غسان المفلح : الصراع في سورية وليس عليها… إنها ثورة
2012/05/13
غسان المفلح
هل هناك صراع على سورية? قبل الثورة كان هذا العنوان المستمد من كتاب الباحث البريطاني باتريك سيل مختفيا عن مداولات السوقين الاعلامي والثقافي, وقلما نجد من يتحدث عن هذه القضية, تبعا لهذا العنوان, لكن بعد انطلاق الثورة السورية قبل اربعة عشر شهرا, بدأت هذه النغمة تعود إلى واجهة الحدث, وبخاصة من قبل من يميلون سياسيا نحو عدم الاعتراف بوجود ثورة..! وإنما ما يحدث هو في سياق صراع دولي واقليمي على سورية أو ضدها حتى على افتراض هذا الخبر المتجدد صحيح نسبيا والذي يتم نبشه الآن, إلا أنه ليس الخبر الحقيقي حول ما يحدث في سورية والمنطقة كلها. عندما نقول الصراع على سورية, الصراع بين من ومن? بين روسيا الولايات المتحدة أم بين أميركا ودول الاتحاد الاوروبي? إن كل تلك المقولات جاءت كمحاولة لإخفاء الطبيعة الحقيقية لما يجري في سورية من ثورة شعب ضد عصابة غاشمة, واصبحت تمتلك صفة المجرمة بكل معنى الكلمة, وبات في عنقها دماء عشرات الالاف من السوريين, هذا هو الجوهر, وهذا لاعلاقة له بالصراع على سورية, وما يجري من انقسام وتصارع دولي واقليمي إنما هو نتاج, انطلاق ثورة شعبنا منذ عام واربعة أشهر وبناء على هذا الحدث- الثورة, تغيرت الجغرافيا السياسية للمنطقة وسوف تتغير شاء من شاء وأبى من أبى, بل هي تغيرت, إلى انقسام حاد ولا أخلاقي في جوهره, بين من هو داعم لقتل الشعب السوري, ونذكر بالطبع روسيا والصين وإسرائيل وإيران وبين متخاذل في موقفه وهنا أقصد دول الغرب وجميعهم يبحثون عن حجة لتغطية هذا التخاذل, وآخرها كان تصريح وزير الدفاع الأميركي عندما تحدث عن تفجيري دمشق وقال أن “القاعدة” خلفهما هو في الواقع يبرر هذا التخاذل أمام الناخب الأميركي, وأمام قوى الضغط الأميركية وغير الأميركية التي تطالبه بالتدخل القوي والحازم, إذا كان هناك صراع على سورية, لماذا يترك الأميركيون, الروس يكسبون المعركة من خلال تصريحات وزير دفاعهم عن أن التفجيرات من صنع “القاعدة” والجميع يعرف” ان لا”قاعدة” في سورية خارج استخبارات العصابة الأسدية الجميع يعرف وانا هنا لا اكتب تحليلا بل أكتب وقائع, كل اجهزة الاستخبارات الغربية تعرف أن ل¯ “القاعدة” ثلاث قواعد لوجستية في المنطقة: النظام الإيراني والعصابة الأسدية ونظام الرئيس اليمني المخلوع وبعض تيارات الحكومة العراقية تبعا لإيران وبعض عسكر الجزائر, لهذا يلتقي تصريح وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا عن ان الانفجارين في دمشق صباح الخميس الماضي يحملان بصمات تنظيم القاعدة, ويذكران بتفجيراتها في العراق قبل سنوات. ونقلت قناة “روسيا اليوم” عبر موقعها الالكتروني عن بانيتا قوله أن “ليست هناك معطيات واضحة لدى الاستخبارات العسكرية الأميركية بأن تنظيم القاعدة هو الذي يقف وراء تفجيري دمشق”, مشيراً إلى أن “من الواضح أن تنظيم القاعدة ومجموعات أصولية أخرى اتخذت من سورية ملاذاً لها في الآونة الأخيرة, مستفيدة من حالة الفوضى المستشرية في البلاد”. (نقلا عن رويتر) هذا التصريح ومسارعة القناة الروسية المخصصة للدفاع عن العصابة الأسدية في نقل الخبر, هل يشير إلى وجود صراع على سورية, أم يشير إلى موقف مما يحدث في سورية من محاولة تهرب من تحمل الدول الكبرى مسؤولياتها السياسية والأخلاقية تجاه شعب يذبح? لماذا الاوروبيون لم يشيروا في تصريحاتهم إلى قضية “القاعدة” كما فعل الاميركيون والروس? لهذا ما يحدث في سورية ثورة ولا توجد ثورة في العالم, تحدث بشكل يمنع عنها الاخطاء إن وجدت لكن الثورة السورية لاتزال متألقة أخلاقيا ووطنيا, والصراع يجري على كيفية إخمادها وليس على سورية.
|