عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-2008, 03:11 AM   #6
فهد الماجدي
(*( عضو )*)


الصورة الرمزية فهد الماجدي
فهد الماجدي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1524
 تاريخ التسجيل :  Feb 2007
 أخر زيارة : 11-05-2014 (02:20 AM)
 المشاركات : 2,761 [ + ]
 زيارات الملف الشخصي : 21302
لوني المفضل : sienna


الأصل الخامس






بيان الله سبحانه لأولياء الله وتفريقه بينهم وبين المتشبهين بهم من أعداء الله المنافقين والفجار، ويكفي في هذا آية من سورة آل عمران وهي قوله‏:‏ ‏{‏قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ‏}‏ ‏[‏سورة آل عمران، الآية‏:‏ 31‏]‏ ‏.‏ الآية، و آية في سورة المائدة وهي قوله‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ‏}‏ ‏[‏سورة المائدة، الآية‏:‏ 54‏]‏ ‏.‏ الآية، وآية في يونس وهي قوله ‏:‏ ‏{‏أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ‏}‏ ‏[‏سورة يونس، الآية‏:‏ 62‏]‏، ثم صار الأمر عند الله أكثر من يدعى العلم وأنه من هداة الخلق وحفاظ الشرع إلى أن الأولياء لا بد فيهم من ترك اتباع الرسل ومن تبعهم فليس منهم ولا بد من ترك اتباع الرسل ومن تبعهم فليس منهم ولا بد من ترك الجهاد فليس منهم، ولا بد من ترك الإيمان والتقوى فمن تعهد بالإيمان والتقوى فليس منهم يا ربنا نسألك العفو والعافية إنك سميع الدعاء‏.‏

الشـرح

قوله‏:‏ ‏"‏بيان الله سبحانه لأولياء الله ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏إلخ‏"‏

أولياء الله تعالى هم الذين أمنوا به وأتقوه واستقاموا على دينه وهم من وصفهم الله تعالى بقوله‏:‏ ‏{‏ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون‏}‏ فليس كل من يدعي الولاية يكون وليًا، وإلا لكان كل واحد يدعيها، ولكن يوزن هذا المدعي للولاية بعمله، إن كان عمله الإيمان والتقوى فإنه ولي، وإلا فليس بولي وفي دعواه الولاية تزكية لنفسه وذلك ينافي تقوى الله عز وجل لأن الله تعالى يقول‏:‏ ‏{‏فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى‏}‏ ‏[‏سورة النجم، الآية‏:‏ 32‏]‏ ‏.‏ فإذا أدعى أنه من أولياء الله فقد زكى نفسه وحينئذ يكون واقعًا في معصية الله وفيما نهاه الله عنه وهذا ينافي التقوى، فأولياء الله لا يزكون أنفسهم بمثل هذه الشهادة، وإنما هم يؤمنون بالله ويتقونه، ويقومون بطاعته سبحانه وتعالى على الوجه الأكمل، ولا يغرون الناس ويخدعونهم بهذه الدعوى حتى يضلوهم عن سبيل الله تعالى‏.‏ فهؤلاء الذين يدعون أنفسه أحيانًا اسيادًا، واحيانًا أولياء لو تأمل الإنسان ما هم عليه لوجدهم أبعد ما يكونون عن الولاية والسيادة فنصيحتي لإخواني المسلمين أن لا يغترون بمدعي الولاية حتى يقيسوا حاله بما جاء في النصوص في أوصاف الأولياء

وولايته بما ساقه من الآيات‏:‏

الآية الأولى‏:‏ قوله تعالى في آل عمران ‏:‏ ‏{‏قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله‏}‏ ‏[‏سورة آل عمران، الآية‏:‏ 31‏]‏ وهذه الآية تسمى آية المحنة أي الأمتحان حيث أدعى قوم محبة الله تعالى فأنزل الله هذه الآية فمن أدعى محبة الله تعالى نظرنا في عمله فإن كان متبعًا لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهو صادق وإلا فهو كاذب‏.‏

الآية الثانية‏:‏ قوله تعالى في المائدة‏:‏ ‏{‏يا ايها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه‏}‏، ‏[‏سورة المائدة، الآية‏:‏ 54‏]‏ ‏.‏ الآيتين فوصفهم بأوصاف هي علامة المحبة وثمراتها ‏:‏

الوصف الأول‏:‏ أنهم أذلة على المؤمنين فلا يحاربونهم ولا يقفون ضدهم ولا ينابذونهم‏.‏

الوصف الثاني‏:‏ أنهم أعزة على الكافرين أي أقوياء عليهم غالبون لهم‏.‏

الوصف الثالث‏:‏ أنهم يجاهدون في سبيل الله أي يبذلون الجهد في قتال أعداء الله لتكون كلمة الله هي العليا‏.‏

الوصف الرابع‏:‏ أنهم لا يخافون في الله لومة لائم ‏.‏ أي إذا لامهم أحد على ما قاموا به من دين الله لم يخافوا لومته، ولم

يمنعهم ذلك من القيام بدين الله ع وجل‏.‏

الآية الثالثة‏:‏ قوله تعالى في يونس‏:‏ ‏{‏أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ‏}‏ ‏[‏سورة يونس، الآية‏:‏ 62‏]‏‏.‏ فبين الله تعالى أن أولياء الله تعالى هم الذين اتصفوا بهذين الوصفين‏:‏ الإيمان والتقوى فالإيمان بالقلب، والتقوى بالجوارح، فمن أدعى الولاية ولم يتصف بهذين الوصفين فهو كاذب‏.‏

ثم إن الشيخ ـ رحمه الله ـ بين أن الأمر صار على العكس عند أكثر من يدعى العلم وأنه من هداة الخلق وحفاظ الشرع فالولي عنده من لا يتبع الرسل ولا يجاهد في سبيل الله ولا يؤمن به ولا يتقيه‏.‏

ويحسن بنا أن ننقل هنا ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالته‏:‏ ‏"‏الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان‏"‏ ‏[‏مجموع الفتاوى جـ 1 ، ص 156‏]‏‏.‏ ونسوق ما تيسر منها‏:‏

قال رحمه الله ـ ‏:‏ ‏"‏وقد بين سبحانه وتعالى في كتابه وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن لله أولياء من الناس، وللشيطان أولياء، ففرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان‏:‏ ‏{‏أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ‏}‏ ‏[‏سورة يونس، الآيات‏:‏ 62 ـ 64‏]‏‏.‏ وذكر أولياء الشيطان فقال تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ‏}‏ ‏[‏سورة النحل، الآيات‏:‏ 98 ـ 100‏]‏‏.‏ فيجب أن يفرق بين هؤلاء وهؤلاء كما فرق الله ورسوله بينهما، فأولياء الله هم المؤمنون المتقون ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ وهم الذين آمنوا به ووالوه، فأحبوا ما يحب، وابغضوا ما يبغض، ورضوا بما يرضى، وسخطوا بما يسخط، ومنعوا من يحب أن يمنع فلا يكون وليًا لله إلا من آمن به وبما جاء به، واتبعه باطنًا وظاهرًا، ومن أدعى محبة الله ولايته وهو لم يتبعه أي الرسول فليس من أولياء الله، بل من خالفه كان من أعداء الله وأولياء الشيطان قال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ‏}‏ ‏[‏سورة آل عمران، الآية ‏:‏ 31‏]‏ فالناس متفاضلون في ولاية الله عز وجل بحسب تفاضلهم في الأيمان والتقوى، وكذلك يتفاضلون في عداوة الله بحسب تفاضلهم في الكفر والنفاق ‏.‏ ‏.‏ وأولياء الله على طبقتين ‏:‏ سابقون مقربون‏.‏

وأصحاب يمين مقتصدون ذكرهم الله في عدة مواضع من كتابه العزيز في أول سورة الواقعة وآخرها، وفي الإنسان، والمطففين، وفي سورة فاطر‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ والجنة درجات متفاضلة تفاضلًا عظيمًا، وأولياء الله المؤمنون المتقون في تلك الدرجات بحسب إيمانهم وتقواهم‏.‏

فمن لم يتقرب إلى الله لا يفعل الحسنات ولا يترك السيئات لم يكن من أولياء الله فلا يجوز لأحد أن يعتقد أنه ولي لله لا سيما أن تكون محجته على ذلك إما مكاشفة سمعها منه، أو نوع من تصرف ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ فلا يجوز لأحد أن يستدل بمجرد ذلك على كون الشخص وليًا لله وإن لم يعلم منه ما ينقض ولاية الله، فكيف إذا علم منه ما يناقض ولاية الله‏؟‏‍ مثل أن يعلم أنه لا يعتقد وجوب أتباع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ باطنًا وظاهرًا، بل يعتقد أنه يتبع الشرع الظاهر دون الحقيقة الباطنة، أو يعتقد أن لأولياء الله طريقًا إلى الله غير طريق الأنبياء عليهم السلام ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ فعلى هذا فمن أظهر الولاية وهو لا يؤدي الفرائض ولا يجتنب المحارم بل قد بما يناقض ذلك لم يكن لأحد أن يقول هذا ولي الله ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ وليس لأولياء الله شيء يتميزون به من الأمور المباحات ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏


***

يتبع


,,


 
 توقيع : فهد الماجدي


أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة ،
وأن يجعلك مباركاً أينما كنت ، وأن يجعلك ممن إذا أُعطي شكر ، وإذا ابتُلي صبر ، وإذا أذنب استغفر ،
فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة.
موقع سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمة الله
والعلامه محمد امان الجامي رحمه الله
,
« اللهم إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي، ولا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير المستغيث المستجير الوجل المشفق، المقر بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، من خضعت لك رقبته، وذل لك جسده، ورغم لك أنفه، اللهم لا تجعلني بدعائك رب شقيا وكن بي رءوفا رحيما يا خير المسئولين، ويا خير المعطين »

استغفر الله الذي لا اله إلا هو الحي الغيوم واتوب اليه




رد مع اقتباس