![]() |
![]() |
![]() |
||
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
|
|||||||||
|
||||||||||||
|
|
|
|
|
|||||||||
| ..: المرقاب للأدبِ والثّقَافَةِ :.. الشعر الحر - النقد البنّاء - دراسات أدبيّة |
|
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
|
قصيدة رائعة للدكتور عبدالكريم البيضاني في رثاء والده
السلام عليكم ورحمة الله
هذه قصيدة للأستاذ دكتور الشيخ عبدالكريم بن صنيتان البيضاني الحربي عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، يرثي بها والد رحمه الله وجميع أموات المسلمين: [poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"] صَبْـحٌ تَنَفَّـس قاتـمُ الانـوار = في مقلتيـة فواجـع الأخبـار يبدي لنا وجهاًكلوحـاً شاحبـاً=لم يبـده فـي سائـرِ الاطـوار متسائلاً، أيـن الـذي كلماتُـه=صداحةٌعند انكشاف ستـاري ؟ أين المنـادي للفـلاح نـداؤه=أسَرَ القلوبَ بأعذب الأذكـار؟ أين الذي يشود بصوتٍ مرهـفٍ=حَسَنٍ نَدِيٍ في الدُنـا سًّيـار ؟ أين المسِّبح والمهلِّلُ فـي الدجـى=مستغفراً مولاه بـالأ سحـار ؟ ستون عاماً فـي المـاَذن يرتقـي=ليحوزَ يوم الدين تـاجَ فَخَـارٍ مه ! أيها الصبحُ الحزينُ فمن تَسَل=عن وصفه،قد مرََّ فـي الأخيـار طويت صحائفُه،وأُخِِلد ذكـرُه=ومضى مشيحاً عنـه انْكـدَ دارِ غاب الذي امضى الحياةَ تـلاوةً=وتَدَبُـراً معهـا فنعـم القـارى هذا أبي خارت قُـوَايَ بفقـدهِ=وكأنَّ روحي ألهبـت بسعـار ِ والارضُ من تحتي تمورُ بما حوت=من هول خطبٍ زجنـي بـدوار غاب الذي ألِفَ المساجدَ وانثنـى=فيهـا يواصـل ليلَـه بنـهـار حتـى يـظلله الإله بظـلـه=يوم المعاد ، فذاك خيـرُ شعـارِ غاب المنادي للصـلاة مـردداً=أن لإ إله يحـق إلا الـبـاري فهناك يوم العرضِ كـل شاهـدٌ=انسٌ ومن جِن ومـن أحجـار غاب الصبورُ على البلاء مُسَلما=لله ما قـد شـاء مـن أقـدارِ يبغي الخروج من الحياة مُطَهـراً=يخلـو مـن الآثــام والأوزار غاب الذي يرعى المساجد عمرهَ=بالفـرش والتنظيـف والإجمار يرجو الثـوابَ بجنـةٍ ونعيمهـا=تسعى النفوسُ لنيلهـا وتُبَـاري أفعالُه بعـد الغيـاب شواهـدٌ=تحكي لنا ما صاغ فـي المضمـار ماأكثر الباكيـن يـومَ رحيِلـه=في البدو والأرياف والحضـار يبكون سيرتَه وحُسـنَ صنيِعـه=وحديثُه معهم ، حديـثَ وقـار فبكاه مسجـدُه المعلـق ُقلبـهُ=في جوفه دوماً مـدى الأدهـار وبكاه أقـرانٌ عـلا وجناتِهِـم=دمعٌ هَمى ،كتساقـط الأمطـار وبكاه أيتـامٌ يواسـي ضعفَهـم=كالغيثِ جـاد بوابـلٍ مـدرار وبكـاه ملهـوفٌ أدام وصالَـه=فـأزاح ما يلقـاه مـن إقتار وبكاه أطفـالٌ اذا يبـدو لهـم=يتسابقـون اليـه باستبـشـار وبكى مصلى العيد وقت َ وداعِه=لمكبـر التغليـس والإسفار وبكتـه مئذنـةٌ بهـا متعـلـقٌ=منها اعتلى قِدَماً ذرى الأوطـار تسعون عامـا مخبتـاً ومصليـاً=لم ينشغـل بالفَلـس والدينـار كلا، ولم يشغله جمـعُ حطامِهـا=أبـداً، ولـم يعبأ بِحُسـنِ دثـار بل يكتفي منهـا ببلغـة يومِـه=قِنعاً،وما يعلـوه مـن أطـمـار لله كم قطـع الهواجـرَ ظامِئـاً=كي يرتوي والناسُ فـي تَسعَـار حتى دنا اليوم الذي قـد حَـده=ربـي نهايـةَ اخـر المـشـوار وقضى بأن العمر َ أُوفِي كامـلاً=ورسَت سفينتٌـه عـن الإبحار وَدعتَ دنيانا بصَمتٍ بعـد مـا=سطرتَ فيهـا أطيـبَ الآثـار ماعشت للدنيـا أسيـراً عابـداً=بل بالهدى تسعـى لـدار قـرار وهجرتَ زخرفَها وحسبك أنهـا=سجنُ التقـي وجنـةُ الكفـار دوماً تردد في حديثك أي بَنِـي=ان النفـوسَ رهائـنٌ وعــوار فتهيـؤا للقـاء يـومٍ مفـزِعٍ=فيه الذهـول لرضـعٍ وكبـار يومٌ يقوم النـاسُ فيـه لربهـم=متذلليـن لسَـطـوِة الجـبـار مذ غَادَرَت أمي الحياة وودعـت=ظهرت عليك ملامح الأخطـار لم تحتمـل ألـمَ الفـراق ومُـره=تخفى الوجومَ،أسَاكَ في الإضمار وعَلَت محيـاكَ الصبـوحُ كآبة=والقلب منـك ممـزقُ الأوتـار وتوارت العينان منك لسُهدِهـا=حتى غدت مسمولـة الأشفـار ودنِفتَ حتى صار لونُك شاحبـاً=وانهَد جسمُك بعد حُسنِ نَضَـار ماجَف دمعُك مذ فقدتَ حنانَها=والحزنُ أضحى في فـؤادِك قـار مائةٌ من الأيام كانـت فاصـلاً=لرحيلها عن مَجمَـعِ الأكـدار من بعد شهرٍ كامـل ٍ فتبعَتهـا=ياوالـدي قَفـواً علـى الآثـار أمـي تراهـا ديمـةً هَطـالَـةٌ=تُروِي الجميع بعذب ماءٍ جـاري أمـي تراهـا دوحـةً معطـاءةً=تُهـدي الينـا أينَـع الأثـمـار أمي تضيء لنا الطريـقَ بنورهـا=قَمَرٌ يُشـعُّ ضيـاؤه للسَّـارِي أمي المروءة والفضائلُ والنَّـدَى=والمكرمـاتُ سوابـغٌ وجـوارِ من ذا يلومك بعد ذاك لذِكرِهـا=فاللوم منه عن الحقيقـةِ عـاري ماكدتُ أنقضُ راحَتَي من دفنها=حتى فجعتُ بيومـك المتـواري غِّيبتما عـن ناظِـريّ بسرعـةٍ=لكنَّ طَيفكمـا حـلا اِبصـاري حضر الأقاربُ والأحبَّـة عُـوَّداٌ=والتَفَّ حولـك أكـرمُ الـزوّار فاذا غُشِيتَ وفُقتَ من غيبوبـةٍ=بادرتَنَا حـالاً ، وفـي تكـرار هيَّا لمسجدي العتيـقِ تشوَّقـت=نفسي اليه جوىُ،وفيـه قـراري رَطبٌ لسانـك بالثلاثـة دائمـاً=لفظ (الصلاة) و (مسجد) الأبرار وكذا(الأذان)على شفاهك لم تزل=كلماتـه ،علناً وفـي إسرار نرجو لك الحسنى ،ونزلَ كرامـةٍ=وشفاعةً مـن سيِّـد الأطهـار اختار ربـي أن تمـوت بطيبـةٍ=في مـأرِزِ الإيمان خيـرُ منـار قال النبي : من يَستَطِع موتً بها=فله سأشفعُ من عـذاب النـار صلوا عليك قلوبهـم مكلومـة ً=يترحمـون بمسجـد المخـتـار ثم ارتقى النَّعشُ المسَّجى عاليـاً=بك شامـخٌ بمنـازل الأقمـار فوق المناكب يحملـون مكَّلـلاً=بالزهـد والتقـوى وبالايثـار تهفو جَنازَتُـك المهيبـة فوقهـم=ليَ قدّموا عجلى بـلا استئخـار بجوار ِذي النورين وارَوكَ الثرى=في بقعةٍ فُضلَى،وطِيـبِ مَـزار قد قال يدعو ربّه خيـرُ الـورى=أهل البقيع اغفـر لهـم يابـاري فاهنأ بأكرم مضجَعٍ فـي طيبـةٍ=بلد الحبيب وموطـن الأنصـار بجوار خير الخلق أحمد نَـم أبـي=فجواره كرمٌ ، وخيـر جـوار يارب فاجعل قبرَه فـي روضـةٍ=وافسح له فيه مـدى الأبصـار وبجنة الفـردوس أكـرِم نُزلَـهُ=واجعلـه فيهـا عالـيَ المقـدار أسبغ عليه سرورَهـا ونعيمهـا=ليعيش بيـن الحـور والأنهـار وبهـا فبيِّـض وجهَـه فكأنَّـه=قمـرٌ منيـرٌ ليلـة الابــدار واجمع الهـي شملنـا فيها،وَجُـد=بالعفو عن اثمٍ وعـن اَصـاري وعلى الحبيب مصليـاً ومسلِّمـاً=ماأشرقت شمسٌ على الأمصـار[/poem] وشكرا لكم |
| العلامات المرجعية |
| يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
![]() |