(( مقامه )) ==_
* الحديث ذو شجون
حدثني بعض الأصدقاء .. عن الشعر والشعراء .. فقال :_ الشعر أغراض .. والشعراء إنماط ..بين سائح ٍ في رياضه البديعه .. وبين تائهٍ في صحراءه الفسيحه .
فقلت : وماأغراض الشعر ..إذن ؟
قال : هي كثُر .
فقلت : وما أعظمها في نفسك .؟
قال : الوصف .
قلت : ولماذا .؟
قال : لدقته .. وقوة الملاحظة فيه .
قلت : وما أقربها الى نفسك ولماذا .؟
قال : الحكمة لأنها تحاكي واقعي .
قلت : وما رأيك في المديح .؟
قال : الشاعر المدّاح .. مجرم ٌ وسفّاح ..يبهر الممدوح .. ويُعطى غايته بكل يسر ٍ ووضوح.
قلت : وأين أنت من الرثاء .. مقلّب المواجع .. أبو الأحزان .. والوجدان .؟
قال : ذاك هو المدح الصادق .. والوفاء الفارق .
قلت : وما يقابل المدح والرثاء .. من أغراض الشعر والشعراء .؟
قال : الهجاء .. أعاذنا الله وإياك من الهجاء .
قلت ضاحكاً : لماذا تستعيذ منه .؟
قال : يزفه الشيطان .. ويبدع قوافيه ويساعد على بلاغته .. وغايته ..سهل البنيان .. وعظيم البيان ..وسليط اللسان .. صاحبه مذموم .. ووجهه مشؤوم .. أما سمعت عن شاعره الحطيئه .. وكيف سجن بألفاظه البذيئه .
قلت : طال بنا الحديث .. أستأذنك ياصديقي ..
قال : انتظر يارجل .؟ أنسيت غرض الحب والحنان .. والحنين والأنين .. والألم والأمل ..
قلت : وماهذا الغرض .؟
قال : الغزل العفيف .. المختص بالجنس اللطيف .. شريطة القصد الشريف .
قلت : هل أسألك .. الآن عن أنماط الشعراء .؟
قال : في ما بعد .. أخبرك عنهم .. وعنها .
فـ .. إلى لقاء حافل .. بالحديث الحثيث .. والجديد المفيد ..
|