يكون ان تصل..
محبتي و احتراماتي
و تأكد انك لم تبلش.. بل انك دخلت عالم المناظرات الفكريه التي يحسدك عليها الكثيرون..
فإن كان النقاش في الدين عندهم حرام .. فعندنا هو الحلال بعينه.. هذا ديننا و نحن به و له..
لا نأمر بفحشاء و لا ننهى عن خلق ٍ حسن.. لكننا نحاول ايجاد بيئه متوازنه بين الدين و ظروف عصرنا..
محبتي مرةً أخرى..
|