
لا مكان للفرح في هذه البلاد هكذا قال صانع أحزانها اليوم
لأول مرة يقول صدقاً و يصف ما يحدث على وجه الدقـة..

لا تحزن إن الله معنا!!

يا رب فرج هم كل مكروب وامسح دمع كل مكلوم وألن قلوب الأمة على كل مهموم ومكروب وارحم عبادك المستضعفين في الأرض وانصرهم على من عاداك وعادا كل مسلم موحد بوجدك مؤمن بك ياااااالله يا أرحم الرحمين

قبلَ يومين .. في مخيّم اطمة داخل سوريةَ كانَ لقاؤنا ..
اقتربتُ منها فبادرتني بابتسامتِها التي زلزلت أركانَ كيانيَ الهشِّ أمام آلامِ الطّفولة ..
كانَت ثيابُها المضمَّخةُ بوحلِ الكرامةِ أطهرَ ألفَ مرَّةٍ من الثيابِ النّاعمةِ الملطّخةِ بالعارِ ..
كانَ ارتجافُها من البردِ وهيَ تحملُ طعامَ الغداءِ يبصقُ في وجوهِ المتدفِّئينَ على جمرِ الثّورة ..
ساءلتُها: هذا الطَّعامُ لكِ وحدَكِ ؟
أجابَت: لا .. هو لعائلتنا كلِّها ..
كم عددكُم ؟؟ قالت: اثنا عشر فرداً..
لم تصدِّق أذنايَ ما تسمَع .. هرَعتُ إلى القائمينَ على توزيع الطِّعام لهم فأكَّدَ ذلك .. إذ ما باليدِ حيلة ..
غادرتُها وأنا أسمعُ لابتسامتها صدىً يقول:
أيُّها المتكرّشونَ أمام شاشاتِكم ..
شِبَعُكُم يقتلنا

ما أقساها من قبلة و ما أصعبها من لحظة
لحظات و توارى الثرى بعد أن كانت تملأ البيت عليه

اعتــاد العالــم على رؤية هذه الصــور من ســـورية !
تأملوها لحظة و تخيلوا ان هذا الطفل هو طفلكم! للحظة واحدة, لتعرفوا ماهو شعور هذا الأب!

في وجوههم معنى النقـاء
كـأنهم فـراشـات بـيـضـــاء
أليس من حقهم أن يعيشوا كباقي أطفال العالم ؟!

في ظلّ ما يجري من جرائم ضد الإنسانية
لم و لن يفكر أحد بالالتفات لأثر تلك المشاهد على نفسيات الأطفال
و ما هو مدى انعكاسها عليهم ؟
كيف ينامــون
كيف يلعبـون
كيف يرسمون
كيف تنقلت و نمَت طفولتهم البريئة في عام ونصف من صور الشهداء و الجرحى و القصف و الدمار ...
و أي ذاكرةٍ سيحملون للمستقبل ...؟
يا أطفال سوريا لكــم الله ...

لو أن هذه الطفلة يهودية لكانت أثارت الرأي العام ولانتهت الحرب من أجلها، ولخرجت مظاهرات في العالم كله لتطالب بمن قتلها، ونددت الحكومات العالمية وأولها العرب بأي ذنب قتلت.
لكنها طفلة مسلمة فقيرة لا بواكي لها حسبنا الله و نعم الوكيل