
دومـــــــــــــــآ ...
لاتـــقولـــوآ قـــبــراً ... فالـــقبــور لــمــن يــمــوت فــي فرآشـــه ... بل
" روضـــة من ريـــآض الـــفـــردوس
مدينة دوما :: حقيقة ما يجري وما جرى في دوما ::
* ما الذي حدث في دوما؟ لماذا حصل ما حصل؟ ومن يتحمل المسؤولية؟
.. مقال تحليلي عن المجزرة والتطورات الأخيرة في مدينة دوما ..
لا يخفى على أحد التوجه الجديد لعصابة النظام إلى هذه المرحلة الجديدة من القمع والتي وهي مرحلة المجازر... وهي مرحلة متقدمة في سياسة القمع التي اتخذها المقبور حافظ الأسد ومشى على أثره فيها ابنه الملعون بشار... منذ حوالي ثلاثة أسابيع تواردت إلى الجيش الحر في دوما تقارير عن نية النظام لارتكاب مجزرة في دوما بعد أن فشلت كل أساليب القمع السابقة التي استعملها مع اهل المدينة الصامدين الثائرين.. منذ ثلاثة أسابيع وحتى الآن كان الجيش الحر يسعى جاهداً لمنع وقوع هذه المجزرة بكل ما أوتي من قوة.. كان يعلم أن المناطق المعرضة للمجازر أكثر من غيرها هي أطراف المدينة، فقام بنشر دوريات عند هذه المناطق.. وقام بإفشال عدة محاولات لارتكاب هذه المجزرة، كانت إحداها عندما دخل رتل باصات لمداهمة المدينة، وعلم الجيش الحر من مصادر داخل النظام أن أحد هذه الباصات فيه طائفيون حاقدون أتوا بهدف ارتكاب مجزرة .. وفعلاً كمن لهم الجيش الحر وكان قد أخذ مواصفات الباص بشكل كامل وتم تدميره وإحباط هذه العملية.. في مرة أخرى دخل جنود النظام من جهة أمن الدولة بعدة دبابات وبسرعة كبيرة مباغتة للجيش الحر واقتحموا عدة منازل كانت فارغة وقاموا باعدام ميداني شنقاً لاول شخص وجدوه في بيته وهو الشهيد طارق شلهوب رحمه الله.. وهنا تدخل عناصر الجيش الحر بالسرعة الممكنة في عملية شجاعة جداً بمواجهة الدبابة بالصدر العاري أدت لاستشهاد خمسة عناصر منهم، ونجحوا في تدمير دبابتين وإحباط العملية... ولا ننسى المجزرة الصغيرة التي وقعت في حق الشهداء الثلاثة على طريق عدرا والتمثيل بجثثهم ولكن يبدو أن هذه المجزرة الصغيرة لم تفلح في تخويف أهالي المدينة وكان لا بد من ارتاب مجزرة أكبر تدفع الجميع للنزوح... وتوالت المحاولات ونجح الجيش الغدار في النهاية في ارتكاب مجزرته على غفلة من الجيش الحر حيث دخلوا تحت غطاء من القصف العنيف بكل أنواع الأسلحة مع استعمال الطيران بشكل مكثف إلى منطقة قريبة لمناطق تمركز جيش النظام الاعتيادية.. ونفذ جريمته في صمت لمدة 8 ساعات متواصلة دون أن يدري به أحد حتى المساء ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم... ونجح النظام في ما كان يسعى له منذ البداية بتهجير اهالي دوما حتى يتسنى له قصفها والسيطرة عليها بالكامل وتدمير الحاضنة الشعبية الأكبر في الريف الدمشقي للجيش الحر الذي بات يشكل تهديداً كبيراً على مركز النظام .. وأصبح يهدد بقاءه في العاصمة دمشق... هل أخطأ الجيش الحر في دخول المدينة وبالتالي تعريضها لهذا العدوان الهمجي؟ أم أنه تصرف بما تمليه عليه حميته لعلمه بما لم يكن يعلمه الناس من نية النظام الخبيثة للتشنيع بأهل دوما؟ ما نعلمه بالتأكيد أن النتيجة كانت صعبة على أهالي دوما جميعهم بما فيهم الجيش الحر.. لا أحد يعلم ما هو التصرف الصحيح في هذه الحالات ولكن جزءاً كبيراً من المسؤولية يقع على عاتق وسائل الإعلام العربية والعالمية التي تجاهلت أخبار دوما وانشغلت بالتفاهات من الأخبار من خارج سوريا خلال هذه الفترة العصيبة .. نحمل هذه القنوات المسؤولية المباشرة عن أرواح أكثر من مئة شهيد سقطوا في المجزرة التي ارتكبت لأن النظام كان مطمئناً و أحس أن الأعين بعيدة عنه وأن لا أحد سيدري بفعلته الشنيعة... حسبنا الله نعم الوكيل .. اللهم هيئ لنا من أمرنا فرجاً ومخرجاً وارزقنا النصر من حيث لا نحتسب.. يا رب لا تضيع معاناة أهالي دوما سدى.. هم ضحوا بأنفسهم وأموالهم وبيوتهم وممتلكاتهم في سبيلك، يا رب انصرهم نصراً عاجلاً غير آجل على أعدائك أعداء الإنسانية عصابة الأسد المجرمين ومن والاهم.. إنك على كل شيء قدير.