|
كتـّاب الخليج و انحراف المنهج...
قديماً كنت أقرأ بعض القصص لكتـّاب من الوطن العربي.. و كانت ملامح النص تكاد تتشابه .. وبعيداً عن موضوع النص
فإن الروح غالباً ما تكون واحده.. و اقصد هنا روح النص ( القصه ).. فالإستهلال واحد .. و عباءة النص واحده..
صحيح ان المضمون يختلف فكل قصه لها حكايتها الخاصه بها .. الا ان الأعمده واحده التي يبنى عليه النص..
و بعد ذلك بدأت أقرأ في بعض المنتديات شباب يكتبون القصه او حتى القصيده الفصحى و هم يحملون على عاتقهم تلك العباءه
التي ذكرتها سابقاً...
و بالنظر الى هؤلاء الكتاب الشباب اجدهم خليجيون .. و انا هنا عندما اقول خليجيون ليس تقليلاً
منهم لا سمح الله.. أو لأنهم لا يستطيعون كتابة القصه او النص الفصيح.. لكن طبيعتهم الصحراء..
و الجو الحار.. و الرطوبه و ما الى ذلك... و هذه لا تتفق مع عباءة تلك النصوص...
اعلم انني لم انجح في توصيل الفكره التي اود الحديث عنها..
و لكن لا بأس فسوف اوصلها لكم بطريق سهل و قريب و ذلك عن طريق ضرب الأمثله...
في القصص التي يكتبها العرب في ( المهجر ) قديماً هناك مفردات متداوله و متكرره في نصوصهم
و هذه هي العباءه التي اقصدها.. مثلاً:
( اشعل سيجارتي ) .. ( ارتشف فنجاناً من القهوه ).. ( فتاةً غجريه )..
( ارتديت معطفي ).. ( الثلج يتساقط )... ( ذلك الكوخ الصغير ).. ( شرفة غرفتي )..
( جريدتي الصباحيه ).. ( و قطارٌ يحكي قصة السفر ).. ( و اخذت قـبـّعتي و عكازي )...
( أبحث عن رغيف ٍ بائت ) .. ( و أطفأت فانوسي الصغير )...
و هكذا..
و المتتبع لهذه المفردات و أكثر من ذلك و العالم بها .. يعلم أنها دائماً متواجده في أي نص سواء قصه او شعر..
و هذه المفردات كتبها في زمنها أدباء عرب عاشوا في المهجر و تأثروا بطبيعته.. و كتبوا ما يحسون به و يرونه و يلمسونه..
فجاء أخوتنا الخليجيون الشباب .. و استعاروا هذه المفردات ( ضناً ) منهم انهم يكتبون أدباً رفيعاً..
ناسين و متناسين ان تلك العبارات لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تكون في الخليج العربي..
فأجواءها و طقوسها و طقوس شعوبها لا تتفق مع تلك العبارات... و الفانوس انتهى عصره
و الأخوه الكرام يطفئون فوانيسهم الصغيره...
و هذا هو محل استغرابي و سبب تعجبي ..
شكراً لكم ..
يـا مغـسّـل الامــوات للـمـوت تـذكـار=انـشــد و تـخـبـرك الـنـجـوم الـمـطـلـه
انشـد بـلاد الشـام و اديــار الاحــرار=لا تـنــشــد الــعــشّــاق والا الــمــولّــه
الـيـا تـراخـى راعـــي الـــذل و انـهــار=ف/ الشـام ماهـي بـالـردا مُستَحـلَـه
منها يشعّ النـور و تطـوف الانـوار=كــــل الــوجــود و نـــــوّرت بـالاهــلــه
و ان ثـارت الهيجـا مـن يديـن ثـوّار=ف/ رجالـهـا مـــا سِـــوّروا بـالاغـلّـه
تنصا المنايا من شجاعه و تختـار=مـوت الشـهـاده عــن حـيـاة ٍ اِمْـذلّـه
وْبين الشتا و الصيف مدفع و طيار=قتـل وْ تشـرّد.. هـدم مـنـزل و فِـلـه
وْطفلٍ رضيـع ايصـارع الجـوع فغّـار=و ام ٍ كـسـيـره.. و الـحـيـاه المـعـلّـه
وْبـشّـار مـوسـاد الكـفـر ســاد كُـفـار=اســتــعــبــد الــعـــبّـــاد رب وْ تــــألّـــــه
يبـطـش بـقـوّة بــاس قـاتــل و جـــزّار=و ايـران سـادت و استبـاحـت بظـلـه
يوم العرب لاهين ما بيـن الاسعـار=فــي ســوق دنـيـا بالـعـلـوم المـخـلـه
عِــــبّــــاد لــلــدنــيــا و عِــــبّــــاد دولار=و وجيهـهـم تـحــت الـــردا مستـظـلـه
|