مؤتمر "البطانيات" يوزع الكلام المجاني "مجدداً" على السوريين .. !!
بقلم فرح الاتاسي
- من اليوم الذي دعت فيه الخارجية التونسية شركاء النظام السوري في القتل ،والمعرقلين للحل السلمي: روسيا والصين، لمؤتمر اليوم عرفنا ان هذا المؤتمر فاشل ومرتبك قبل انعقاده وهو محاولة دولية اخرى لذر الرماد في العيون فقط بدون وجود اي خطط وااااضحة وجدية لوقف نزيف الدم السوري.. يتحفونا بالحديث عن تنحية نظام الاسد وهم لازالوا يعترفون به رسمياً ويحوون سفراءه في العواصم الغربية والامريكية والدولية !!! ويبدو ان المؤتمرين اليوم جاؤوا لشق الصف السوري-السوري ليخصصوا نصف مداخلاتهم للحديث عن خلافات المعارضة.. وكذلك شق الصف العربي- العربي في ظل التصريحات التونسية المخجلة والمهينة لشباب الثورة في الوقت الذي تتطلع فيه شعوب الربيع العربي للعمل المشترك وللوحدة والتضامن امام الظلم والاستبداد والديكتاتورية !!
- تونس اليوم انقلبت على جوهر ثورتها!!! و تصريحات وزير الخارجية التونسي اليوم ذكرتني بالمعلقين الروس وتحليلات الجعفري وتنبؤات ابواق النظام !!!! عن أية ثورة هادئة يتحدث ؟ عن اي ثورة مخملية يطالب والشهداء يسقطون يومياً بالمئات .. ؟!! من قال له ان الشعب السوري يريد و يحلم "بالبوارج" التونسية !! ولماذا لا يدين البوارج الروسية والإيرانية التي تتنقل بحرية الى الشواطىء السورية !! نقول لوزير الخارجية التونسي، عتبنا ليس عليك وانما على الشعب التونسي، فالبوعزيزي الانسان ثار واحرق نفسه لانه صفع على خده وأمتهنت كرامته وعزت عليه نفسه وذله !!! الشعب السوري يصفع يومياً ليس فقط على خده وكرامته وانما يذبح ويمثل بجسده وتغتصب نساءه ويقتل اطفاله ويصفى خيرة شبابه ويشرد اهله والان يحولوهم لمتسولين .. وتقول لنا ثورة هادئة مخملية !!!! و تقول لنا "لا تنتظروا المعجزات".. لولا معجزة تونس رحم الثورة ما كنت يا وزير الخارجية الموقر تجلس في منصبك اليوم امام الكاميرات تلقن الشعب السوري مبادىء الثورة .. !! أليست معجزة برايك ان يبقى شعب مثابر مناضل بطل كشعب الثورة صامداً متمسكاً بثورته ما يقارب السنة في وجه امهر الجزارين والقتلة ؟؟ نعم نحن شعب المعجزات والمستحيل ياخذ فقط وقتاً أطول...
- توقفت كثيراً عند تعبير دارج هذه الايام الا وهو "تسليح المعارضة"!!! .. وكان الثوار والمناضليين الميدانيين هم مجرد مجموعات سياسية متفرقة معارضة تخطط لانقلاب مسلح !!! اطلب من كل من يستعمل تعبير "تسليح المعارضة" الابتعاد عن هذه التوصيفات الدولية والأسدية على حد سواء.. العالم مدعو اليوم لدعم الثوار بكل الوسائل الممكنة .. ولدعم المناضلين في الداخل السوري .. وهم ليسوا معارضة بل هم شعب مقاوم يرفض المساومة على ثورته ويرفض الاستسلام .. طلبنا من جميع وسائل الاعلام والناشطين والقوى الوطنية ان تستعمل تعبير "دعم المقاومة السورية الشعبية الوطنية" ودعم نضالها بكل الوسائل .. سورية اليوم تقاوم الموت وتقاوم الظلم وتقاوم نظام القتلة .. وهذا حقها الذي لا يمكن ان ينكره احد عليها !!
- كلام نبيل العربي الذي يردد نفسه لم يعد يغيظني .. اصبح عندنا مناعة من تصريحات العربي وحركات العربي.. ولكن ما اغاظني فعلاً اليوم "البطانيات" وعشرة مليون دولار التي وعدت بها كلينتون الشعب السوري !! ونسائها لو كان الشعب الاسرائيلي هو الذي يذبح ويقتل ويعتقل، هل ستكتفي بإرسال البطانيات له ؟؟ هل نحن بحاجة للتذكير كم يساوي الانسان العربي بالنسبة للغرب الذي يهرع لإخلاء جرحاه وصحافييه وجرحانا وأطفالنا يذبحون امام اعينهم واعين مواطنيهم !! الشعب السوري ليس متسولاً ولا يتيماً ولا يريد بطانياتكم ولا أموالكم ولا طائراتكم بطيار او بدون طيار .. ولا نعرف ان كانت تتجسس على الاسد ام على الثوار !!! نريدكم واسرائيل ان ترفعوا غطائكم عن نظام الاسد ولا نريد كلاماً مجانياً يطيل بقاء نظام الموت .. يا سيدة كلينتون الشعب السوري لا يقشعر جسده من البرد فقط وانما يقشعر جسده من المواقف الدولية السياسية والانسانية والاخلاقية المخزية التي يقشعر لها حتى بدن التمساح في مثل هذه الظروف الغير عادلة التي حاصروا بها الشعب السوري!!
- مالحل ؟ :
على الصعيد السوري:
جبهة وطنية سورية موحدة تبتعد عن تسييس الثورة وتركز فقط على العمل الميداني والنضال الشعبي ودعم المقاومة الوطنية السورية وتشجيع كافة الشرائح المترددة في الانخراط بالثورة .. ٦١٢ مظاهرة اليوم وكلمة بنت سوريا فدوى سليمان وكاميرا الشهيد رامي السيد وأنامل البطل الرائع الانسان الطبيب محمد واناشيد الساروت وصوت خالد ابو صلاح وحراك أحرار المزة وريف دمشق والحسكة ودرعا وادلب وحلب وتوحد المقاومة السورية الشعبية تحت قيادات ميدانية لا تكتفي فقط بالدعاء وانما تخطط وتستعد للمرحلة الاصعب مرددة قول الله تعالى: "وأعدوا ما استطعتم لهم من قوة" .. قوتنا في عدالة قضيتنا .. في تضامننا ووحدة صفوفنا .. في التخطيط الجيد والسليم وفي دعم مقاومتنا الوطنية الميدانية .. قوتنا في وضوح الرؤية لمستقبل سوري يتشارك به كل السوريين
على الصعيد الدولي:- شبع الشعب السوري من "س" التسويف الدولية. تركيا، قطر، السعودية، ليبيا ومن يريد ان يساعد الشعب السوري، يعرف كيف واين يساعده.. بدون مؤتمرات واجتماعات طنانة وبدون صور وكاميرات وبيانات .. هناك اسلحة اشد فتكاً من رصاص الاسد وتلوي ذراع الغرب المتذبذب: تحالف النفط السعودي والغاز القطري وتسخير الحدود (ذات السيادة!!) التركية والأردنية واللبنانية وكذلك العراقية لحماية الشعب السوري ومساندة الثورة السورية .. من لا يريد ان يدفع فاتورة الحرية فليبقى بعيداً عنها.. والغريق لم يعد يخشى من البلل .. فالشعب السوري شعب نازف وجريح ولن يطلب منه ان يكون ....... !
|