حلاق الملوك و البشوات

«حلاق الملوك والباشوات» البغدادي يقاوم الزمن


حكمت الحلي يرفض تغيير ديكور صالونه الذي شهد حلاقة شعر الملك فيصل، وعبد الكريم قاسم، والملك حسين.



في محل صغير في شارع الرشيد التاريخي في بغداد يجلس حكمت محمد الحلي المعروف بـ"حلاق الملوك والباشوات" على عرشه بين الذكريات.

واكد الحلي البالغ من العمر 82 عاما وكان يرتدي زيا ابيض انيقا بينما كان مقصه يفعل فعله في شعر زبون "انا اقدم حلاقي بغداد واشهرهم".

ولم يغير الحلاق محله الذي تزينه صور الملوك والوزراء وقصاصات صحف قديمة، منذ ان فتحه في 1954. ويعطي حوض ابيض عتيق واريكتان من الجلد الاحمر ومرايا قديمة معلقة على الجدران الانطباع بان الزمن توقف منذ نصف قرن.

ويقول هذا الحلاق "كل شيء لا يزال في مكانه"، مضيفا ان "الكثير من الشخصيات الشهيرة جلست على هاتين الاريكتين" يذكر منها ملك العراق فيصل الثاني الذي اطيح في 1958 والعاهل الاردني الراحل الملك حسين والزعيم العراقي عبد الكريم قاسم.

ويتابع "اذا غيرت الديكور فان ذكرياتي كلها ستختفي".

ومثل كل العراقيين فان الحلاق الشيخ المتحدر من قرية الحلة على بعد حوالي مئة كيلومتر عن بغداد، يشغله مستقبل بلاده.

ويقول "بالتأكيد نحن قلقون وهذا طبيعي عندما نسمع التهديدات الاميركية وان شاء الله لن يصيب البلاد مكروه".

وتهدد الولايات المتحدة بالهجوم على العراق الذي تتهمه بحيازة اسلحة دمار شامل الامر الذي تنفيه بغداد بشدة.

غير ان الحلاق يفضل التحدث عن التاريخ وبغداد القديمة وشارع الرشيد حيث امضى اغلب فترات حياته. ويقول متذكرا "كان محلي احد اجمل محلات شارع الرشيد الذي كان يعج بالشعراء والكتاب والفنانين".

ويضيف باسف "في هذه الايام فقد شارع الرشيد هويته ولم تعد فيه الا بعض الذكريات القديمة هنا وهناك. لم يعد هناك شئ يميزه عن الشوارع الحديثة".

وشهد شارع الرشيد العديد من الاحداث التاريخية. وكان الشارع مركز التحركات الشعبية احتجاجا على الاستعمار البريطاني في الخمسينات. ومن هذا الشارع مر موكب الملك فيصل الثاني عند تتويجه ملكا على العراق في 1953.

وفي شارع الرشيد ايضا هوجم موكب الزعيم عبد الكريم قاسم في 1959 من قبل مجموعة تابعة لحزب البعث قادها الرئيس العراقي الحالي صدام حسين




تحياتي لكم


اخوكم