( شلل قريحة ) سداح و عبدالله حنيف .. !!

بسم الله ,
والصلاة والسلام على رسول الله..


السلام عليكم والرحمة والبركه من الله..

كتب الكاتب والعضو المرقابي المبدع في كل مجالاته .. [ بداح فهد السبيعي ]
قبل امس في جريدة الرياض عن:-

شلل القريحه !

عملية إبداع الشعر عملية غامضة ومُعقدة في آن واحد، فكم من قصيدة عظيمة تأتي للشاعر في وقت لا
يتوقع مجيئها إليه، وكم من شاعر فحل يعجز عن إبداع بيت واحد في الوقت الذي يكون فيه بأمس
الحاجة لكتابة ذلك البيت، وقديماً قال الفرزدق في موقف مشابه عبارته المشهورة: "تمرُ عليَّ الساعةُ
وقلع ضرسٍ من أضراسي أهون عليَّ من عمل بيت من الشعر"، وفي تاريخ الأدب العربي أيضاً العديد
من الحوادث التي تُشير إلى مرور بعض الشعراء بحالات من (كلل) القريحة والعجز عن نظم الشعر،
كما حدث مع جرير الذي يُروى بأنه كان يهيم ليله، ويجثو على الفراش كأنه مجنون ويتمرغ في
الرمضاء حينما ينغلق في وجهه باب الشعر، وثمة اعتراف آخر للفرزدق في حديثه عن ظروف ولادة
إحدى قصائده يذكر فيه بأنه شَعَر في أثناء محاولاته الأولى لإبداعها بأنه "مُفحم لم يقل شعراً قط"، وفي
الأبيات التالية أيضاً يُصرح الشاعر المبدع سداح العتيبي بإحساسه بشلل قريحته نظراً للظروف
الشعرية السيئة التي تُحيط به:
[poem=font="Simplified Arabic,5,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
لو راحة البال تعرض وسط الأسواقي =ما كان نص الخلايق صابها خلّه
والشعر من يوم ما خربنّ الأذواقي=ماهوب في حلّي ولا نيب في حلّه
ما غير أغنيه لو ما حرّك أشواقي=قريحتي من ثلاث شهور منشلّه
أدرّج السانية وأعدّل الساقي=واللي سقى السنبله عيّت تسنبلّه![/poem]


و تنبه الكثير من الشعراء كذلك إلى ضرورة العناية بالشعر حتى لا يضيع ويُفقد لأنه كما يُصوره
الشاعر بكر الحنفي مثل عين الماء: "إن تركتها اندفنت، وإن استهتنتها هتنت"، وذكروا لنا بعض
الأمور التي يُمكن الاستعانة بها عند تعرض القريحة لما يُشبه الشلل أو العجز؛ فقد سُئل ذو الرمة:
كيف تفعل إذا انقفل دونك الشعر؟ فقال: كيف ينقفل وعندي مفتاحه؟، قالوا: ما هو؟، فقال: الخلوة بذكر
الأحباب"، وقيل لكُثير عزة أيضاً: كيف تصنعُ إذا عسر عليك الشعر؟ قال: أطوفُ في الرباع المُخلية،
والرياض المُعشبة، فيسهل عليَّ أرصنُهُ، ويُسرع إلى أحسنه". !

فكما نرى فهناك شبه اتفاق على أن الظروف الخارجية والأجواء المُحيطة بالشاعر قد تؤثر بشكل كبير
على قريحته وتلعب دوراً مُهماً في تحفيز قدرته على الإبداع، ومن الأبيات الشعبية التي تُشير إلى وجود
مثل هذه العلاقة بين حالة الطقس والقريحة أبيات طريفة للشاعر عبدالله بن حنيف يرى فيها بأن برودة
الطقس لها أثر إيجابي على قريحته:
[poem=font="Simplified Arabic,5,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
قريحتي فالصيف تشكي من الحر=ما عاد عندي صوت بيّن وأصيحه
وقريحتي فالبرد ما تكتم السر=موقف بسيط يجيب راس القريحه![/poem]


إضافة لما سلف هناك مسألة مُهمة ذكرها القدماء، وقالوا بأنها تُساهم بشكل كبير في تحفيز قريحة
الشاعر، ألا وهي "المذاكرة ومطالعة الأشعار"، فهي بحسب رأي ابن رشيق تقدح زناد الخاطر، وتفجر
عيون المعاني، وقد كانت مجالس الشعر تضطلع بهذا الدور سابقاً، إذ كان لها دور بارز في رفع لياقة
الشاعر وزيادة احتكاكه بالشعراء، ودفعه لمزيد من الإبداع.

ــــــــــــــــــــــــــــــ



نتمنى..؛
لـ .. .................................................. .......
........... بداح السبيعي / سداح / عبدالله بن حنيف
بالتوفيق والنجاح في جميع امورهم الحياتيه



:
؛
المصدر