نــــــــــــــــقــــــــــــــــــطـــــــــــــ ـــــــــة ثــــــــــــــــــــــــــائـــــــــــــــــــــ ــــــرة
سنابلٌ بأرضها تتغنى بالحرية وأخرى تتلون بحمرتها .. تاريخٌ عريق وحاضرُ مجدٍ سوريّ .. على سهل الإباء تتربع .. وعلى أرض حوران العصيّة نشأت .. مدينة الشهامة ونبع البطولة .. ( الصنمين ) .
تتبع لمحافظة درعا و تبعد عن مركز المحافظة 50 كم ، و تبعد عن العاصمة دمشق 51 كم .. سميت بهذا الاسم نسبة الى وجود صنمين حجريين داخل المعبد الروماني الموجود فيها ، تشتهر المدينة بزراعة القمح و الزيتون فأهلها يعملون بالزراعة و التجارة ، تمثل موقعا استراتيجيا قويا ففيها أكثر من اثني عشر مقراً أمنياً و عسكرياً . يبلغ عدد ساكنها أكثر من 40 ألف نسمة .
ثارت مهد انتفاضتنا .. وبالجراح أثخنها الخائن .. نادت درعا هل من مُنتصر ؟ .. ومن يُلبي نداء النخوة غيرَها وأخواتها ! .. الصنمين 21/3/2011 .. ينطلق هتاف الحرية والفزعة لدرعا .. سلمية سلمية .. أزهارٌ انتفضت لأجل ربيعها .. وحناجر تصدح بالحق الغائب عقوداً من الظلم والاستبداد .. آن للقيد أن ينكسر .. وآن للشعب أن يتحرر .. وآن لثورة المدينة أن تبدأ .
جمعة العزة .. 25/3/2011 .. تنتفض المدينة بشيبها وشبابها .. الآلاف يملؤون ساحات الحرية .. لايثنيهم عن انتفاضتهم إلا نيل الحرية .. ولاشيء يُخضعُ إرادتهم الحقّة .. لسوريا الحلم هتفوا .. ولفداء الأرض أقسموا .. فكانوا الأوفى والأصدق .. في الصنمين فقط .. أول شهداء يرتقون جمعاً إلى الجنان .. دقائقٌ تفصلُ الحشود الغاضبة عن " مجزرة الصنمين الأولى " ارتكبها نقيب وملازم أول بالكتيبة 109 م د بقيادة الفرقة التاسعة، وبمساعدة قائد مفرزة الأمن .. نحو أكثر من 20 روحاً طاهرةً أُزهقت برصاص الغدر ونار الحقد .. ( الشهيد ياسر محمد الفروح - الشهيد مهند يوسف إبراهيم الذياب - الشهيد فراس سمير اللباد - الشهيد قاسم محمد العتمة - الشهيد محمد جلال الزعبي ) أوّل أسماء خلّدها تاريخ الشهداء وذاكرة التضحية في الصنمين .
26/3/2011 .. ( الشعب يريد اسقاط النظام ) انطلقت وسط تشييع مهيب لأبطال الحرية وشهداء الوطن .. وغضب يملأ أنفاس الأهالي .. ودماءٌ دافئة تمنح أرضهم كبرياءً .. بعد الدفن تبدأ الصنمين أوّل اعتصام في الثورة السورية .. في ساحة " الشهداء " وسط المدينة نصبَ السكان خيامهم استعداداً لاعتصام مفتوح .. طلباً للحرية واحتجاجاً على دماء بنائهم .
استمر الاعتصام أسبوعاً كاملا كأول سابقة في الثورة المباركة .. اهتزّ لها عرش الجبان .. ليرسل مفتيه بدر الدين حسون .. يجلس هذا الأخير مع الأهالي المعتصمين ويُثني على شجاعة و كرم اهل الصنمين و يعترف بضحايا الصنمين أنهم شهداء بعد أن رأى مقاطع الفيديو التي تم تصويرها أثناء المجزرة .. ليتفاجئ الأهالي بعد ذلك برؤية المفتي على شاشة الجزيرة وهو يتكلم عكس ماقال وماشاهد كنظامه الكاذب ورئيسه المخادع .. لم ينتهي الاعتصام إلا بعد تهديدات قائد الفرقة التاسعة باقتحام المدينة في حال استمراره .
جراح الصنمين لاتنتهي .. وموت قادم إليها عبر جحافل البعث .. جمعة أزادي .. 20/5/2011 .. يعتلي المقدم نزار الفندي من الفرقة التاسعة عربة بي تي ار ليطلق النار مع جنوده على جموع المتظاهرين الهاتفين بالسلمية والحرية .. الحاملين السنابل وأغصان الزيتون .. " مجزرة الصنمين الثانية " يرتقي بها أكثر من ثلاثة شهداء ومئات من الجرحى .. تم ترقية المقدم بعد ذلك إلى عقيد .
مجزرة الصنمين الأولى والثانية .. كانت السبب في انشقاق العديد من الضباط عن الجيش الخائن وانضمامهم لجيش الأحرار .. وإدلاء شهادتهم عليها .. من أبرزهم الملازم أول عبد الرزاق طلاس .. (( أنا شاهد عيان على مجزرة الصنمين الأولى والتي كانت في مظاهرة سلمية بأعداد كبيرة تهتف الله أكبر .. وعلى مجزرة الصنمين الثانية )) .
11/11/2011 .. جمعة تجميد العضوية .. بجسده كان يجابه الأمن .. وبالحق الذي تحمله روحه كان يصدح .. لا يخشى أحدا إلا الله .. استفزّهم هذا الموقف البطولي .. وأثارت غضبهم شجاعته النادرة .. لتُلقي به قنّاصة جبان شهداً غارق بدمائه .. الشهد البطل غيث العتمة .. اسم تخلّده الأرض كما السماء .
القضية الواحدة .. والهدف الواحد .. والنضال الواحد .. هي ثورة سوريا العظيمة .. أبو إبراهيم العتمة من قوى الأمن الداخلي ينشق عن نظام الأسد ويلتحق بالجيش الحر .. في حمص .. ليصبح قائد سرية بابا عمرو .. ويكون يداً واحدة مع أحفاد خالد .. كما كلّ الوطن .
من أبنائها تجود مدينتنا لله ثمّ لكرامة مسلوبة وحرية مغتصبة .. نحو 40 شهيداً ارتقوا في الصنمين حتى 8/7/2012 .