لا متلقي ناضج ولا شاعر واعي
يقول القشطيني في قصيدة طويلة تدعو للثورة :
خذ الحقوق جميعها ## او مت عزيزاً واسترح
هذة دعوة صريحة لمجابهة ومصاولة الفاسدين بقصائد تضطرم وتهيج لها النفوس , قصائد تفتقت بها شاعريتهم وتولدت بهممهم العالية ونفوسهم الأبيّه فأستطاعوا ان يجعلوا من الشعر دوراً كالثورة اورسالة كـ كلمة الحق تاركين كل الامور السطحية كـ نظرة بعض العقليات لدينا في الوقت الحالي من الشعراء الذين انبروا في كتابة نظرتهم " القاصره "للشعر والساحة او غيرها من القضايا الهامشية والتي لا تسمن ولا تغني من جوع كالهجوم وبأستهزاء على اصحاب الشعر الحديث مثلاً ولماذا يكتبون( ياااارصيف الشمس )؟؟ او غيرها من التعبيرات وهم فالحقيقة " الذين تفاعلوا وعاشوا المعاناة مع محيطهم ولم يكونوا مساحين للأجواخ "
وللأسف كانت النتيجه ان جُعل في الساحة الشعرية تقصيراً كبيراً لدى الشعراء تجاه دورهم وفقدوا المضمون وسخّروا طاقاتهم لتضيع خلف حب الظهور والشهرة او الانانية وبدلا من اذكاء روح الحماسه نشروا الاحباط بلغة متشحة بالسواد , والأنكى من ذلك ياليت ما يكتبون يتصدر
الصفحات كـ قصائد شوقي في صحف الستينات !.
فـ "الدور" و "الرسالة "في كثير من النصوص الشعرية الحالية لا اقول انها منتفيه تماماً ( وهذة اشارة لا بد الانتباه لها )ولكن اشير الي انه ينقصها الابداع الذي يجعلها تتبوأ المكانة التي تليق بها , واحياناً عدم التمسك بمنهج وفق رؤيه واضحه المعالم لدى غالبية الشعراء وهذا نتاج طبيعي لـ قلة الثقافة او عدم الشعور بالمسؤلية لدى البعض فمن لا يتأثر لا يؤثر او كما قيل " فاقد الشئ لا يعطيه "واصبحنا الآن مطالبين في ارجاع أفق المتلقي الي الطريق الصحيح او على الاقل تغييره ليصل
الي بنيه ثقافية واعية فالساحة تأن من لا متلقي ناضج ولا شاعر واعي .
يقول الشاعر <الارياني> في معرض قصيدة له قرأها شامخاً كالطود امام الامام يحيى :
دع الظلم واعدل في الرعايا فإنهم ## خصومك في يوم به العدل يحكم
هذا مثال بسيط على اكتمال صورة الابداع وأيمان الشاعر بدوره فعلى مدار تاريخ الشعر منذ بدايته في العصر الجاهلي او الاسلامي او الاموي وما بعده ادرك الشاعر في كل مرحلة مهمته وحفظ للشعر مكانته وارتقى باللغة بخلاف ما نقرأه اليوم من تهتك وفحش ولو تلمسنا اتجاهاتهم لوجدنا الحدود والأطر عندهم مفقودة وما هم الا اصداء للسطحيين الذين اجتروهم بجهلهم ,فما هو سائد الآن نوعية مكررة طاغية لا تملك حتى قراراً في نصوصها تجاه قضية معينة لانهم توابع لأصحاب(البشت اوالنفوذ )وما يدعوني الي قول ذلك هو خوفي الكبير من الدخول في عالم اللا معقول بمسمى الثقافة وان يتشبث الآخرين بهذا الأرث ليمتد لمن بعدهم ,للأسف غابت الحقيقة في كثير من الكتابات الشعرية واسدل الستار عن مشهد الخيال الذي بلغ بتجلياته الي انحصار المعنى وانعدام الذائقة والغيرة
بتمايل صاحبة العظمة(القافية)امام الساذجين وعلى مرأى ومسمع أخوها (الوزن), وساد ايضا فكراً يقوم بتمجيد فرد على حساب أمه تملقاً ودافعاً لتحقيق قفزة متحولة في حين ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه فضل زهير على باقي الشعراء لانه لا يمدح احداً الا بما فيه واختلطت بهذا المفاهيم واختفت المعاني الجليه بل وساد ايضاً تخليد شعراء بعينهم واقامت الحفلات والامسيات لهم ليتحولون الي طغاة في الساحة قصائدهم تجد لها التصفيق من جمهورهم دون امعان النظر في تركيبها ولو أبديت رأي او ملاحظه عليهم ثارت ضدك الآراء فرأيهم هو الصحيح ومن يخالفهم مخطئ...وفق المبدئ الحديث " من ليس معي فهو ضدي ! "
ولكن رغم ذلك كله عندي امل ان الشعر سيذرهم يوماً ..يقول الحق :
"فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض " صدق الله العظيم
|