الكاتب: Joseph Albert. Kechichian (أمريكي .. متخصص في سياسة الخليج والشرق الأوسط
في بداية المقال .. تحدث عن مجزرة الحولة .. التي من اعتقاده أنها ستصبح من الماضي قريباً..
وإن قام الكثير بنعي الأطفال المقيدين المذبوحين .. وحتى مع قيام النظام بالاعتذار عن القتل الجماعي !
مع المجازر والفظائع اليومية .. نتيجة الحرب الأهلية الشاملةوقصر نظر قادة سوريا .. التي دفع الشعب ثمنها ..
من المهم أن نتسائل من خسر سوريا .. وكيف ؟!
1) باعتراف الجميع .. الخاسر الأكبر جغرافيا هو إيران .. التي تملك استثمارات استراتيجية مع دمشق ..
وحتى بعد قيامها بالانضمام لمشكلة العرب الموحدة .. فلسطين .. مؤكدة بأنها قضية مسلمة ويحق لها الدفاع عنها !
إيران استغلت موقف العرب الضعيف في هذه القضية .. وقامت هي بتبنيها حتى وإن شك البعض أنه بإمكان
قادتها الثوريين التخلي عن شيراز مقابل حيفا وأريحا .. لحل القضية الفلسطينية !!
وبشكل أكبر هم يراهنون على النظام السوري ليبقى جسراً لهم لبلوغ عدة غايات .. ولكنها بدأت تلاحظ أن النظام أصبح غارقاً !
نظام البعث أصبح ذابلاً .. وعجز عن حماية وجوده ضد المتظاهرين ضده .. لهذا إيران تواجه معضلة حقيقة الآن !
2) إسرائيل خسرت أيضاً .. بالرغم من عدم ظهور علاقاتها المتشابكة على العلن .. البعض قد يستنكر ..
ولكن آخرون أبدوا استعدادهم لاستضافة لاجئيين علويين لديهم ..
إسرائيل تحتاج لإعادة تقييم الموقف .. بعد احتمالية ظهور نظام إسلامي في دمشق .. كمثله في ليبيا والآن في مصر ..
بدأ الخوف من تراجع الموقف الإسرائيلي يحوم في الأفق .. وبالأخص حيال هضبة الجولان ..
التي استطاعت هي مع النظام السوري التوقف لحل وقف إطلاق النار وتفضيل خيار نقله إلى لبنان !
3) وبالفعل من ضمن الخاسرين هو حزب الله اللبناني وقادته السياسيين .. الذي يؤكدون أن النظام صخرة لاتتزحزح ..
إلا أن الانتفاضة المستمرة عليه أصابتهم بالدهشة .. وحملت رسالة بتهديد غير مباشر للبنان !
وبالاخص بعد الأحداث الأخيرة .. والتي انتهت بصدام بين الشيعة والسنه الذي حمل في طياته مشاكل كثيرة للبلد ..
منها ابتعاد السياح .. والخلافات بين القيادات المختلفة ..
كل هذا جعل حزب الله وقادته يتسائلون .. هل الدفاع عن نظام البعث السوري يستحق هذه العناء ؟!
وهل يستحق أن يخسروا لبنان مقابل ذلك ؟!
4) وبلا شك .. أمريكا وروسيا .. اللذان بدأ يخططان لخطة رحيل للأسد مماثلة لتلك التي حدثت لصالح في اليمن ..
التحالف مع سوريا من قبل الحكومة الروسية جعلها أمام خسارة لعلاقات اقتصادية ومصالح سياسية مع دول أخرى ..
لا سيما العرب .. الذين أصبحت علاقتها معهم .. تتضائل كثيراً بالنسبة لعلاقتهم مع أمريكا ..
العرب وافقوا على خطة عنان بمضض .. والتي دعمها بقوة من الطرف الروسي والصيني ..
ولازال الشك بنجاحها موجود .. وكذلك امتلاك الأمم المتحدة لخطة بديلة لخطة السلام !
أمريكا كثيرة الحيرة حيال الربيع العربي .. وعملت بالفعل على تشويه ما يجري على الأرض ونجحت بذلك
أوباما طالب بتنحي الأسد من فترة .. ولكن بعدها استسلم لاحتكار الثنائي الروسي بويتن وميدفيديف
وهذا ما جعل الوضع يزداد سوءاً !
وأخيرا .. ومما لاشك فيه .. أحداث الربيع العربي لم تكن على جدول أوباما الذي هو على باب انتخابات رئاسية ..
ولا بويتن .. الذي يريد أن يبقى ضمن نادي القادة الذي يدعون للحكم !
ولكنهم فقدوا سوريا .. فضلاً عن التطور السريع عند السلف العربي .. الذي حير الإقيلم وغير لعبة الأمم المتحدة ..