.. قراءة في فنجان قارئة الفنجان ..
قصيدة شقت طريقها بجنون أنيق كأكثر مايكتبه فقيد الأدب الحديث نزار !
ومن لم يقع ضحية لها وهي حبيسة دفتي إجرامه ، خر صريعا عندما تآمر عليها الإرهابي عبدالحليم حافظ والمجرم محمد الموجي ، وحبساها مؤبدا على ذمة الجمال !
قراءة لموسيقى قارئة الفنجان
سقوط في عمق الاستفهام لإنسان الكمان المثقل ..
لمااااااااااذا .. إلام .. ماذا بعد ؟!
تتزحلق أقدام الأورج في هوة الموضوع ..
استفهامات الكمان الملحة تتصاعد ..
الأورج يضع علامات الاستفهام ..
تعيد القيتار طرح نفس الأسئلة ..
وتضع الكمان علامات الاستفهام ..
وتصرخ دهشتها وهي تسمع ..
خزعبلات الأورج وشعوذته ..
وتشخص عيناها ذهولا وهي تراه يضع نقطا مشبوهة في دورق الغموض
دهشة الكمان تصرخ
صمت ..
تتوتر الأجواء ..
وتشعل الكمان التحقيق سياطا من أسئلة ملتهبة ..
الأورج يغير الموضوع
تحاول الكمان الخروج من بركان الأسئلة
الناي يرسل صدى المحاولة
محاولة أخيرة لخروج الكمان تفشل ..
فتستعر سياط اللوم الحارقة والقلق ..
لمااااااااااذا .. إلام .. ماذا بعد ؟!
ومحاولات لتغيير الموضوع والخروج من عنق البركان ..
يرمي الأورج أحجار جس النبض في بحيرة الفضول ..
وكذلك تجرب الكمان .. الناي ..
فيمطر الأفق بايقاع الحلم .. الهاجس ..
استحثاث من الأورج ..
الكمان .. يحلم ويحكي أحلامه ..
صرخة : ما الخطب ؟
إجابة سؤال .. كأنها سؤال . .
ظلام من أسئلة ..
هجوم طائش لسهام الحيرة القاتلة ..
أمل
استعطاف
رجااااااء
توقف
ترشق الكمان سهام القلق الزعاف
يئن البوح
للشكوى
لاقتراف الإجابة
عودة لرشق السهام المغموسة بسمّ الغموض ..
من الناي ..
والكمان ..
واستعطاف ..
ورجاءات ..
استحثاث ..
تمهل ..
ترقب ..
خطوات ..
دهاليز ضيقة ممتدة ..
أطفال الأحلام المطاردة تعبرها في رعب ..
هستيريا من الركض ..
من الهرب ..
شفاعة من الكمان والناي واستعطاف ..
وإجابات للحلم الكبير ..
و تردد الصدى ..
شلل ..
صمت ..
الكمان تجر الخطى الثقيلة ..
يعد الأورج الخطى بعصاه السحرية فتستحيل ماسا من الصدى
لتبدأ الحكاية ..
إيقاع الـ كان ياما كان ..
رقصة الموت يزفر الناي السكرات
إنصات ..
تمادي في القص ..
صدى الناي يردده الأورج بأصداء التهويل غير المنقطعة
توقف ..
ثمة باب ..
طرق بأنامل إيقاع التوجس ..
أنا ..
مثقل بالحزن ..
أترقب الأمل ..
وأنتظر الفرح ..
وأحلام الكمان تشهد وتعرف وتصادق ..
والناي - عمدة الحي - يختم ويوثق ..
وأصداء ثرثارة لأوردة الأورج ..المتحرقة شوقا بالكاد يكمم صداها
ومقاطعة للكمان هي أيضا تحمل الهم نفسه وأمر .. الحلم نفسه وأجمل ..القلق نفسه وأعتى ..
والناي هو الآخر .. يحزن .. يقلق .. يحلم .. الحلم نفسه ..
اختلاط مضطرب من الفرح والحزن والسؤال ..
هذه هي كل الحكاية ..
كلنا نحلم .. نحزن .. نقلق ..
لنعود من حيث بدأنا ..
حيث تعيد تطرح الكمان استفهاماتها الموجعة ببطء يلح على استماع الإجابات ..
ويرمي الأورج أحجار جس النبض في بحيرة الفضول ويضع قطرات مشبوهة في دورق الغموض..
تتراجع الآلات بأمر صارم من الكمان بعد أن قالت مالديها ..
وتفسح مكانا لجلوس العجوز ..
فيدلي فنجان اليأس بأقواله ..
تهجتها : قهر يزيد
|