الاستاذ الرائع سعد الجبر
اولاً يطيب لي ان ارحب بك بيننا اخاً و عضواً نفخر بما تخطه يداه من جميل الحرف و جزالة الكلمه.
و بالتعريج الى موضوعك الاكثر من رائع, فانه لا يسعني قبل خط حرفٍ هنا الا ان اشكر لك توجهك و رؤيتك التي لا تخلو من الحقيقه المره التي تجرعناها و نتجرعها على دروب مثل هؤلاء الكتاب اصلحهم الله.
و كما ترى و كما يرى الجميع بان التقليد اصبح ظاهره ينمقها بعضهم بقولهم انه استشفاف و ليس تقليداً و لعمري اين الفرق بين التقليد و الاستشفاف الا في اختلال موازين افكارهم.
نعم سيدي الجبر فكما قلت و ابنت في طيات حروفك فان التقليد اصبح السمه الطاغيه على اكثر الكتاب. و لو سمحت لي فان لي مداخله بسيطه حول بعضٍ من مرئيات موضوعك القيّم, فاسمح لي سيدي بهذه المداخله البسيطه :
التقليد هو نوعين متنافرين مختلفين متضادين في المعنى و السلوك و طرق الاتباع (و هذا من وجهة نظري البسيطه و التي لا تعانق فكرك الراقي) و اقول ان هذين النوعين هما:
1- تقليد حسن و جميل و قد يكون واجباً: و هو تقليد و اتباع الكتاب او الاشخاص القيمين و الصالحين. كالاتباع مثلاً للآخرين في دروب الخير و لا ننسى قول المصطفى ( عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين من بعدي) و هذه وصيه من الرسول باتباع اهل الخير و تقليدهمم و جعلهم دستوراً يتبع او قدوةً حسنه يتبعون و لا ننسى من ضمن هذا النوع الشعراء الافذاذ امثال حسان ابن ثابت او الكتّاب الافذاذ ايضاً. اذاً هذا نوع من انواع التقليد و اعتقد انه حسن و جميل و قد يتعداهما الى الواجب.
2- تقليد قبيح و قد يكون محرماً: و هو تقليد و اتباع الكتّاب او الاشخاص الساقطين السافلين. كاتباعهم في دروب الشر و لا ننسى قول المصطفى ( من تشبه بقومٍ فهو منهم ) و هذا الحديث شامل لاهل الخير و اهل الشر في الاتباع و التشبه و التقليد. كما ان الرسول امر بمخالفة كل شر و مخالفة من ليس على نهج الاسلام كقوله (خالفوا اليهود و النصارى) و هذا ايضاً خاص يقودنا الى الشموليه فيمن يقلدون اليهود و النصارى و هم من المسلمين فلا يشفع لنا تقليدهم انهم مسلمين فهم قد قلدوا غير المسلمين.
من هاتين النقطتين اسمح لي استاذي سعد ان اخالفك مخالفة متسامحه فيما يختص بالتعميم و موافقتك موافقه باقيه فيما يختص بالتخصيص كما وضحتَ في ردك على الاخ خالد الذيابي.
لك باب الشكر افتحه على مصراعيه على علو و سمو هامتك و شمولية فكرك و اتساع رؤيتك.
اخوك
شفق السريّع
تحياتي و الى لقاء
|