مرحبا أخي ابو عبدالله .. و بارك الله في حضورك و في ما تفضلت به من مقدمه متميزه..
كلنا نسعى الى مثل ما تفضلت به في مقدمتك أعلاه.. و يا ليت قومي يعلمون..
اما ما يخص مفهوم حوارات الأديان.. فأنت ابحث اولاً عن من أطلقها و من أين بدأت؟؟
هذه الفكره وُلدِت و نشأت و ترعرعت في المملكه العربيه السعوديه و أطلقها خادم
الحرمين الشريفين حفظه الله .. و أنت تعلم أن خادم الحرمين الشريفين لا يدعو الى
شئ الى بعد استشارته لأهل العلم و أهل الفكر و أهل الدين .. فإن اتفقوا على أمر
قام بإعلانه و العمل به .. و هذه ميزة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله و رعاه..
و بما أن منطلقها كان من أرض الحرمين الشريفين فإن المأمول منها هو الخير..
و أن الهدف سامي .. بغض النظر عن نوايا الآخرين.. أو استهجانها من المسلمين
الذين ربما تأخذهم الحماسه فيطيشون و يتحدثون و يغوون الأمه سواء بقصد أو بغير قصد..
و أنت تعلم أن هناك مخالفين لولي الأمر حتى من الإسلاميين و ذلك لعدة اعتبارات ربما
بسبب تراكمات سياسيه قديمه او حقد او ما الى ذلك..
حوار الأديان:
هو التواصل بين علماء الدين من كل الطوائف و كل الديانات الأخرى .. و التحاور السلمي
من أجل عدم اتهام الأديان بالأعمال الإرهابيه و الإتفاق على أنها كلها تدعو الى السلام
و أن أي خطأ من أي فرد من اتباع أي دين هو خطأ من ذات الشخص و فكره و ليس من
فكر الدين.. و خادم الحرمين عندما دعى الى هذا الحوار كان من أجل الحفاظ على صورة
الإسلام لدى عامة الناس من أبناء الغرب الذين يستمعون الى وسائل الإعلام بأن الإسلام
هو دين إرهاب و دين تفجير و دين قتل و ما الى ذلك.. فكان لزاماً على إمام المسلمين أن
يحفظ هوية الإسلام و ينشر حقيقة الإسلام و أنه دين سلام و دين محبه و دين حوار ..
مستدلاً بالآيات:
((ولتجدن اقربهم موده للذين امنو الذين قالوا انا نصارى ذالك ان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون))
((يا اهل الكتاب تعالوا لكلمة)) الى نهاية الايه
((وجادلهم بالتي هي احسن ))
((وادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه))
كذلك فإن الحوار موجود عن طريق المناظرات التي يقوم بها كثير من المتخصصين في دعوة النصارى مثل:
جمال بدوي من كندا حاور و ناقش المسيحيين عن الإسلام..
أحمد ديدات جنوب افريقيا رحمه الله جادل و ناقش المسيحيين في عقر دارهم و في كنائسهم..
الدكتور زاكر نايك من الهند ناقش و حاور المسيحيين و البوذيين و الهندوس..
خالد ياسين من استراليا ايضاً هو الآخر ناقش المسيحيين و بين لهم الإسلام ...
اذاً حوار الأديان ليس كما يروّج له بعض الحاقدين على نجاحات ( آل سعود ) السياسيه و الفكريه..
و هذه يجب ان نفهما و نعيها جيداً .. فالقضيه لا تعدو كونها حقداً و كرهاً لهذه العائله المباركه..
نبينا محمد بن عبدالله تعايش سلمياً مع اليهود في المدينه.. و وقع معهم معاهده على التعايش
السلمي و أن يبقوا على دينهم .. و كذلك وقع معاهده مع كفار مكه و أن لا يجبرهم على الدخول
في الإسلام شريطة أن يسمحوا له بالحج و العمره في السنة القادمه.. و أنه اذا جائهم من
الكفار من يريد الإسلام يرده اليهم ..
هذا ضرب من أضرب التعايش السلمي و حوار الأديان التي رسم أول خيوطها و أبرم عقودها نبينا محمد
عليه أفضل الصلاة و السلام...
مشكلتنا أخي ابو عبدالله .. أن الناس يسلّمون عقولهم للآخرين.. ليس لديهم ذرة تفكير واحده و لا
يحترمون عقولهم و فكرهم.. و كأنهم مجبرون على الإتباع دون سؤال او بحث او تحرّي..
أغلب المناهضين لا يملكون نيةً صافيه.. هم يستخدمون العامه من الرعاع الذين يسمعون و لا يسألون
و لا يفكرون من أجل تمرير خططهم و أفكارهم .. فيصبح هؤلاء الرعاع ضد الأمه دون وعيٌ منهم أو إدراك..
و هم بذلك يضنون أنهم يحسنون صنعا.. و هذا و رب محمد بن عبدالله أقبح الجهل ..
أنت أخي ابو عبدالله..
لو خيّرت بين الذهاب الى الغرب لتوضيح الإسلام لهم و شرح تعاليمه الأخلاقيه و الإنسانيه و الحقوقيه
و غيرها.. و ذلك تحت مظلة حوار الأديان .. هل ستذهب ام ستقول انا معارض لهذا الحوار لأن هناك
من يعارضه؟؟
انا لا أريدك أن تسلّم عقلك للآخرين.. هناك معارضين لهذا الحوار و هناك المتفقين معه..
و اسأل نفسك لماذا عارض المعارض و اتفق المتفق؟؟ الا يدل ذلك على أن كل شخص يملك
عقلاً و فكراً و أنه لا يسلّم عقله للطرف الآخر؟؟
هذا ما لدي و حفظك الله و رعاك..
بمثلك و معك يطيب النقاش ..
محبتي و تقديري
