الموضوع: سوريا --مستمر
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2012, 01:53 AM   #393
ماجد بن سعيد
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية ماجد بن سعيد
ماجد بن سعيد غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2219
 تاريخ التسجيل :  Jul 2011
 أخر زيارة : 21-01-2019 (12:56 AM)
 المشاركات : 1,490 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 17661
لوني المفضل : sienna


سيقية مدينة داريا - الشعب يريد اسقاط النظام

سقط النظام...... وبقي إزالة الركام

نعم لقد سقط النظام ومن فترة طويلة، لكن ما نشهده الآن ما هو إلا بعض المظاهر الجانبية للمقاومة المجنونة المتخبطة التي يبديها النظام في لحظاته الأخيرة. والأمر بسيط لمن يعرف النظام السوري.... أهم مقومات النظام البعثي الأسدي في سوريا هو 1- المقوم الأمني.... 2- المقوم السياسي..... 3- المقوم الاقتصادي.....4- المقوم العسكري.....

1- المقوم الأمني القائم على عدد كبير من الأجهزة الأمنية، التي يتبع لها عدد كبير من رجال الأمن والمخبرين. على هذا المقوم اعتمد النظام في إخضاع الشعب، بزرع فكرة مهمة ورعب معشش في عقول الناس..... بأن النظام يعرف كل ما يدور في سوريا، حتى في غرف النوم لا يستطيع السوري أن يتحدث بحديث ضد النظام، أو حتى ينتقد أصغر كناس في إحدى دوائر الدولة إن كان من المدعومين إياهم. هذه المنظومة الأمنية انهارت يوم أن رأيت تمزيق صورة الأب المؤسس لهذه العصابة فوق نادي ضباط حمص، ويوم أن سقط أول صنم من أصنامه، وسط تكبيرات الشباب الثائر في درعا ثم الرستن. لقد انتهى هذا المقوم وفشل عندما خرجت أول مظاهرة كبيرة في حمص، لأنه يعتمد في استراتيجيته على فكرة الخوف من التفكير في الاعتراض والاحتجاج، فكانت الثورة تعبيراً عن تحطم هذا الوهم المعشش في رؤوس الشباب، وزكاها حقيقة سقوط فرعون مصر، الأمر الذي بعث فكرة بسيطة جداً: "من الممكن أن يسقطوا"، فكان الخروج تعبيراً عن نهاية الخوف، ونهاية فاعلية الدور المنوط بأجهزة الأمن. وتعزز هذا الأمر واتضح جلياً عندما اضطر النظام مع اتساع رقعة الثورة إلى الاستعانة بالجيش لسحقها، الأمر الذي يؤشر إلى فشل ذريع للأجهزة الأمنية وبالتالي انهيار هذا المقوم.

2- المقوم الثاني السياسي الذي يقوم على مبدأ حكم الحزب الواحد الذي تنتعله العصابة لتبرير كل العهر السياسي الذي تمارسه، باسم الصمود والتصدي، وباسم الممانعة والمقاومة، وباسم التقدم. وبهذه الطريقة تمكن الأسد الأب من القضاء على كل معارض لحكمه، فحكم البلاد بشكل مطلق بالحديد والنار، ولفترة غير محدودة فهو القائد الخالد، الحاكم إلى الأبد، وهم مستأسدون حتى على الموت. ثم ورث البلاد إلى ابنه دون أن يكون ذا أهلية دستورية للحكم، حيث تم تعديل الدستور، في خمس دقائق ليستمر حكم العائلة، ونظم استفتاء على مرشح واحد ووحيد، لا أعرف أحداً صوت فيها. لكنه فاز بالاستفتاء وليس الانتخابات. هذه ببساطة منظومة الفساد السياسية التي اعتمد عليها النظام في حكمه سوريا، وهذه المنظومة انتهت عندما تمت مناقشة ما كان محرماً طرحه من قبل، ألا وهو المادة الثامنة وحكم البعث المطلق، حتى صار الحديث عن إلغائها يتم على أعلى المستويات، ثم تم تشكيل دستور جديد تحت الضغط الشعبي، وألغيت هذه المادة ولو شكلياً. ويتجلى فشل وانهيار هذا المقوم السياسي على الصعيد الخارجي بالعزلة السياسية على الصعيد الإقليمي والدولي، والخسائر المعنوية التي مني بها النظام، بعد شطبه أوروبا وتركيا والعالم العربي من محيطه، وبعد القرارات العربية والأممية التي تهدف إلى عزل هذا النظام.

3- أما المقوم الاقتصادي فما عليكم إلا أن تسألوا رامي مخلوف، واسألوه عن دولار سعره 75 ليرة رغم محاولات النظام تعويمه ودعمه حتى لا ينهار. ومن هذا المنطلق مع تعطل التجارة والصناعة والزراعة أصبح الريع قليلاً والمصاريف كبيرة جداً. فتراجعت الأوضاع الاقتصادية، ولم يعد المنجم الذي استولوا عليه مجزي العطاء، ولولا الدعم المالي الهائل من إيران وغيرها لأفلس النظام من عدة أشهر، لكن رغم كل ما يتلقاه فهو في طريقه إلى الإفلاس، بل إن إيران نفسها تجتاحها اضطرابات مالية أدت إلى خسارة عملتها أكثر من 40% من قيمتها في السوق الإيرانية بمجرد إقرار قانون العقوبات، وقبل تطبيقها بعدة أشهر، إذاً فمصدر الدعم المالي نفسه أصبح في خطر.

4- المقوم المتبقي الآن هو المقوم العسكري، الذي يبدو ظاهرياً متماسكاً، لكنه انهار في الحقيقة منذ أن تم نشره على طول البلاد وعرضها، وفشل في إنهاء التظاهرات، بل كان سبباً في تصاعد هذه الاحتجاجات بما ارتكبه من جرائم، فكما هو معروف أن المدن هي مقبرة الجيوش، ولا يمكن لجيش مهما بلغ أن يستمر للأبد بين المدنيين، والواقع يشهد بذلك ويؤكده، حيث نرى تفكك الجيش وتكاثر حركة عصيان الأوامر بالقتل، فما يميز الجيوش هو طاعة الأوامر العسكرية، وألد أعدائها عصيان الأوامر، وقد تصاعدت مؤخراً أهمية حركة العصيان ضمن الجيش لدرجة أدت لتشكيل جيش وطني، يهدف لحماية المدنيين من جيش وعصابات النظام. فأمارات فشل المقوم العسكري وبالتالي انهياره هي فشله رغم ما ارتكبه من جرائم شنيعة في إضعاف الحراك الثوري، وتصاعد حركة عصيان الأوامر، وتحوله هدفاً للجيش الحر، نضيف إلى ذلك ما يشتهر به هذا الجيش من فساد إداري ومالي. بهذا الاستعراض السريع لأهم مظاهر تفكك النظام، وليس حصرها، نقول إن النظام بمقوماته الأساسية قد انهار، وما هي إلا مسألة وقت حتى ينهار النظام بشكل كامل، فما بقي له حقيقة هو التفاف الطائفة حوله، ضمن فرق موت متنقلة تقوم بارتكاب الجرائم، وتتنقل من منطقة إلى أخرى ناشرة الموت والخراب.....

وأعتقد أن كتائب الجيش السوري الحر ستتكفل بهذه العصابة المجرمة الآثمة مع من يدعمها من قناصة ومجرمي حزب الله وإيران. هل هي مسألة أيام.... أسابيع.... علمها عند الله.........
لكن الواقع يقول: لقد سقط النظام.

بقلم : أحمد موفق زيدان


 
 توقيع : ماجد بن سعيد

يابنت غبتي وصارت غيبتك غير =راق المزاج اليوم وارتاح بالي
روحي مراويح القطا واسحم الطير=ماعاد لك وسط الحنايا مجالي


رد مع اقتباس