|
أيّ مـُعـَـلـّـم ٍ هذا؟؟
لم أسمع عن معلمٍ في الدنيا مثل ما سمعت و قرأت عن هذا المعلم...
نحن نحمد الله ان جامعاتـنا و مدارسنا تزخر بمعلمين كبار .. حصلوا على شهادات
عليا .. على الدكتوراه و على الماجستير و على البكالوريوس.. و بمستويات متفوقه..
و تاريخنا الطويل مع العلم و التعليم شاهد على ما خـّرجه و خرّجته هذه الجامعات
و هذه المدارس من أجيال و أجيال... في كل سنه نخرّج دفعات كبيره من الطلبه
و من الطالبات و من الأطباء و من المهندسين و من الأدباء و من كل الأصناف..
الا أن هذه الأفواج المتخرجه لم يكتمل علمها و لم ( تفلح ) أصلاً في حياتها و لم تستزد
علماً .. و السبب في ذلك يعود بلا شك الى قلة الحيله لدى المعلمين سواء في الجامعات
او في المدارس بأصنافها الثلاثه.. يدخل الأبناء إلى المدارس بـُلهاء و يتخرجون بٌلهاء..
اثني عشر سنه في التعليم المتواصل و مع ذلك فالطلبه يتخرجون كما دخلوها.. اللهم
انهم دخلوها بدون أشناب و تخرجوا بأشناب... و فوقها اربع الى خمس سنوات اخرى..
و الحال هي الحال.. هذا اذا لم يكن هناك اعاده في الفصول الدراسيه..
سنين طويله من تاريخ التعليم لدينا و التي تجاوزت السبعين عاماً و مسيرة التعليم
تدور رحاها على رؤوس الطلبه و تخرجهم مطحونين من العلم و مطحونين من الأخلاق..
رغم وسائل التعليم المتطوره سواء قاعات او أجهزه او مختبرات او مكتبات و غير ذلك..
إلا أن هناك معلماً واحداً استطاع ان يخرّج أفضل الطلبه بشهادة التاريخ و بشهادة أناس كثيرون
خدم في التعليم ثلاثة عشر سنه فقط ثم توفاه الله.. لم تصل خدماته لسن التقاعد
و لم يتم تمديد خدماته لتصل عدد سنوات خدمته لأربعين سنه او أكثر..
هي فقط ثلاثة عشر عاماً خرج فيها العلماء و الأطباء و المثقفين و العديد من التخصصات
العلميه و الثقافيه.. و الغريب أن هذا المعلـّم كانت حياته كلها شقاء و كد و تعب و يـُتم..
و الأغرب أنه لم تسنح له فرصه للتعلم حتى لأبسط أبجديات العلم و هي القراءه و الكتابه..
إنه معجزه ليست كأي معجزه.. و المتمعن فيها و المستشعر لها يجد أنه أمام عالم جليل
و عالم عظيم خدم الإنسانيه و غيـّر مفاهيم الحياه و السلوكيات و كل شئ لها.. و ضع
الأسس و وضع المبادئ أمام الجميع و تخرّج على يديه أعظم علماء الدنيا على الإطلاق..
إنه المعلم الأمي الحبيب محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم..
في ثلاثة عشر سنه فقط استطاع ان يغير الدنيا بما فيها .. و استطاع ان يوصل علمه
الى أقصى الدنيا و أدناها.. بل أن من علمه تم تأليف الآلاف من المؤلفات ..
لم يحمل يوماً من الأيام قلماً او دفتراً او حقيبة معلـّم.. لا يملك من أدوات التعليم أي شئ
و أبسطها القلم.. و لم يأتي بأي وسيلةٍ علميه يشرح من خلالها و يقرّب الفكره للمتعلم..
ألا تتفقون معي أنه المعجزة العظمى في تاريخ الكرة الأرضيه..
صلى الله عليه و سلم .. بأبي و أمي هو عليه الصلاة و السلام..
يـا مغـسّـل الامــوات للـمـوت تـذكـار=انـشــد و تـخـبـرك الـنـجـوم الـمـطـلـه
انشـد بـلاد الشـام و اديــار الاحــرار=لا تـنــشــد الــعــشّــاق والا الــمــولّــه
الـيـا تـراخـى راعـــي الـــذل و انـهــار=ف/ الشـام ماهـي بـالـردا مُستَحـلَـه
منها يشعّ النـور و تطـوف الانـوار=كــــل الــوجــود و نـــــوّرت بـالاهــلــه
و ان ثـارت الهيجـا مـن يديـن ثـوّار=ف/ رجالـهـا مـــا سِـــوّروا بـالاغـلّـه
تنصا المنايا من شجاعه و تختـار=مـوت الشـهـاده عــن حـيـاة ٍ اِمْـذلّـه
وْبين الشتا و الصيف مدفع و طيار=قتـل وْ تشـرّد.. هـدم مـنـزل و فِـلـه
وْطفلٍ رضيـع ايصـارع الجـوع فغّـار=و ام ٍ كـسـيـره.. و الـحـيـاه المـعـلّـه
وْبـشّـار مـوسـاد الكـفـر ســاد كُـفـار=اســتــعــبــد الــعـــبّـــاد رب وْ تــــألّـــــه
يبـطـش بـقـوّة بــاس قـاتــل و جـــزّار=و ايـران سـادت و استبـاحـت بظـلـه
يوم العرب لاهين ما بيـن الاسعـار=فــي ســوق دنـيـا بالـعـلـوم المـخـلـه
عِــــبّــــاد لــلــدنــيــا و عِــــبّــــاد دولار=و وجيهـهـم تـحــت الـــردا مستـظـلـه
|