![]() |
![]() |
![]() |
||
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
|
|||||||||
|
||||||||||||
|
|
|
|
|
|||||||||
| ..: المرقاب للأدبِ والثّقَافَةِ :.. الشعر الحر - النقد البنّاء - دراسات أدبيّة |
|
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
|
المتآمرون على خزينة الشعر العربي وحملة الدعاية للفش فاش !
عندما درسنا بعض أصول التجهيل النظامي فيما يسمى مادة الأدب والنصوص خُيّل لنا أن لاشاعر إلا جرير، ذلك أن نخبة المؤلفين المعاصرين الذين مروا بعصور الأدب العربي كلها وشعراء العربية كلهم ، وتصفحوا المذاهب النقدية لم يرق لهم إلا أوهنها ( المعياري - الانطباعي ) الذي يفتقر للأصول والقواعد والإلمام بالحركة الأدبية ، فراحوا ينتسخون الآراء الانطباعية القاصرة والتي تقوم على الوحدانية وتهميش الآخر ، بوعي أو بدونه ، ورغم اختصاصهم بالأدب والنقد وقضاياهما إلا أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء جعل المناهج المتسلسلة - لتغطي عصور الأدب العربي تعطي للنشء صورة موضوعية ومتصالحة مع الواقع الأدبي الذي لايمكن بأسوأ تدهوراته أن يطلق الأحكام ، فوضعت المناهج وضمنت آراء قديمة تصدق على عصر وتجف في آخر دون تحديث مقارن ، لماذا ؟! لأن الأسهل أن تقول : فلان أشعر الناس ! خصوصا إن لم تجد من يطالبك بالإثبات ! فكان عندهم أشعر الشعراء جرير لأنه قال أمدح بيت قالته العرب : ألستم خير من ركب المطايا *** وأندى العالمين بطون راح وتناسوا قول الشاعر في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم : خلقت مبرأ من كل عيب *** كأنك قد خلقت كما تشاء وتراءى لهم أنه لامجال لمجاملة المتنبي - مثلا - والقول بأنه مدح سيف الدولة بشيء يستحق الذكر ، فهل يقارِن مثلُ هذا المنهج القائم على الحكم المطلق العملاقَ جريرا بهذا القزم عندما هذى في إحدى حمّياته : فإن تفق الأنام وأنت منهم *** فإن المسك بعض دم الغزال أو قوله : وقفت ومافي الموت شك لواقف *** كأنك في جفن الردى وهو نائم ولم يكن لديهم أغزل من جرير عندما قال : إن العيون التي في طرفها حور *** قتلننا ثم لم يحيين قتلانا ضاربين الصفح عن قول عنترة العبسي : وعشقت تقبيل السيوف لأنها *** لمعت كبارق ثغرك المتبسم وقول ابن زيدون : أضحى التنائي بديلا عن تدانينا *** وناب عن طيب لقيانا تجافينا ولديهم أن جريرا قال أفخر بيت قالته العرب : أحلامنا تزن الجبال رزانة *** ويفوق جاهلنا فعال الجهّل ولكي تبدو المسائل مقننة قيل بل الفرزدق الذي رتق الفتق فقال : أحلامنا تزن الجبال رزانة *** وتخالنا جنا إذا ما نجهل وكأن لم يؤرخ الأدب لعمرو بن كلثوم قوله : بأنا نورد الرايات بيضا *** ونصدرهن حمرا قد روينا ونشرب إن وردنا الماء صفوا *** ويشرب غيرنا كدرا وطينا وكأن التاريخ الأدبي صم عن قول أبي الطيب : أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي *** وأسمعت كلماتي من به صمم أنام ملء جفوني عن شواردها *** ويسهر الخلق جراها ويختصم وجاهل مده في جهله ضحكي *** حتى أتته يد فراسة وفم إذا نظرت نيوب الليث بارزة *** فلا تظنّنّ أن الليث يبتسم سيذكر الجمع ممن ضم مجلسنا *** بأنني خير من تسعى به قدم فالخيل والليل والبيداء تعرفني *** والسيف والرمح والقرطاس والقلم كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم *** ويكره الله ماتأتون والكرم ماأبعد العيب والنقصان عن شرفي *** أنا الثريا وذان الشيب والهرم واستكمالا لحلقات المسلسلة لقّنت الأجيال بأن جريرا قال أهجى بيت قالته العرب : فغض الطرف إنك من نمير *** فلا كعبا بلغت ولا كلابا وماذا يكون هذا البيت عند كاريكاتير ابن الرومي : يقتّر عيسى على نفسه *** فليس بباقٍ ولا خالد ولو يستطيع لتقتيره *** تنفس من منخر واحد أو كاريكاتير المتنبي في هجاء كافور : أُريك الرضا لو أخفت النفس خافيا *** وما أنا عن نفسي ولا عنك راضيا أميْناً وإخلافاً وغدراً وخسةً *** وجبناً أشخصاً لٌحت لي أم مخازيا تظن ابتساماتي رجاءً وغبطةً *** وما أنا إلا ضاحك من رجائيا وتعجبني رجلاك في النعل أنني *** رأيتك ذانعلٍ إذا كنت حافيا وأنك لاتدري ألونك أسود *** من الجهل أم قد صار أبيض صافيا ويذكرني تخييط كعبك شقه *** ومشيك في ثوبٍ من الزيت عاريا ولولا فضول الناس جئتك مادحا *** بما كنت في سرّي به لك هاجيا فإن كنت لاخيراً أفدت فإنني *** أفدت بلحظي مشفريك الملاهيا ومثلك يؤتى من بلاد بعيدة *** ليُضحك ربات الحداد البواكيا وكي يتربع جرير على القمة فقد درسنا يوما أنه قال أرثى بيت قالته العرب : لولا الحياء لهاجني استعبار *** ولزرت قبرك والحبيب يزار ولم يتساءلوا : - وما المانع من الاستعبار فالرسول صلى الله عليه وسلم بكى ودمعت عيناه ، وما المانع من زيارة القبر وجرير رجل ، مم الخجل ؟! ولم يروا أن نكرة من العرب قال يرثي امرأة في قصيدة يكفي تفوق أحد أبياتها على بيت جرير للتدليل على عقم المعياروالانطباع : رماني الدهر بالأرزاء حتى *** فؤادي في غشاءٍ من نبال فصرت إذا أصابتني سهام *** تكسرت النصال على النصال وهان فما أبالي بالرزايا *** لأني ماانتفعت بأن أبالي وهذا أول الناعين طُرّاً *** لأول ميتةٍ في ذا الجلال كأن الموت لم يفجع بنفسٍ *** ولم يخطر لمخلوقٍ ببال صلاة الله خالقنا حنوط *** على الوجه المكفّن بالجمال على المدفون قبل الترب صونا *** وقبل اللحد في كرم الخلال أطاب النفس أنك مت موتا *** تمنته البواقي والخوالي أسائل عنك بعدك كل مجدٍ *** وما عهدي بمجدٍ عنك خالي يمر بقبرك العافي فيبكي *** ويشغله البكاء عن السؤال وما أهداك للجدوى عليه *** لو أنك تقدرين على فعال بعيشك هل سلوتِ ؟ فإن قلبي *** وإن جانبت أرضك غير سالي ولو كان النساء كمن فقدنا *** لفضّلت النساء على الرجال مشى الأمراء حوليها حفاة *** كأن المرو(1) من زفّ الرئال (2) وأفجع من فقدنا من وجدنا *** قبيل الفقد مفقود المثال يدفن بعضنا بعضا وتمشي *** أواخرنا على هام الأوالي ( 1 ) المرو : حجارة بيضاء براقة وغليظة . (2) زف الرئال : ريش صغار النعام . * ليس بيني وبين جرير ثأر أوعداوة بل على العكس أكن كل التقدير لشاعريته وإن لم يشعر بذلك أو يعنيه ، لكني أشعر بالمرارة والألم إزاء ثراء الأدب العربي وكنوزه التي يهمّشها ( الفش فاشيون ) على مر العصور قاصدين أو جاهلين ! * إن كانت قمة الأدب لاتتسع إلا لجرير ، فأين يقف باقي العمالقة ؟! وإذا كانت تلك الأبيات المنتقاة لجرير من أحد نقاد عصره الانطباعيين هي أفضل مافي العربية فما المصير المقترح لروائع الشعر العربي في كل عصوره ؟! * وأخيرا إذا كان فريق من المتخصصين الضالعين في المسألة الأدبية يروجون لمثل هذه المبادئ فهل يلام الجهلة من الشلليين (الفشفاشيين ) ؟! بالطبع لانلومهم فالأسهل أن يطلقوا الأحكام ويطالبوا - إمعانا في الجهل - بمعاملة أحكامهم معاملة القرآن المنزل ،ليس اللوم، لكن دورا ما ينتظرنا ، فهل نضطلع به ؟! |
| العلامات المرجعية |
| يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |