محاورة ساخنة بيني وبين معالي الوزير علي بن سالم الكعبي ، وزعل لب المحاورة

محاورة بين محمد بن حمدان المالكي
والشاعر معالي علي بن سالم الكعبي

في ١/٤/١٤٣١ هـ
إلا أن أبا منصور دار المعنى بحرفية الشاعر المخضرم ، ووعي المطلع على التاريخ القريب والبعيد
فحاولت أن أخرج بأقل الخساير ، إلا أن أبا منصور كان بالمرصاد لكل مانى أحاول تمريره بشكل أو بآخر

أبو البدر:
من ديرة ابن سعود لا دار زايد
مني سلام ورحمته وبركاته
يامعالي الشاعر زعيم الفرايد
من يوقظ المارد زعل من سباته

أبو منصور :
رحبت بالشاعر ونظم القصايد
شاعر يشرف للشعر واجهاته
كبوة حصان ولليالي عوايد
والوقت هذي دورته ودايراته


أبو البدر:
السيف وسط خباه والخيل ( وايد )
لكن من حقق لبونا وصاته
مرت سنين طوال ما شفت قايد
نخشع لدعاواته ونتبع صلاته

أبو منصور :
جيلٍ يخلف جيل والعمر بايد
والفرض يبقى فرض له واجباته
والساس دايم ساس والغيث عايد
ما أيست من وبلها يابساته


أبو البدر:
ياراعي الطاله وسيع البنايد
سيد خزاعه حطكم في عباته
رحتوا مع التاريخ روح الفقايد
صرتوا على ماقيل من ذكرياته


أبو منصور :
تبقى الحدايد للحدايد لدايد
وابن الغزالي تعرف مجرباته
محنا بمضمومين بين الزهايد
بيرق هوازن معتلي في علاته


أبو البدر:
يادريد بن صمه علامك تكايد
والزير سالم ما حضرتوا وفاته
والرجل لو يفخر بكل البدايد
ما يرفع أعلامه سوى منجزاته

أبو منصور :
ماضي عريق وحاضرٍ له وكايد
والحيد ما يلهي بليا لهاته
دايم على العليا قدام وجدايد
ننجز ونحذر للخطا ماشياته


أبو البدر :
إلا على طاري زعل والعقايد
من كان شيخه قبل يفقد حياته
قبل امس بعيوني قريت الجرايد
قام وذبح ذوده وخيله وشاته

أبو منصور :
قبل زعل يرفع لحكمه عمايد
وقبل المشعشع يرتوي من فراته
النا على ارض الغبيرا صوايد
ولا زال به منا وفينا سماته


أبو البدر :
ونعم ولا عنكم يابو زيد زايد
تاريخ ما نطعن بشاوس رواته
واعرفك تقنص من سمان الطرايد
لكن ما كلن يحقق مناته

أبو منصور :
ياصاحبي بلا عيد ما حد يعايد
وان كان عندك علم للهلال هاته
تبقى النوايد للنوايد نوايد
قبلة مصلي ما يضيع جهاته


أبو البدر :
مثلي يابو منصور شاعر محايد
وانته لشعبك تعتبر من ولاته
حزت الفخر والمرجله والشهايد
لكن هذا الليل تقدر تباته ؟

أبو منصور :
كيف المبيت وبي تشب الوقايد
ذكرتني ماضي الزمان وحلاته
والذهب يبرق في نحور الخرايد
ويبقى ذهب لو يندفن في وطاته
تذري الذواري العاصفه مالبعايد
تكشف لميعه رغم طول سنواته

وقد أتت هذه المحاورة بعد تتويج سمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي ولي عهد ونائب حاكم إمارة رأس الخيمة ، لصاحب المعالي الشاعر علي بن سالم الكعبي بلقب شخصية العام الأدبية .
الجدير بالذكر أن الكعبي يعد من شعراء الإمارات الكبار والبارزين، وله العديد من الإسهامات الأدبية والثقافية، والحضور الإعلامي المميز، لا سيما إحيائه لعدد من الأمسيات منها في العاصمة القطرية الدوحة والفجيرة والشارقة وفي العين وأبو ظبي ، بالإضافة إلى دواوينه الشعرية المتناثرة هنا وهناك، بداية من ديوان (سحايب) ثم ديوان (رذاذ القوافي) والديوانه الشعري ( رذاذ القوافي ) والذي لقي الصدى الكبير في كافة أرجاء الوطن العربي.
وقد تميز شعر الكعبي بتعدد مواضيعه وجدة أفكاره ، فقد تناول الأغراض الوطنية وأبدع فيها، وتناول الوجدان والعاطفة فعبر عن جميع الأحاسيس والمشاعر، كما تناول الوصف في الطير والمقناص والخيول والبر وغيرها من أغراض المدح والفخر والاجتماعيات، كما عرف عن الشاعر علي بن سالم الكعبي مساجلاته الشعرية مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله -، فقد كان الكعبي المدير الخاص والمرافق الخاص في العقد الأخير من عمره .
كما تعد قصائد الكعبي متميزة بجزالة الألفاظ وعذوبة المعاني وقوة التصوير.