فالح الهاجري

الغالي

محمّد جار الله السهلي
____________________


( نص ) ممتلىء شعراً منذ البيت ما بعد الأوّل (!!!) وحتى البيت ما قبل الأخير ( !!! ) _
لا غرابة في أن تأتي بكل هذا ( الإبداع ) في أبيات مثل :
أكحـل ٍ طرفـه رفـع سـوق اللثامـه
مرثع ٍ فاللي سهى فـي طـرف ساهـي
أتلـع ٍ فآخـر طـرف شفتـه شـامـه
شوفهـا مصـدر تـوجّـادي وآهــي
نافـر ٍ صـدره إليـا وقّـف وزامــه
كنك توايـق علـى ابريقيـن شاهـي!!
قاطعه قد لي سنه ؟! أبـي السلامـه !!
اتلهـوى ولا انــا مانـيـب لاهــي
خايـف ٍ مـن وقفتـي يـوم القيامـه
يـوم مـا تنفعنـي فلوسـي وجـاهـي
يالله انــك لا تلحـقـنـي آثـامــه
طالبـك عفـوك ولطفـك يـا آلاهــي

كل هذا الجمال المتجدّد لم ( تخدشه ) كلاسيكيّة الوصف التقليدي في ( أكحل ) و ( أتلع ) و ( شامه )
وهي أوصاف دارجة ( كثيراً ) وان اختلفت صياغاتها / ربما لأنّ لك صياغة ( موسومة ) بشاعريّتك
بينما يتواكل الشعراء الآخرون على من سبقهم ( وصفاً وصياغة ) .
( أباريق ) يختلف حولها ( النقاد ) !! _ حيث بدأ تداولها بـ ( بيض الحمام ) كنايةً عن ( صغر السن ) وتطوّر الأمر مع معرفة أهل البادية ( للرمّان ) فوصّفت بالرمّان ـ وربما جائت ( الحداثة ) بالأباريق تبعاً لتطوّر الأمور و نضج ( الشعراء ) __ وهذه رؤيتك فأنت وما ترى __

( مَثـل الدُنيـا ) مثـل كفخـة حمامـه
كلمـة ٍ مـن بـادي بتوصـل لناهـي
ويا خـذ الإنسـان مـن دنيـاه خامـه
وما فعـل حسـب الأوامـر والنواهـي

لله درّك ___ عبقريّة مكثّفة في بيتين عن عشرات الأبيات .

ويـا مروّجـة النميـمـة والرخـامـه
فالصحافـه والمجـالـس والمقـاهـي
لا تعبتـوا يــا منـاديـب النـدامـه
علمكـم ضايـع وراع العلـم فـاهـي
قـد خذيـت ابلـه وزاده مـن خيامـه
والحبيب يخطـط وينـوي شياهـي !!
غير يبطـي عظـم وبتبطـي عظامـه
مـا قـوت تمشيبـه دروب الـدواهـي
لـو صنعتـوا بوصلـة عـز وكرامـه
إتجـاه البوصلـة يعـنـي اتجـاهـي
النهـر جـاري و يـا قـوّ احتـدامـه
والمنابع مـن فضـل ربـي كمـا هـي

منحى آخر للقصيدة يعرج فيه الشاعر على ما يتعرّض له كل محسودٍ على نعمة / فبئس أهل
الحسد هم وبئس ما يصنعون .

كـل صاحـب ذايقـه يشكـي حيامـه
يارد ويشـرب ويـروى مـن مياهـي
شاعر احساسي فكر !! وأرضي غمامه!!
واكثـر الشعّـار مـا شـد انتباهـي !!
يفـرض ابداعـي وقـاره واحتـرامـه
بين زحمة موضة الشعـر الفكاهـي !!
مـا خذيـت مـن البعيـر إلا سنامـه
ولا تركت مـن الثقـة غيـر التباهـي
اعـرف الرجـال مـن منطـق كلامـه
وافخـر بعقلـي واماريبـه واضـاهـي
مـا زهـى راس الزعيـم الا الزعامـه
والمواقـف زاهيـه والـراس زاهــي

أبيات ( موسومة ) لمحمد جار الله لا يمكن أن ينكر نسبها له كل من يقرأها ( دون إسم ) فهذه
الصياغة الفذّة لا يمكن أن يأتي بها إلاّ ( محترف معروف ) / عدى ( اضاهي ) لورودها بمعنى
لا يتوائم مع ( الغرض ) منها ـ وربما كانت ( أباهي ) هي الأفضل على الإطلاق ولكن سبقتها
( التباهي ) في البيت الذي قبله فرأى الشاعر أن ( أضاهي ) هي البديل المناسب ..!.

فـان بغيتوهـا شعـر ولا ّ وسـامـه
والله انـي فـي كِـلا الثنتيـن راهـي

البيت الأخير يعتمد في ( إيراده ) على ( الواقع ) والواقع هنا يؤكّد من خلال شاهدين هما
( صورة الشاعر ) و ( نصوصه ) أنّه ( صادق ) فيما ( أورد ) _ فهو وسيم وشاعر فذّ
_
_
ولكن ربما ( يُسقط ) الشاعر هذا ( البيت ) من ( القصيدة ) بعد ( زمن ) حين تزحف التجاعيد
على ( تضاريس ) الجمال وتنتفخ ( أوردة ) الأيدي و ( تتضخّم ) الفرائص و ( تتساقط ) الأسنان
و .. و ... __ بعد عمرٍ طويل ..!.

___________

لله درّك يا محمّد على هذا النص الذي يضيف إليك وإلينا ويرقى بالشعر إلى ما يتمناه كل هاوٍ له .



_____________________ خالص التقدير والودّ



____________