عبد ربه من سلة الغماره إلى عصر الحضارة

نظراً لكثرة الرسائل التي وصلتني في ألاونه الأخيرة من الأعضاء والزوار ... في إنزال موضوع عن الأخ العزيز المناضل الأشم عبد ربه وتبيين سيرته ألذاتيه وابرز ماجاء في حياته من انجازات . ولحيث ان الأعضاء والزوار وهبوني هذه الثقة . أقول وبالله استعين
الاسم / عبد ربه العازمي
من سكان محافظة عفيف من مواليد 1347هـ أي عام ألسبله .
ولد ذالك الشخص في تلك المحافظة وقد عرفت تلك ألسنه بين أوساط سكان تلك المنطقة بسنة العجه .
تربى ذالك الفتى كمثل اقرانه في ذالك الزمان في رعي الإبل والماشية . حتى بلغ مبلغ الرجال . التحق بالكتاتيب العصرية لأنه كان في الصباح منشغلاً في إيراد الإبل للماء ومايشوبها من تشابك بين اقرانه في من يرد أولا .
كانت معرفتي بذالك الشخص هو في عام 1415هـ حينما كنت فتى يافع اسكن في ارقي إحياء المصيف بالطئف وبحكم أن والدي قد وعدني بهدية النجاح عند اجتيازي مرحلة الأول متوسط , فلقد ذهبنا لقضاء الإجازة في منطقة القصيم وكان الطريق يمر بمحافظة عفيف .
عند توقفنا في محطة الوقود لتزويد السيارة بالمحروقات وشراء بعض الأشياء من السوبر ماركت الموجود بها .
وجدة شخص معتلياً فوق غمارة الفرت وهو في سلتها بالأعلى فنظرة إليه نظرة اشمئزاز لهذا المخلوق الغريب . فارديت عليه التحية قلت له السلام عليك يا أخ العرب . فلتفت إلي وقد كان معتصباً بعمامته لايرى إلا عينيه وأرنبة انفه . فقال ( حياك الله ) فقلت له وبك حييت فنزع عمامته وقد رأيت بعض بقايا الحليب الملتصق في جنبات فمه من أثار حليب الصباح .
فقلت له من أي الديار أنت فأشار بيده قائلاً ( عانا في سد الهضيبه السوداء مطيح شمس ) لم اعلم ماذا كان يقصد ولكنني ارتبت منه فقلت له أتسكن في تلك المنطقة قال لا ( حنا شادين يم ضريه ) فلم تكن هذه العبارة أوفر حظ من سابقها فا أسترسل في حديثه قائلاً ( امس عسانا الديره ولقاناها شبيعه ............ لكن أنت الظاهر من نفي ورالي إني قط شفتك هالزمان في عرس ) ونطق بعض الأسماء التي لااجيد تهجئتها , فاضطررت أن انصرف دون أن أتفوه بكلمة .
وحينما خرجت من المحل بعد شراء بعض الألعاب لي ولأخوتي رفع صوته قائلاً ( أنت ياهيه ) فقلت له أنا اسمي محمد فقال ونعم فقلت له أهلا بك فتغيرت ملامح وجه ولا اعلم ماسبب ذالك . فقال ( أنت من وين ) فقلت أنا من سكان مصيف المملكة وسوف اتجه إلى القصيم لقضاء الإجازة لدى بعض الأقارب فهل تريد مني شيء قال ( ايه هاك استيدم بها انت والي معك ) فأخرج لي إناء من الجلد لونه اسود وكان يبرق في ذالك اليوم المشمس فقلت له ماهذا إيه الرجل فقال ( عكه ) فقلت وماهو هذا الشيء ومالذي يوجد بداخله فقال ( سمن ماسليناه الا اليوم .... تبا خلاصه ابشر ) فأخرج إلي إناء أخر شفاف بداخله لونه اصفر فضحكت , قلت ماذا اصنع بالخردل فليس لدينا حفلة شواء حتى نستخدمه فقال لي ( ياورع هذي خلاصه على التمر ماجا زينها ) فاضطررت أن اخذ الإناءين منه فقد خشيت أن يهم بي فقد كان منظره مرعب للغاية .
بعد انقضاء الإجازة وعند عودتنا مررنا في نفس الطريق وعند توقفنا بجانب الطريق اثر انفجار إحدى العجلات فإذا برجل يصيح علي قائلاٍ ( يامحمد تعال ) فنظرة إليه فإذا هو صاحب الإناءين فأتيت إليه ووجده معه عشرة من اقرانه فقلت له ماذا تريد , فقال ( تعرف تلعب عظيم ساري ) فقلت له وماهذه العبه فأخذ يخط بأصبعه في الأرض ويشرح لي طريقة العبه فلم افهمها لأمرين : انه كان يتحدث بكلمات غريبة لم افهما جيداً حيث كان يقول ( اذا تطاردنا راوغ لايلزمونك ) الأمر الثاني اندهشت من منظر إصبعه حينما كان يخط في الأرض فقد كان به اقزيميا فقلت له لماذا لاتذهب إلى طبيب الجلدية ليعالج مابك فقال ( هذي مغير من تسحيب الليات والمقط عند الميراد ) . قام مسرعاً بعدما نفض ثوبه ذا الون البوني وقد كان صوته مزعجاً بين أصدقاءه لأنه كان يصيح بشكل غوغائي ولا اعلم ماذا يقول فكان يردد ( ياو ياو اطرحوه ) . اضطررت أن انسحب من العبه . واتجه ناحية أبي في السيارة وذهبنا إلى مدينتنا ألجميله .
وبعد مضي عدة سنوات وجدت عبد ربه في الشبكة ألعنكبوتيه بعدما وضع صورته في المربع الرمزي فتذكرته , لأنه لم يغب عن مخيلتي لحظه .
فكان ينزل قصائد عصماء ويقوم بإطروحات جميله ويملك قلم جذاب .
فقلت سوف اجري معه اتصال هاتفي وبالفعل حصلت المكالمة معه في عام 1423هـ فقال مرحباً من أنت قلت أنا محمد صاحبك الذي أعطيته الإناءين ولعبت معك تلك العبه المشئومة فقال لااتذكرك فكثيراً من الصبية الذي كنا نلعب معهم , فقلت له أنا الذي قدمت من الطائف في اتجاه القصيم مروراً بمنطقتك , فقال لي اختصر ماذا تريد لأن لدي عملاً أهم من ماتبحث عنه . فلدي بعض الأوراق والمعاملات التي تستوجب انجازها في هذه أللحظه . فقلت له أنا متأسف لأن اتصالي كان في غير وقته .
لاتعلمون كم سررت بالانتقال الذي حدث لهذا العضو الذي أصبح فعالاً في مجتمعه بناءً له .
لقد اصبح هذا الرجل أنموذج عظيم في التطور والتغير ( من سلة الغماره إلى عصر الحضارة )