ليبرتاد الفساد
مالذي يقوم به النظام الطائفي و مالذي يخطط له في المستقبل المنظور ؟؟
كل من يتابع اخبار الثورة في سنة مضت يلاحظ ان تطور الاحداث مر بعدة مراحل ... في البداية لم يكن الموضوع اكثر من مشكلة بين اهالي الاطفال المعتقلين و المحافظ و مدير الامن ولكن سوء تعامل النظام مع الموضوع ادى الى تطوره الى مظاهرات طالبت باسقاط المحافظ و محاكمة المسؤولين ... و حيث ان العقلية القمعية مسيطرة على النظام السوري منذ سنوات لم يكن الحل سوى المزيد من القمع مما ادى الى تطور الموضوع الى مظاهرات طالبت بالحرية و العدالة ... قوبلت بالمزيد من القمع و القتل ... و في النهاية وصلنا الى ثورة عمت البلد كلها من الشمال الى الجنوب عدى بعض المناطق التي فضلت الحياد.
النقطة التي لم ينتبه اليها الاغلبية و التي تكشفت مع مرور الوقت هي ان مواقف الناس من الثورة تباينت على حسب خلفياتهم الطائفية و العرقية و التي لم يكن لها ذكر قبل الثورة الا في بعض الاحاديث العابرة بين الاصدقاء, او حسب المصالح الشخصية , و مع وجود بعض الحالات الشاذة من طوائف الاقلية التي كانت ضمائرها حية متقدة لكن الاغلبية كانت تتبع مصالحها التي تعتقد انها موجودة و التي اصبحت حقيقية بعد عدة اشهر من الثورة حيث بدأ تنفيذ المخطط القذر الذي يسعى النظام الى تنفيذه بدعم من جهات خارجية ( اهمها ايران و اتباعها في المنطقة ولا ننسى اسرائيل واللوبي الصهيوني العالمي ) ... و من يتابع الاخبار و يتعمق في التاريخ يجد ان ما يحدث هو تمهيد للقادم .
قد نشعر ان هذا الكلام يشبه برنامج القادمون لكننا نتحدث عن واقع يمكن للجميع التحقق منه و التفكير في أبعاده ونتائجه.
النظام الى اين ؟؟
بكل بساطة يقوم النظام الان بتجهيز اهم المناطق و اكثرها حيوية و اغناها(جزء بسيط منها هو أماكن تواجد العلويين, والباقي مناطق أهل السنة بعد تهجيرهم و سرقة اموالهم ) لتكون جزء من الدولة المقبلة ( الدولة العلوية ) مع كرهي لاستخدام هذا المصطلح الا انه حقيقة واقعة تقترب بينما تقرأ هذه السطور , في الوقت الذي نجد انفسنا فيه عاجزين و محاصرين فإن اخوتنا في تلك المناطق تقتل و تذبح كل يوم كما كان اهلنا في فلسطين يقتلون و يذبحون كل يوم على يد العصابات اليهودية تمهيدا لقيام دولتهم المشؤومة.
نعم , سيناريو العصابات الصهيونية يعاد اليوم في حمص و أدلب وريف حماة و جزء من حلب , و الهدف منه تشكيل كيان يمتلك مقومات الدولة و ترك الاراضي الباقية معزولة عن البحر و محصارة , يلتهمها الفقر و الضعف والتشرذم .
بالإضافة طبعا للدولة الكردية و التي ستكون تابعة لكردستان العراق على الأقل سياسيا ... و كلنا يعرف جيدا ان نسبة الحراك الثوري في المناطق الكردية مقارنةً مع المناطق السنية يكاد يكون معدوماً و الهدوء الكردي بعد مرور سنة على بداية الثورة ليس صدفة او ضعف بل هو انتظار للحظة المناسبة لاعلان دولة كردية, طبعا كل هذا بدعم وتوجيه من قيادات كردستان العراق المدعومة من حكومة العراق الطائفية وايران المجوسية.
و النتيجة ثلاث دويلات متنازعة , الدعم فيها للكردية و العلوية , و الموت للسنية .
قد يكون هذا السيناريو ابعد من الخيال بالنسبة للبعض من الذين يعيشون الاحلام الوردية من اخوة و سلام بين الناس و تعايش مبني على المساواة و العدل لا على الطائفة و الانتماء, و لكننا في النهاية نعيش الواقع و لا مهرب مما ذكر اعلاه الا عودتنا الى صوابنا و بعدنا عن الخيال .
لعل هذه الكلمات هي الاقسى على قلبي منذ ان ولدت و لكن لا مجال للتغاضي عن الواقع المحتوم .
نحن الأن نقوم بتحديد المشكلة , والواجب علينا هو البدء بوضع خطوات لحل هذه المشكلة, ومن ثم تنفيذ هذه الخطوات.
|