![]() |
![]() |
![]() |
||
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
|
|||||||||
|
||||||||||||
|
|
|
|
|
|||||||||
| ..: مرقاب الرّكن الهادئ :.. ابــداع بــلا ردود!! |
|
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
#11 |
|
(*( عضو )*)
![]() |
إن إبليس والعياذ بالله منه لو أمتثل لأمر الله سبحانه وتعالى بالسجود لآدم عليه السلام لكان في امتثاله لأمر الله وطاعته ،
سعادته وفلاحه وعزه ونجاته ، ولكن سولت له نفسه الجاهلة الظالمة أن في سجوده لآدم عليه السلام غضاضة عليه وهضماً لنفسه ، إذ كيف يخضع ويقع ساجداً لمن خُلق من طين وهو مخلوق من نار التي هي بزعمه أشرف من الطين والمخلوق منها خير من المخلوق منه . لذلك .. لما قام هذا الهوس في قلبه وقرنه الحسد لأدم عليه السلام خاصة عندما رأى الله سبحانه وتعالى قد خصه بالكرامة من حيث خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له الملائكة وعلمه أسماء كل شئ وميزه عن الملائكة وأسكنه جنته ، عندها بلغ به الحسد كل مبلغ وكان عدو الله يطيف بآدم وهو صلصال من فخار فيتعجب منه ويقول { لأمر عظيم قد خلق هذا ولئن سلط علي لأعصينه ، ولئن سلطت عليه لأهلكنه } سبحان الله أبغضه حتى قبل أن يخلق فعندما أتم الله خلق آدم في أحسن تقويم وأكمل صورته وزينه بالعلم والحلم والوقار وألبسه رداء الجمال والحسن والمهابة والبهاء ورأت الملائكة منظراً لم تشاهد أحسن منه ولا أجمل فقعوا له ساجدين بأمر الله رب العالمين ، فاشتعلت النيران في قلب الشيطان من الحسد وعارض نص الرب بالمعقول بزعمه حيث قال { قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } الأعراف فأعرض عن النص واعترض على العليم الحكيم بقوله { أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا } الإسراء وكأنه يقول لله : أخبرني لما كرمته علي ؟ وإن الحكمة تقتضي أن يسجد هو لي فلمَ خالفت الحكمة ؟ وبما أن نفسه قد سولت له تفضيل مادة أصله على مادة آدم عليه السلام وأصله امتنع عن السجود وعصى الله الرب المعبود فجمع بين الجهل والظلم والكبر والحس والمعصية ومعارضة النص بالرأي والعقل في مكان لا محل لهما فيه ، فأهان نفسه من حيث أراد تعظيمها ، ووضعها من حيث أراد رفعها ، وأذلها من حيث أراد عزتها ، وآلمها حيث إراد لذتها ، كل ذلك من غشه لنفسه . فكيف نسمع منه ونحن العقلاء ونقبل أن نواليه وهو لنا عدو ، حيث لم يقتصر كيده عل نفسه بل كاد حتى لذريته وذرية آدم من كتاب اغاثة اللهفان من مكائد الشيطان ! |
|
| العلامات المرجعية |
| يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |