بعض المشاريع النقدية تصورات سابقة للإبداع وهي بذاتها إبداع نلمس ذلك في خطى د. عبدالله الغذامى الجريئة والواثقة ، ومثل هذه الحالة استثنائية ، فالأدب كونه آهات مزامنة للنزف وإيقاعات نبض بشري فهي موجودة ماوجد الإحساس وتتفاوت ماتفاوت مبدعوها في تلقيهم للثقافات المختلفة وللقضايا المختلفة ، أما النقد فهو أقل في الكم ، لأن عماده ليس التعبيرعن الحياة بالنزف والبوح !
ولهذا فالأدب أقرب للقلوب لأنه يلامس المشاعر وقاعدة جماهيره لايقارن اتساعها بخصوصية النقد واقتصاره على المتخصصين والمهتمين !
ويقابل السبق النقدي خطر كبير :
فوجود الخطاب النقدي سابقا للإبداع الأدبي لعل الأخير يترسم خطى الأول ، فالناتج المتوقع أدب مصنوع ، وبوح مفتعل لاسترضاء أوحتى مسابقة السبق النقدي لاغير !
ولا أظن أن ثمة متعة إنسانية وفنية في تلقيه حينئذ !
ويتحتم من أجل الخروج من هذا الموقف أن يقضي الخطاب النقدي أمدا مناسبا في جهازالتلقي عند الأديب
حتى يصير جزءا من الخلفيات الثقافية التي تتحرك بخفاء وخفة
ليصدر عنه بعد ذلك عمل عفوي مطبوع - غير آلي !
|