عرض مشاركة واحدة
قديم 16-09-2012, 06:55 PM   #2
فهد الماجدي
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية فهد الماجدي
فهد الماجدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1524
 تاريخ التسجيل :  Feb 2007
 أخر زيارة : 11-05-2014 (02:20 AM)
 المشاركات : 2,761 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 21308
لوني المفضل : sienna


2- أن يكون القصد إعلاء كلمة الله، لا من أجل عصبية ولا من أجل مطامع دنيوية.
عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: الرجل يُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً وَيُقَاتِلُ رِيَاءً فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"، أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (7458).

وقال الصحابي الجليل أبو برزة الأسلمي -رضي الله عنه- مستنكراً ما يجري في عهده من قتال ودماء بين طلاب الدنيا:
""إِنِّي احْتَسَبْتُ عِنْدَ اللَّهِ أَنِّي أَصْبَحْتُ سَاخِطًا عَلَى أَحْيَاءِ قُرَيْشٍ إِنَّكُمْ يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ كُنْتُمْ عَلَى الْحَالِ الَّذِي عَلِمْتُمْ مِنْ الذِّلَّةِ وَالْقِلَّةِ وَالضَّلَالَةِ وَإِنَّ اللَّهَ أَنْقَذَكُمْ بِالْإِسْلَامِ وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَلَغَ بِكُمْ مَا تَرَوْنَ وَهَذِهِ الدُّنْيَا الَّتِي أَفْسَدَتْ بَيْنَكُمْ إِنَّ ذَاكَ الَّذِي بِالشَّأْمِ وَاللَّهِ إِنْ يُقَاتِلُ إِلَّا عَلَى الدُّنْيَا وَإِنَّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ وَاللَّهِ إِنْ يُقَاتِلُونَ إِلَّا عَلَى الدُّنْيَا وَإِنْ ذَاكَ الَّذِي بِمَكَّةَ وَاللَّهِ إِنْ يُقَاتِلُ إِلَّا عَلَى الدُّنْيَا"([10]).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية معلقاً على حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-:
" فالمقصود أن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الله اسم جامع لكلماته التي تضمها كتابه" ، "السياسة الشرعية" (ص75).
فإذا كان الخروج على الحاكم لدوافع غير إسلامية، ولا يقصد بهذا الخروج إعلاء كلمة الله كان هذا الخروج غير شرعي، ولا يحل لمسلم المشاركة فيه لما فيه من الظلم والفتن وسفك الدماء.
ومع الأسف الشديد أن ثورات ما يسمى بالربيع العربي على حكامهم كانت خالية من هذه المعاني والمقاصد الإسلامية النبيلة.
بل مع الأسف كانت شعاراتها ومبادئ ثورتها غريبة وغربية مضادة للإسلام، فذهب الكثير والكثير من الشباب والشيب الضعفاء والمساكين ضحايا من أجل هذه الشعارات والمبادئ الغربية.
ومن هنا نصحنا الشباب السلفي ومن يقبل النصح بالابتعاد عن المشاركة في هذه الفتن وفي سفك الدماء.
هذا النصح كان من منطلق إسلامي واضح قائم على الأدلة من الكتاب والسنة، وقد سبقنا إلى مثل هذا الموقف شيخ الإسلام ابن تيمية وعلماء عصره.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- وهو يتحدث عن أهل الضلال الذين يتعلقون بالأموات، يدعونهم ويستغيثون بهم في الشدائد، بعد أن بيّن أن هذا العمل من الشرك بالله .
قال -رحمه الله-:
" حتى إن العدو الخارج عن شريعة الإسلام لما قدم دمشق خرجوا يستغيثون بالموتى عند القبور التي يرجون عندها كشف ضرهم، وقال بعض الشعراء:
يا خائفين من التتر ... لوذوا بقبر أبي عمر
أو قال:
عوذوا بقبر أبي عمر ... ينجيكم من الضرر
فقلت لهم: هؤلاء الذين تستغيثون بهم لو كانوا معكم في القتال لانهزموا كما انهزم من انهزم من المسلمين يوم أحد؛ فإنه كان قد قضى أن العسكر ينكسر لأسباب اقتضت ذلك، ولحكمة لله عز وجل في ذلك، ولهذا كان أهل المعرفة بالدين والمكاشفة لم يقاتلوا في تلك المرة لعدم القتال الشرعي الذي أمر الله به ورسوله، ولما يحصل في ذلك من الشر والفساد وانتفاء النصرة المطلوبة من القتال؛ فلا يكون فيه ثواب الدنيا ولا ثواب الآخرة لمن عرف هذا وهذا، وإن كثيراً من القائلين الذين اعتقدوا هذا قتالا شرعيا أجروا على نياتهم، فلما كان بعد ذلك جعلنا نأمر الناس بإخلاص الدين لله عز و جل والاستغاثة به، وأنهم لا يستغيثون إلا إياه، لا يستغيثون بملك مقرب ولا نبي مرسل، كما قال تعالى يوم بدر: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم).
وروي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يوم بدر يقول: "يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث".
وفي لفظ: "أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا إلى أحد من خلقك".
فلما أصلح الناس أمورهم وصدقوا في الاستغاثة بربهم؛ نصرهم على عدوهم نصرا عزيزاً، ولم تهزم التتار مثل هذه الهزيمة قبل ذلك أصلاً لما صح من تحقيق توحيد الله تعالى وطاعة رسوله ما لم يكن قبل ذلك، فإن الله تعالى ينصر رسله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد"، "الاستغاثة" (2/732-738).

ماذا في هذا النص من العبر؟
1- قوم جاءهم عدو من أعداء الإسلام همجي ليستولي على بلادهم.
2- فخرج أهل دمشق ليقاتلوا هذا العدو باسم الإسلام، وليدافعوا عن عاصمة من عواصم الإسلام .
3- فسمع منهم شيخ الإسلام ما ينافي التوحيد، وذلك أنهم يستغيثون بالموتى لينصروهم على هذا العدو.
4- فصارحهم شيخ الإسلام بأنهم سوف ينهزمون، جازماً بذلك؛ لأنهم جاؤوا بما يخالف الإسلام من الاستغاثة بغير الله، وذلك مما يسبب الفشل والهزيمة.
5- ذكر أن أهل المعرفة بالدين والمكاشفة (أي الفراسة) لم يقاتلوا في تلك المرة لعدم القتال الشرعي الذي أمر الله به ورسوله؛ لأن القتال الشرعي لا بد أن يكون أهله أهل توحيد يقاتلون لغاية عظيمة أن تكون كلمة الله هي العليا، وهؤلاء المقاتلون قد أتوا بما يخل بكلمة التوحيد، فانهزم جيش هؤلاء المقاتلين لاختلال شروط الجهاد الذي شرعه الله .
6- شرع شيخ الإسلام بعد هذا يدعو الناس إلى توحيد الله وإخلاص الدين لله -عزَّ وجل-، والاستغاثة به، وأنهم لا يستغيثون إلا بالله، لا بملك مقرب ولا نبي مرسل، وساق الأدلة على ذلك .
7- قال: "فلما أصلح الناس أمورهم وصدقوا في الاستغاثة بربهم نصرهم على عدوهم نصرا عزيزا ولم تهزم التتار مثل هذه الهزيمة قبل ذلك أصلا لما صح من تحقيق توحيد الله تعالى وطاعة رسوله ما لم يكن قبل ذلك فإن الله تعالى ينصر رسله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد".
والشاهد من هذا الكلام أن شيخ الإسلام وأهل المعرفة بالدين لم يشاركوا في قتال الغزاة أعداء الله؛ لأن هذا قتال غير شرعي، ولو كان المقاتلون أهل توحيد يقاتلون لإعلاء كلمة الله لكان شيخ الإسلام وهؤلاء العلماء في طليعة المقاتلين .
ثم لما ربى شيخ الإسلام الناس على التوحيد وأصلحوا أمورهم شاركهم شيخ الإسلام في الجهاد، بل اعتقد أنه هو الذي قادهم إلى القتال الذي أحرزوا فيه النصر المظفر، وانهزم عدو الإسلام شر هزيمة .
والخلاصة أنه يجب على المسلمين أن يعرفوا المنهج الإسلامي عقيدة وعبادة ومعاملات وجهاداً وأخلاقاً، وأن يتمسكوا بهذا المنهج بكل تفاصيله، وأن يحذروا من الوقوع في الفتن واتباع أعداء الإسلام في عقائدهم أو سياستهم أو أخلاقهم، ومن وقع في شيء من هذه المخازي، فعليه أن يتوب إلى الله توبة نصوحا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
4/10/1433هـ

[1] - أخرجه مسلم حديث (144)، وأحمد (5/386).

[2] - أخرجه مسلم حديث (1844)، وأحمد (2/191).

[3] - أخرجه مسلم في "الفتن" حديث (2887) "باب نزول الفتن كمواقع القطر" ، وأبو داود في "الفتن والملاحم" حديث (4256).

[4] - "الإيمان" حديث (19).

[5] - متفق عليه، أخرجه البخاري في "الفتن" "باب ظهور الفتن" حديث (7061) ومسلم في "العلم"، "باب رفع العلم وقبضه" حديث (2672)، وأبو داود في "الفتن" حديث (4255).

[6] - أخرجه الترمذي حديث (2204)، وهو جزء من حديث رواه أحمد في "مسنده" (4/408)، وأبو داود في "سننه" برقم (4259).

[7] - أخرجه مسلم في "الإيمان" (118) وأحمد (2/303)، والترمذي في "الفتن" (2195) وابن حبان (6704).

[8] - أخرجه أحمد في "مسنده" (4/408) ، وأبو داود في "سننه" حديث (4262).

[9] - رواه أحمد (5/389) بإسناد حسن.

[10] - أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (7112).
ملفات مرفقة
التحذير من الفتن ومن الديمقراطية ومشتقاتها.doc 104.5كيلو 853 عدد مرات التحميل


 
 توقيع : فهد الماجدي


أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة ،
وأن يجعلك مباركاً أينما كنت ، وأن يجعلك ممن إذا أُعطي شكر ، وإذا ابتُلي صبر ، وإذا أذنب استغفر ،
فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة.
موقع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله
والعلامه محمد امان الجامي رحمه الله
,
« اللهم إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي، ولا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير المستغيث المستجير الوجل المشفق، المقر بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، من خضعت لك رقبته، وذل لك جسده، ورغم لك أنفه، اللهم لا تجعلني بدعائك رب شقيا وكن بي رءوفا رحيما يا خير المسئولين، ويا خير المعطين »

استغفر الله الذي لا اله إلا هو الحي الغيوم واتوب اليه




رد مع اقتباس