التاريخ ( 2 ) نـار ابـن عـمـار

أعضاء منتدى المرقاب اسعد الله مسائكم بالخير .

نحن في هذه السلسة التاريخية نتطرق فيها إلى بعض المواضيع التي كثير ماتمر علينا في الموروث الشعبي . سواء كان في قصه أو بيتٍ من الشعر . ولقد قمنا في الجزء الأول بطرح سيل الربوع والآن في الجزء الثاني سوف نستعرض قصة نار ابن عمار التي يسمعها الكثير منا .

إذا كان هناك بعض الإسقاطات فيها أرجو التوضيح حتى تعم الفائدة للجميع


الحقيقة تضاربت الأقوال في اسم ابن عمار وقبيلته ولكن الغالب أن ابن عمار من قبيلة حرب .
كثيراً ما يرافق اسم ابن عمار كلمة ( الملحس ) وهو الذي يجعل الأخصام يقومون بلحس ناره عند غياب الحجه

وقد شاءت الأقدار في شُهرت ابن عمار ما سوف نورده في هذه ألقصه .
حصل في احد السنين انه دب خلاف بين ابن عمار واحد أبناء عمومته من ما اضطر ابن عمار إلا قتل ابن عمه . ثم قرر بالرحيل عن المنطقة خوف ٍ من اخذ الثأر من إخوة المقتول . وبينما كان ابن عمار في طريقه للهرب وصل إحدى المناطق ألواقعه بين مكة وجده حالياً فوجد فيها أُناس على نارهم لا يتجاوز عددهم ستة رجال فمر بهم واخذ يحتسي القهوة معهم. فسألهم من أي الديار والقبائل انتم فأخبروه . فقال لهم وماذا تصنعون في هذا العراء فقالو له نحن بانتظار إحدى القوافل التركية القادمة من الحج لعلنا نغنم منها شيء ( حنشل ) فقال لهم ابن عمار هل تقبلوني معكم قالو على الرحب والسعه . فحينما أتى اليوم الأخر وغابت الشمس فإذا هم يرون القافلة متجهه نحوهم فقاموا بالاختباء فتشاوروا فقال احدهم فا لنتريث قليلاً حتى تشتد الظلمة فآخذو يتبعون القافلة حتى هجموا عليها فدار اشتباك بين حراس القافلة في المؤخرة وبين الستة وسابعهم ابن عمار ولكن حراس القافلة تمكنوا من السيطرة عليهم .
فقاموا بتوثيقهم بالحبال ( المرس ) فقال احد الحراس والله لا نقتلهم ونفسد حجنا ولكن أراء أن ندفنهم ونبقي رؤوسهم فوق الأرض لعل أن ينقذهم احد أو يموتوا عطش في البرية .
فتم دفن أجسادهم وأبقيت رؤوسهم مساوية لسطح الأرض فحينما دنا الليل . مر بهم ذئب بلغ به الجوع مبلغه . فمر على رؤوس القوم واحداً تلو الأخر حتى وصل إلى ابن عمار وكان أخرهم. ولكن الذئب قد شبع . فقام بنهش إذن ابن عمار اليمنى .
فكانت حنجرة الذئب على مقربه من فم ابن عمار . فعضه . فحاول الذئب أن ينجو بنفسه محاولاً الهرب وصاحبنا ممسكاً به فجر الذئب ابن عمار حتى أخرجه من الحفرة . فتركه ابن عمار متوجهاً إلى احد الأشجار فحل وثاقه . ولم يتصور انه سوف ينجو من الذئب من ما رآه بأصحابه .
ذهب ابن عمار في ذالك أليل لا يدري أين وجهته فأخذ يتخبط كمثل الذي يتخبطه الشيطان من المس .
فدخل احد الأودية فإذا بجملٍ هائج يتجه نحوه يريد أن يفتك به فهرب عنه متوجهاً إلى ناحية الجبل فوجد بجانبه كهفاً فدخل فيه من شدة خوفه من الجمل فإذا هو بثعبان ليس بالبعيد عنه يسمع صوت فحيحه فادخل الجمل رأسه في الكهف فلدغه ذالك الثعبان فخرج ابن عمار من شدة الفزع ومن هول المنظر . فتنحى عنهم في مكان ٍ ليس بالبعيد قد أثخنته الجراح من الذئب ومن الأشواك فإذا هو ينظر إلى الجمل قد سقط من سم ذالك الثعبان فأنتظر حتى لفظ الجمل أنفاسه الأخيرة فقام بسلخ الجمل واخذ يضع من شحم سنامه فوق جروحه ويدِهِنُ بها .
قام ابن عمار بإشعال النار ليأخذ قسط ٍ من الراحة ويواصل مسيره في اليوم الأخر حتى يعرف اتجاهه ولا يتيه في أليل
استيقظ ابن عمار وذهب يهيم على وجهه فإذا هو برجل واقف في مداخل احد الأودية فحينما رأى ابن عمار قال له أهلا ومرحبا بك هل أنت ضيف أم سائل ( يعني أنت ضيف ولا تنشد عن ذهيب ) فقال أنا مسافر وليس لي فيك حاجه قال إذا اجلس واخذ فنجالاً من القهوة . قبل ابن عمار دعوة الرجل فحينما أشار له الرجل بالجلوس على المكان الذي هيئه فإذا بابن عمار يسقط .
قد كان الرجل واضعاً المفرش فوق فوهة بئر . فحينما سقط ابن عمار لم يسقط على حجارة وإنما سقط على حيه كبيره فأخذة تتقلب من ما أصابها فلدغته الحية فأخذ ابن عمار حجر وأجهز عليها . فسمع الرجل يقول له ( هاه انت حي ) فقال ابن عمار نعم فأنزل الحبل له وقام بإخراجه من البئر . فنظر ابن عمار فإذا هناك رفات عظام موجودة في جانب الوادي فقال ابن عمار ما لذي حملك على ذالك وما هذه العظام فقال الرجل له إنني لمدة عشر سنوات مضت أقوم بهذا العمل فإذا سقط الرجل في البئر لدغته الحية فأنتظر حتى يموت ثم انزل لإخراجه وأقوم باستخلاص السم من جسده وأبيعه إلى تجار الشام وهذه العظام التي تراها هي لهم . ولكن ما لذي فعلته حتى قتلت تلك الحية
فأخبره ابن عمار بما حدث له في أليلتين السابقتين وكيف دهن نفسه بشحم الجمل .
فقال الرجل اذهب بي إلى الجمل الذي سلخته وارني الكهف الذي به الثعبان . فقال له لك ما طلبت .
فذهبا إلى الجمل المسلوخ فقال الرجل لأبن عمار ضع الشحم على جسدي لا تترك منه قيد أنُمله فقام فدهن جسد الرجل ولكن ترك مكان في ظهره فوق القلب . فتسلل الرجل إلى داخل الكهف فلتلف عليه الثعبان ولدغه في المكان الذي لم يُدهن .
اخذ ابن عمار إدراجه واطرق التفكير في ما مر عليه من إحداث متتالية . فقال في نفسه والله انه ابتلاء من الله لإقدامي على قتل ابن عمي . ولكن سوف اسلمُ نفسي إلى قبيلتي وليقضي الله امرأ كان مفعولا .
رجع ابن عمار إلى قريته وبعد مضي فترة أسبوع تقريباً وتدخل القبيلة في إصلاح ذات البين عُفي عنه وعتقت رقبته .

مرت الأيام وابن عمار يعيش حياته الإعتياديه . فأخذ يزاول مهنة التداوي بالأعشاب الطبيعية وكان غالباً ما يمر به الحجاج بحكم موقع إقامته على الطريق الذاهب إلى مكة المكرمة . وفي احد الأيام وجد احد الحجاج ملقى على الأرض من شدة الإعياء والتعب وكان من سكان المغرب العربي فقام ابن عمار بنقله إلى منزله والاهتمام به حتى فاق من ما أصابه وارتدت إليه صحته بعد عدة اشهر . فقال الحاج المغربي لأبن عمار بما انك تمارس مهنة الطب أريد أن أهديك شيء منه فقبل ابن عمار إهداء الحاج .
فقام الحاج المغربي بتعليمه بعض الكلمات والجمل وقال له إذا غابت لديك الحجة لدى المتنازعين ولم تعلم أيهما على صواب قم بوضع سكين ٍ على النار واقرأ عليها تلك الكلمات وأمرهم بلحس السكين فإذا جُرح للسان الشخص فقد كذب وان لم يصبه مكروه ولم يحدث أي أثراً على لسانه فقد صدق .
فأخذا ابن عمار يطبق ما تعلمه وبدا بالاشتهار في جزيرة العرب فكان إذا تخاصما رجلان أو قبيلتان يذهبون إلى ابن عمار للفصل بينهما . ولكن لم يكن احد يعلم ما هيه تلك الكلمات وإنما عبارة عن تمتمة لا تسمع .
واستمر ابن عمار على هذا الوضع حتى تم توحيد البلاد على يد المغفور له الملك عبدا لعزيز وتم إيقافه عن مزاولة تلك الأعمال لما فيها من الشرك على حد قول العلماء .

والأمثال كثيرة على ذالك مثل قول (( جال الركية ولا نار ابن عمار ))
وأبيات الشعر كثيرة أيضا على ذالك سواء في شعر المحاور أو النظم


ملاحظه / من وجهة نظري أن ألقصه السابقة هي من الخيال ولا تمت للحقيقة بصله أما وضع ابن عمار مع النار وفصل النزاع فهي حقيقة ( لأني سمعت واحد من ربعي يقول أبوه راح لهذا الشخص قبل فتره من الزمن )