فالح الهاجري

السلام عليكم جميع


شكرا للأخ الغالي عبدالله الرقيب على جهوده ... أولا

ثانيا .. جدّ آسف على التأخير لكن والله ماقريت الرسالة إلا هالحين ..



ثالثا ..

س / هل نستطيع ان نقسم الشعر النبطي الى عصور حاله حال الادب العربي ؟ وعلى ماذا يقوم هذا التقسيم ؟

نعم نستطيع أن نقسّم الشعر النبطي إلى عصور حيث يعتبر كل جيل من الشعراء عصر بمفرده رغم أن هناك
شعراء أخلّ طول أعمارهم بميزان التقسيم حيث عاصروا أكثر من جيل وبعضهم لا يزال حيّا ( أطال الله عمره )
أساس التقسيم إذن هو ( الجيل ) وأعتقد أن الجيل يتراوح بين 30 - 50 سنه يكون فيها الشعراء المعاصرين
لذلك الجيل محسوبين عليه ، وهناك شعراء شكلّوا بمفردهم جيل كامل مثل راشد الخلاوي وشعراء آخرون عاصروا عدّة أجيال مثل سمّو الأمير / عبدالله الفيصل ، إلا أنهما لا يشكلان قاعدة بل هما استثناء للقاعدة .
قد يبدأ تقسيم عصور الشعر النبطي بعصر الهلاليين وقصائد شعرائهم موثّق بعضها في تاريخ ابن خلدون والمطّلع
على قصائدهم يستطيع ببساطة أن يميّزها عن سواها ممن جاء بعدها بأجيال أو بعصور لخصوصيتها إن في
مواضيعها و مضامينها أو في أوزانها وبعض مفرداتها التي تميّز بها بنو هلال عن غيرهم ، ويستمر تقسيم تلك العصور مرورا بالعشرات من الأجيال التي يصعب إحصاء شعرائها فردا فردا ، وأودّ أن أنوّه إلى أن تقسيم عصور
الشعر النبطي لا يعني أن لكل عصر لهجة أو فكر مختلف عمّا سواه فهناك قصائد لأجيال سابقة لا تكاد تفرّق بينها
وبين مثيلاتها لشعراء من هذا الجيل بل وقد تتفوّق عليها من جميع النواحي .




س / هل يختلف الشعر بحسب المناطق الجغرافية ؟

إن كان يقصد بالإختلاف إختلاف البنيان الشعري فالبنيان الشعري واحد أو يكاد يكون كذلك أما اختلاف اللهجة
فبالطبع هناك اختلاف تبعا للهجة الشاعر الذي تحكمه بيئته ولكل بيئة لهجتها التي تكتب بها وثقافتها التي
تنهل منها مضامين أشعارها .. ففي وقت متقدم من هذا الزمان كان يصعب علي أهل الجزيرة فهم جلّ قصائد
أهل الإمارات ( عمان ) لخصوصيّة لهجتهم واختلاف ثقافتهم ولكن مع تطوّر وسائل الإعلام واحتكاك الشعراء
بعضهم ببعض أصبح شعر أهل الإمارات قريبا جدا من شعر اهل الجزيرة أو ما يسمى ( الكتابة باللهجة الوسطى)
أيضا هناك شعراء يطعمّون قصائدهم بمفردات خاصة بلهجات قبائلهم مما يسهّل معرفة إنتماءاتهم أو مواقعهم
الجغرافيّة .



س / يقول القاضي الجرجاني ( الشعر علم من علوم العرب يقوم على الطبع والرواية والذكاء ثم تكون الدربة مادة له فمن جمع هذه الخصال فهو المحسن المبرز ) هل ترى ان هذا القول ينطبق على الشاعر النبطي ؟

ومن يستطيع إخراجنا من أمّة العرب ؟ فإن سلّمنا بأن من يوصف بالشاعر النبطي ينتمي إلى هذه الأمة
فإن مؤهلات الشعراء واحدة منذ الشعر الجاهلي حتى الآن ، ربما تختلف مادة الشعر أما ما يوجب الشاعريّة
فهو ينطبق على كل شاعر عربي جاهلي كان أو نبطي ، وأول ما يوجب الشاعريّة هو الملكة الشعريّة فإن
وجدت تأهل الشاعر للدور الأول وإلا فعليه أن يتجنب قرض الشعر ويكتفي بسماعه حتى يحفظ الكثير من نصوصه
وتتولّد لديه ملكة الشعر من محفوظاته ليبدأ محاولة أخرى أكثر جديّة . سماع الشعر وحفظه هو طبع مايروى منه في الذاكرة حتى تتمكن الذاكرة من حفظ الكثير منه ومع المران والدربة تولد ملكة الشعر وهي أول خطوة
يخطوها الشاعر في مسيرته الشعريّة وبحسب ما يحفظ من الشعر ومن أدواته ينقله ذلك من درجة إلى أخرى
حتى يستهلك مالديه مالم يزدد قراءة وحفظا لكل جديد وقديم .. أما الذكاء فليس ضروريّا لتهيئة الشاعر ولا هو
أساسا لتميّزه بل قد يفيده في سرعة بديهته أما فيما يكتبه من شعر فالعوامل الأولى التي ذكرناها هي الأساس
ومن يعترض على ذلك فعليه أن يأتي بقرائن تؤكد أن أمرىء القيس وعنترة وطرفة بن العبد وبقيّة الصفوة من شعراء المعلقات كانوا أذكى خلق الله فما اشتهر عن امرؤء القيس أنه لا يصحو من سكرة إلا وغاب في أخرى
وعنتر بن شدّاد أفقده عشق الحرّة صوابه وكاد يهلك بسببها أما طرفة بن العبد فكان يهجو الملك عمرو بن هند
وكافأه الملك بكتابين إلى ملك البحرين ليقطع عنقه وعنق خاله الشاعر المتلمّس ولم يسعفه ذكائه بشيء من الشك بمضمون الكتاب رغم تحذيرات خاله المتلمّس له بعد أن قرأ كتابه غلام من أهل الحيرة وقال له ( أنت المتلّمس ) فأجابه بالإيجاب فقال له الغلام ( النجاة فقد أمر الملك بقتلك ) فهرب المتلمّس إلى الشام وذهب
طرفة إلى حتفه بقدميه .. وغبائه .. وكبريائه !!.


أرجو أن أكون وفقت في الإجابة على الأسئلة
وعذرا مرّة أخرى على التأخير ..

دمتم بخير