![]() |
![]() |
![]() |
||
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
|
|||||||||
|
||||||||||||
|
|
|
|
|
|||||||||
| ..: مرقاب القُدس و الأدب الإسلامِي :.. قصائد دينيّة - مواضيع تختص بالإسلام |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
#45 |
|
(*( عضوة )*)
![]() |
قال الله تعالى :{ إنه كان ظلوما جهولا } الآية
ولو علم هذا الظالم الجاهل أن بلاءه من نفسه ومصابه منها وأنها أولى بكل ذم وظلم وأنها مأوى كل سوء و إن الإنسان لربه لكنود قال ابن عباس ومجاهد وقتادة كفور جحود لنعم الله وقال الحسن هو الذي يعد المصائب وينسى النعم وقال أبو عبيدة هو قليل الخير والأرض الكنود التي لا نبت بها وقيل التي لا تنبت شيئا من المنافع وقال الفضل ابن عباس الكنود الذي أنسته الخصلة الواحدة من الإساءة الخصال الكثيرة من الإحسان ولو علم هذا الظالم الجاهل أنه هو القاعد على طريق مصالحه يقطعها عن الوصول إليه فهو الحجر في طريق الماء الذي به حياته وهو السكر الذي قد سد مجرى الماء إلى بستان قلبه ويستغيث مع ذلك العطش العطش وقد وقف في طريق الماء ومنع وصوله إليه فهو حجاب قلبه عن سر غيبه وهو الغيم المانع لإشراق شمس الهدى على القلب فما عليه أضر منه ولا له أعداء أبلغ في نكايته وعداوته منه ما تبلغ الأعداء من جاهل ... ما يبلغ الجاهل من نفسه فتبا له ظالما في صورة مظلوم وشاكيا والجناية منه قد جد في الإعراض وهو ينادي طردوني وأبعدوني ظهره الباب بل أغلقه على نفسه وأضاع مفاتيحه وكسرها ويقول : دعاني وسد الباب دوني فهل إلى ... دخولي سبيل بينوا لي قصتي يأخذ الشفيق بحجزته عن النار وهو يجاذبه ثوبه ويغلبه ويقتحمها ويستغيث ما حيلتي وقد قدموني إلى الحفيرة وقذفوني فيها والله كم صاح به الناصح الحذر الحذر إياك إياك وكم أمسك بثوبه وكم أراه مصارع المقتحمين وهو يأبى إلا الإقتحام وكم سقت في آثاركم من نصيحة ... وقد يستفيد الظنة المتنصح يا ويله ظهيرا للشيطان على ربه خصما لله مع نفسه جبري المعاصي قدري الطاعات عاجز الرأي مضياع لفرصته قاعد عن مصالحه معاتب لأقدار ربه يحتج على ربه بما لا يقبله من عبده وامرأته وأمته إذا احتجوا به عليه في التهاون في بعض أمره فلو أمر أحدهم بأمر ففرط فيه أو نهاه عن شيء فارتكبه وقال القدر ساقني إلى ذلك لما قبل منه هذه الحجة ولبادر إلى عقوبته فإن كان القدر حجة لك أيها الظالم الجاهل في ترك حق ربك فهلا كان حجة لعبدك وأمتك في ترك بعض حقك بل إذا أساء إليك مسيء وجنى عليك جان واحتج بالقدر لا شتد غضبك عليه وتضاعف جرمه عندك ورأيت حجته داحضة ثم تحتج على ربك به وتراه عذرا لنفسك فمن أولى بالظلم والجهل ممن هذه حاله هذا مع تواتر إحسان الله إليك على مدى الأنفاس أزاح عللك ومكنك من التزود إلى جنته وبعث إليك الدليل وأعطاك مؤنة السفر وما تتزود به وما تحارب به قطاع الطريق عليك فأعطاك السمع والبصر والفؤاد وعرفك الخير والشر والنافع والضار وأرسل إليك رسوله وأنزل إليك كتابه ويسره للذكر والفهم والعمل وأعانك بمدد من جنده الكرام يثبتونك ويحرسونك ويحاربون عدوك ويطردونه عنك ويريدون منك أن لا تميل إليه ولا تصالحه وهم يكفونك مؤنته وأنت تأبى إلا مظاهرته عليهم وموالاته دونهم بل تظاهره وتواليه دون وليك الحق الذي هو أولى بك قال الله تعالى وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا طرد إبليس عن سمائه وأخرجه من جنته وأبعده من قربه إذ لم يسجد لك وأنت في صلب أبيك آدم لكرامتك عليه فعاداه وأبعده ثم واليت عدوه وملت إليه وصالحته وتتظلم مع ذلك وتشتكي الطرد والإبعاد وتقول عودوني الوصال والوصل عذب ... ورموني بالصد والصد صعب نعم وكيف لا يطرد من هذه معاملته وكيف لا يبعد عنه من كان هذا وصفه وكيف يجعل من خاصته وأهل قربه من حاله معه هكذا قد أفسد ما بينه وبين الله وكدره أمره الله بشكره لا لحاجته إليه ولكن لينال به المزيد من فضله فجعل كفر نعمه والإستعانة بها على مساخطه من أكبر أسباب صرفها عنه وأمره بذكره ليذكره بإحسانه فجعل نسيانه سببا لنسيان الله له نسوا الله فأنساهم أنفسهم نسوا الله فنسيهم أمره بسؤاله ليعطيه فلم يسأله بل أعطاه أجل العطايا بلا سؤال فلم يقبل يشكو من يرحمه إلى من لا يرحمه ويتظلم ممن لا يظلمه ويدع من يعاديه ويظلمه إن أنعم عليه بالصحةوالعافية والمال والجاه إستعان بنعمه على معاصيه وإن سلبه ذلك ظل متسخطا على ربه وهو شاكيه لا يصلح له على عافية ولا على ابتلاء العافية تلقيه إلى مساخطه والبلاء يدفعه إلى كفرانه وجحود نعمته وشكايته إلى خلقه دعاه إلى بابه فما وقف عليه ولا طرقه ثم فتحه له فما عرج عليه ولا ولجه أرسل إليه رسوله يدعوه إلى دار كرامته فعصى الرسول وقال لا أبيع ناجزا بغائب ونقدا بنسيئة ولا أترك ما أراه لشيء سمعت به ويقول : خذ ما رأيت ودع شيئا سمعت به ... في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل فإن وافق حظه طاعة الرسول أطاعه لنيل حظه لا لرضى مرسله لم يزل يتمقت إليه بمعاصيه حتى أعرض عنه وأغلق الباب في وجهه ومع هذا فلم يؤيسه من رحمته بل قال متى جئتني قبلتك إن أتيتني ليلا قبلتك وإن أتيتني نهارا قبلتك وإن تقربت مني شبرا تقربت منك ذراعا وإن تقربت مني ذراعا تقربت منك باعا وإن مشيت إلى هرولت إليك ولو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا أتيتك بقرابها مغفرة ولو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ومن أعظم مني جودا وكرما عبادي يبارزونني بالعظائم وأنا أكلؤهم على فرشهم إني والجن والإنس في نبإ عظيم أخلق ويعبد غيري وأرزق ويشكر سواي خيري إلى العباد نازل وشرهم إلى صاعد أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم أفقر شيء إلي من أقبل إلي تلقيته من بعيد ومن أعرض عني ناديته من قريب ومن ترك لأجلي أعطيته فوق المزيد ومن أراد رضاي أردت ما يريد ومن تصرف بحولي وقوتي ألنت له الحديد أهل ذكري أهل مجالستي وأهل شكري أهل زيادتي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي إن تابوا إلي فأنا حبيبهم فإني أحب التوابين وأحب المتطهرين لم يتوبوا إلي فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب ومن آثرني على سواي آثرته على سواه الحسنة عندي بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة والسيئة عندي بواحدة فإن ندم عليها واستغفرني غفرتها له . كتاب :: مدارج السالكين :: للإمــــــام || ابن القيِّم الجوزية || |
![]() المرأة تبقى. مرأة ومن تقول انها لا تحتاج إلى رجل في حياتها. فهي. كاذبه. أو لم تكتشف هذي الحقيقه إلى الان. ?.
|
|
|
#46 |
|
(*( عضوة )*)
![]() |
الفصل الرابع معنى حق اليقين وعين اليقين وعلم اليقين ||#||
سُئل شيخ الاسلام أبو العباس أحمد بن تيمية رحمه الله عن قوله تعالى حق اليقين وعين اليقين و علم اليقين فما معنى كل مقام منها وأي مقال أعلى ؟ فأجاب : الحمد لله رب العالمين للناس في هذه الأسماء مقالات معروفة منها أن يقال علم اليقين ما علمه بالسماع والخبر والقياس والنظر وعين اليقين ما شاهده وعاينه بالبصر وحق اليقين ما باشره ووجده وذاقه وعرفه بالاعتبار فالأولى مثل من أخبر أن هناك عسلا وصدق المخبر أو رأى آثار العسل فاستدل على وجوده والثاني مثل من رأى العسل وشاهده وعاينه وهذا أعلى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس المخبر كالمعاينوالثالث مثل من ذاق العسل ووجد طعمه وحلاوته ومعلوم أن هذا أعلى مما قبله ولهذا يشير أهل المعرفة الى ما عندهم من الذوب والوجد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان من كان الله ورسوله أحب اليه مما سواهما ومن كان يحب المرء لا يحبه الا لله ومن كان يكره أن يرجع الى الكفر بعد اذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار وقال صلى الله عليه وسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا فالناس فيما يجده أهل الايمان ويذوقونه من حلاوة الايمان وطعمه على ثلاث درجات درجات أهل الايمان الأولى من علم ذلك مثل من يخبره به شيخ له يصدقه أو يبلغه ما أخبر به العارفون عن أنفسهم أو يجد من آثار أحوالهم ما يدل على ذلك والثانية من يشاهد ذلك وعاينه مثل أن يعاين من أحوال أهل المعرفة والصدق واليقين ما يعرف به مواجيدهم وأذواقهم وان كان هذا في الحقيقة لم يشاهد ما ذاقوه ووجدوه ولكن شاهد ما دل عليه لكن هو أبلغ من المخبر والمستدل بآثارهمالشيوخ لقد كنت في حال أقول فيها ان كان أهل الجنة في الجنة في مثل هذا الحال انهم لفي عيش طيب وقال آخر انه ليمر على القلب أوقات يرقص منها طربا وقال الآخر لأهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم درجات الناس في الايمان بالآخرة والناس فيما أخبروا به من أمر الآخرة على ثلاث درجات احداها العلم بذلك لما أخبرتهم الرسل وما قام من الأدلة على وجود ذلك الثانية اذا عاينوا ما وعدوا به من الثواب والعقاب والجنة والنار والثالثة اذا باشروا ذلك فدخل أهل الجنة الجنة وذاقوا ما كانوا يوعدون ودخل أهل النار النار وذاقوا ما كانوا يوعدون فالناس فيما يوجد في القلوب وفيما يوجد خارج القلوب على هذه الدرجات الثلاث درجات الناس فيما يخبروا بن من أمور الدنيا وكذلك في أمور الدنيا فان من أخبر بالعشق أو النكاح ولم يره ولم يذقه كان له علم به فان شاهده ولم يذقه كان له معاينة له فإن ذاقه بنفسه كان له ذوق وخبرة به ومن لم يذق الشيء لم يعرف حقيقته فان العبارة انما تفيد التمثيل والتقريب وأما معرفة الحقيقة فلا تحصل بمجرد العبارة الا لمن يكون قد ذاق ذلك الشيء المعبر عنه وعرفه وخبره ولهذا يسمون أهل المعرفة لأنهم عرفوا بالخبرة والذوق ما يعلمه غيرهم بالخبر والنظر وفي الحديث الصحيح أن هرقل ملك الروم سأل أبا سفيان بن حرب فيما سأله عنه من أمور النبي صلى الله عليه وسلم قال فهل يرجع أحد منهم دينه سخطة له بعد أن يدخل فيه قال لا قال وكذلك الايمان اذا خالطت بشاشته القلب لا يسخطه أحد القلب بين زيادة الايمان وزيادة المحبة فالايمان اذا باشر القلب وخالطته بشاشته لا يسخطه القلب بل يحبه ويرضاه فإن له من الحلاوة في القلب واللذة والسرور والبهجة ما لا يمكن التعبير عنه لمن لم يذقه والناس متفاوتون في ذوقه والفرح والسرور الذي في القلب له من البشاشة ما هو بحسبه واذا خالطت القلب لم يسخطه قال تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون وقال تعالى والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل اليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه وقال تعالى وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه ايمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون فأخبر سبحانه أنهم يستبشرون بما أنزل من القرآن والاستبشار هو الفرح والسرو وذلك لما يجدونه في قلوبهم من الحلاوة واللذه والبهجة بما أنزل الله واللذة أبدا تتبع المحبة فمن أحب شيئا ونال ما أحبه وجد اللذة به فالذوق هو ادراك المحبوب اللذة الظاهرة كالأكل مثلا حال الانسان فيها أنه يشتهي الطعام ويحبه ثم يذوقه ويتناوله فيجد حينئذ لذته وحلاوته وكذلك النكاح وأمثال ذلك وليس للخلق محبة أعظم ولا أكمل ولا أتم من محبة المؤمنين لربهم وليس في الوجود ما يستحق أن يحب لذاته من كل وجه الا الله تعالى وكل ما يحب سواه فمحبته تبع لحبه فإن الرسول عليه الصلاة والسلام انما يحب لأجل الله ويطاع لأجل الله ويتبع لأجل الله كما قال تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وفي الحديث أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي وقال تعالى قل ان كان آباؤكم الى قوله أحب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين وقال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من ولده ووالده والناس أجمعين وفي حديث الترمذي وغيره من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان وقال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله فالذين آمنوا أشد حبا لله من كل محب لمحبوبه وقد بسطنا الكلام على هذا في مواضع متعددة والمقصود هنا أن أهل الايمان يجدون بسبب محبتهم لله ولرسوله من حلاوة الايمان ما يناسب هذه المحبة ولهذا علق النبي صلى الله عليه وسلم ما يجدونه بالمحبة فقال ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان أن يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه الا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ومن ذلك ما يجدونه من ثمرة التوحيد والاخلاص والتوكل والدعاء لله وحده فإن الناس في هذا الباب على ثلاث درجات درجات الناس فيا يجدونه من ثمرة التوحيد منهم من علم ذلك سماعا واستدلالا ومنهم من شاهد وعاين ما يحصل لهم ومنهم من وجد حقيقة الاخلاص والتوكل على الله والالتجاء اليه والاستعانة به وقطع التعلق بما سواه وجرب من نفسه أنه اذا تعلق بالمخلوقين ورجاهم وطمع فيهم أن يجلبوا له منفعة أو يدفعوا عنه مضرة فإنه يخذل من جهتهم ولا يحصل مقصوده بل قد يبذل لهم من الخدمة والأموال وغير ذلك ما يرجو أن ينفعوه وقت حاجته اليهم فلا ينفعونه اما لعجزهم واما لانصارف قلوبهم عنه واذا توجه الى الله بصدق الافتقار اليه واستغاث به مخلصا له الدين أجاب دعاءه وأزال ضرره وفتح له أبواب الرحمة فمثل هذا قد ذاق من حقيقة التوكل والدعاء لله ما لم يدق غيره وكذلك من ذاق طعم إخلاص لله وارادة وجهه دون ما سواه يجد من الأحوال والنتائج والفوائد ما لا يجده من لم يكن كذلك بل من اتبع هواه في مثل طلب الرئاسة والعلو وتعلقه بالصور الجميلة أو جمعه للمال يجد في أثناء ذلك من الهموم والغموم والأحزان والآلام وضيف الصدر ما لا يعبر عنه وربما لا يطاوعه قلبه على ترك الهوى ولا يحصل له ما يسره بل هو في خوف وحزن دائما ان كان طالبا لما يهواه فهو قبل ادراكه حزين متألم حيث لم يحصل فإذا أدركه كان خائفا من زواله وفراقه وأولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فإذا ذاق هذا أو غيره حلاوة الاخلاص لله والعبادة وحلاوة ذكره ومناجاته وفهم كتابه وأسلم وجهه لله وهو محسن بحيث يكون عمله صالحا ويكون لوجه الله خالصا فإنه يجد من السرور واللذة والفرح ما هو أعظم مما يجده الداعي المتوكل الذي نال بدعائه وتوكله ما ينفعه من الدنيا أو اندفع عنه ما يضره فإن حلاوة ذلك هي بحسب ما حصل له من المنفعة أو اندفع عنه من المضرة ولا أنفع للقلب من التوحيد واخلاص الدين لله ولا أضر عليه من الاشراك فإذا وجد حقيقة الاخلاص التي هي حقيقةاياك نعبدمع حقيقة التوكل التي هي حقيقة اياك نستعين كان هذا فوق ما يجده كل أحد لم يجد مثل هذا والله أعلم . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كتاب / الزهد والورع والعبادة // لشيخ الإسلام ابن تيمية–رحمه الله تعالى رحمة واسعة -ـــــــــــــــــــ |
|
|
|
#47 |
|
(*( عضوة )*)
![]() |
[align=right]
تفسير سورة الشرح بسم الله الرحمن الرحيم أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ . -------------------------------------------------------------------------------- هذه السورة يبين الله -جل وعلا- فيها لنبيه -صلى الله عليه وسلم- بعض نعمه عليه، فيقول -جل وعلا-: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وهذا استفهام تقريري؛ لأن الهمزة إذا دخلت على النفي كان استفهاما تقريريا، ومعنى ذلك: قد شرحنا لك صدرك، فالله -جل وعلا- قد شرح صدر نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالإيمان والعلم والحكمة. وقد شُق صدر نبينا -صلى الله عليه وسلم- حسا مرتين، شُق صدره -صلى الله عليه وسلم- لما كان مسترضعا في بني سعد، جاءه ملكان فشقا صدره، وملآه نورا وحكمة، ثم شُق صدره -صلى الله عليه وسلم- ليلة المعراج، وذلك شق حقيقي. وقوله -جل وعلا-: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ يعني أنه -جل وعلا- شرح نبيه -صلى الله عليه وسلم- للإيمان والعلم والحكمة والهدى، ومن ذلك الشق الحسي الذي كان به قلبه -صلى الله عليه وسلم- مملوءا حكمة وعلما ونورا، وهذه منة على نبينا -صلى الله عليه وسلم-، كما امتن الله -جل وعلا- بذلك على عموم الخلق، قال الله -جل وعلا-: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ . وهذا الشرح -شرح الصدر للإسلام- دليل على أنه الله -جل وعلا- يُريد بعبده خيرا، كما قال تعالى: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ . ومن انشراح صدره -صلى الله عليه وسلم- أن شرحه ربه -جل وعلا- للدعوة وتحمل حال الخلق؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- في دعوته تحمل مشاق عظيمة، ولولا أن الله -جل وعلا- شرح صدره للإسلام، وشرح صدره لمثل هذه الأشياء لم يقم بأعباء هذه الرسالة. ولهذا نبي الله موسى لما أمره ربه -جل وعلا- أن يبلغ إلى فرعون قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ؛ لأن شرح الصدر في مثل هذه الأمور يؤتي ثمارا عظيمة كثيرة، فلهذا كان من شرح الله لصدر نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن شرحه لمثل هذه الأشياء، فكان -صلى الله عليه وسلم- يُعتدى عليه، ويؤذى، وتُكاد له المكائد، وتُحبل له الحبائل -صلى الله عليه وسلم-، فيقابل ذلك بالإحسان كما أمره ربه -جل وعلا-: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ . ثم قال -جل وعلا-: وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ يعني: حططنا عنك الذنب الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ يعني: أثقل ظهرك، وهذه الآية استدل بها بعض العلماء -أو أكثر العلماء- على أن الأنبياء قد يقع منهم شيء من المعاصي، ولكن المعاصي التي تقع من الأنبياء: أولا: ليست متعلقة بالبلاغ، وثانيا: ليست في الأمور التي يقتدي الناس بهم فيها، ولو حصل شيء من ذلك لنبهوا عليه، ثم إنها ليست من كبائر الذنوب، كما أنها ليست من أفعال الخسة كالزنا أو السرقة أو غيرها مما هو يعتبره الناس من أفعال الخسة. فهذا قد يقع من الأنبياء، ولكنهم يتوبون إلى الله -جل وعلا-، ويبادرون بالتوبة، وتكون حالهم بعد الذنب أحسن من حالهم قبل الذنب، كما قال الله -جل وعلا-: وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى فأكثر العلماء -وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية- أن الأنبياء قد يقع منهم بعض ذنوب، لكن هذه الذنوب ليست في البلاغ، وليست من كبائر الذنوب، وليست من أفعال الخسة. ثم إنهم إذا وقع منهم بادروا إلى التوبة، كما حصل في قصة قتل موسى للرجل قال بعد ذلك: قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وقال آدم عليه السلام وحواء: رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ . فهم يبادرون إلى التوبة، ثم تكون حالهم بعد التوبة أحسن وأكمل، ولعل الله -جل وعلا- جعل ذلك لئلا يتوهم الناس في هؤلاء الأنبياء أنهم يماثلون الله -جل وعلا-؛ لأن الله -جل وعلا- أفعاله لا تقع إلا لحكمة، وأفعاله -جل وعلا- كلها عدل، وأفعاله -جل وعلا- كلها محمودة. فلو أن الأنبياء لم يقع منهم ذنب مطلقا ربما توهم أتباعهم فيهم الألوهية من دون الله، فلعل الله -جل وعلا- أراد أن يقع من هؤلاء الأنبياء بعض الذنوب التي لا تتعلق بالبلاغ؛ ليعلم العباد أجمعون أن الذي تقع أفعاله لحكمة وبعدل، وتقع أفعالا محمودة، أن المتفرد بذلك هو الله -جل وعلا-. وقوله -جل وعلا-: وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ هذا خبر من الله -جل وعلا- لنبيه -صلى الله عليه وسلم- في معرض الامتنان، وهذه السورة -بجماهير العلماء- كانت في مكة، فقوله -جل وعلا-: وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ هذا معناه، أو استفاد منه بعض العلماء أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد غُفر له الذنب قبل أن يقع، فكان الأول والآخر مغفورا، كما قال تعالى: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ . فالنبي صلى الله عليه وسلم -بناء على هذه الآية وما استدل به بعض العلماء منها- ذنبه مغفور قبل أن يقع، وهذا كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في شأن أهل بدر: لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم . فتأويل هذا الحديث عند بعض العلماء: أن الله -جل وعلا- غفر لهم قبل أن تقع الذنوب، وعند بعض العلماء معنى هذا الحديث: أنهم لا يموتون إلا على توبة، فهم وإن أذنبوا استغفروا وماتوا قد خلصوا من الذنوب والسيئات. وهذه الآية -قوله تعالى-: وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ تحتمل هذين المعنيين، إما أن الذنب يقع مغفورا له قبل وقوعه، وهذا ظاهر من قوله -جل وعلا-: عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ فقدم -جل وعلا- العفو قبل العتاب، ويحتمل أنه -صلى الله عليه وسلم- وإن وقع منه ذنب، فإنه لا يموت -صلى الله عليه وسلم- إلا وقد تاب منه. ثم قال -جل وعلا-: وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ يعني: أن الله -جل وعلا- رفع ذكر نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وهذا الرفع للذكر كان في الجاهلية، وفي الإسلام، ويكون أيضا يوم القيامة على رؤوس الأشهاد. وهو ذكر مرفوع له -صلى الله عليه وسلم- عند أهل الأرض، وعند أهل السماء، فالملائكة يذكرونه في الملأ الأعلى إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ والله -جل وعلا- أيضا يذكره في الملأ الأعلى ويثني عليه، وأهل الأرض يذكرونه -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة، في الأذان، في كثير من الأذكار، وفي كثير العبادات، ذكره -صلى الله عليه وسلم- يجري على الألسنة. بل ذكره -صلى الله عليه وسلم- حتى في القلوب، حتى الطاعة والعبادة التي لا يتلفظ فيها بذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإن قلوب العباد تذكره؛ لأنه هو الذي دلهم على شرع الله -جل وعلا- ودينه، وكذلك هو في الآخرة يكون له الذكر الأعلى بين الخلائق؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- يكون له المقام المحمود، والشفاعة العظمى التي يشهدها الخلائق أجمعون، فيحمدونه -صلى الله عليه وسلم- بعدها، وهذا من رفع ذكره -صلى الله عليه وسلم-. ثم قال -جل وعلا-: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا يعني أن العسر يأتي بعده يسر؛ ولهذا أكده الله -جل وعلا-، فعرف العسر بالألف واللام في الآيتين، وهذا يقتضي أنهما شيء واحد، ونكر اليسر فذكره منكرا، وهذا يدل على أنهما شيئان. وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: لن يغلب عسر يسرين ولكن هذا حديث ضعيف، لكن ثبت عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومعناه من حيث اللغة صحيح؛ لأن علماء اللغة يقولون: إن الشيء إذا عرف بالألف واللام وكرر فهو شيء واحد، وإذا نكر كان شيئين، فاليسر هاهنا نكر فكان مرتين، والعسر عرف بالألف واللام فكان مرة واحدة، فهذا دليل على أنه يكون بعد العسر يسر. استنبط بعض العلماء، وقال بعض العلماء: إن الله -جل وعلا- في هذه الآية قال: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا فجاء بلفظة "مع" ولم يقل: "فإن بعد العسر يسرا" ولكن قال: "مع" قال ليدلل -جل وعلا-، أو ليبين -جل وعلا- لخلقه سرعة اليسر إليهم بعد حصول العسر. وهذه الآية وإن كانت في جميع الخلق، إلا أنه يستفاد منها أن الله -جل وعلا- ينبئ نبيه -صلى الله عليه وسلم- فيها بأن العسر الذي يحصل له من جراء دعوته للناس للرسالة، ولدين الله -جل وعلا-، سيكون بعده اليسر، وهو الفتح الذي فتحه الله -جل وعلا- على نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فأخضع له العرب، ودانت له جزيرة العرب -صلى الله عليه وسلم-. فهذا فيه بشارة لنبيه -صلى الله عليه وسلم- بأن هذه الكروب التي تتوالى عليه في سبيل دعوته لله -جل وعلا- سيجعل الله تعالى بعدها يسرا، كما قال تعالى: سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا فكانت هذه الآية، أو فكان في هذه الآية معجزة لنبيه -صلى الله عليه وسلم -؛ إذ أنزل الله -جل وعلا- عليه هذه الآية قبل أن يجعل الله -جل وعلا- له اليسر. ثم قال -جل وعلا-: فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ النصب هو التعب، وقوله: وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ معناه التجئ، وهاتان الآيتان ذكر بعض العلماء أن الله -جل وعلا- أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يوصل العبادة بالعبادة، فكلما نصب في عبادة وانتهى منها، فإنه يرغب إلى الله -جل وعلا- بعبادة أخرى. وهذا حاله -صلى الله عليه وسلم-، فكان في جميع أحواله مطيعا لله تبارك وتعالى، حتى في مجالسه التي يجلس فيها مع الناس، إما واعظا، وإما مستغفرا -صلى الله عليه وسلم-. وهذا المعنى هو الذي يدور عليه كلام كثير من السلف؛ لأن بعضهم قال: إذا نصبت من الفرائض فالتجئ أو فارغب إلى الله -جل وعلا- بفعل النوافل، وبعضهم قال: إذا انتهيت من صلاة الفريضة فارغب إلى الله -جل وعلا- بصلاة الوتر، وبعضهم قال: فإذا فرغت من الفريضة فارغب إلى الله -جل وعلا- بالدعاء. وهذه كلها ترجع إلى أنهم يقولون: إن هذا أن يصل النبي -صلى الله عليه وسلم- العبادة بالعبادة، وبعض العلماء يقول: إن هذه الآية مثلها مثل قول الله -جل وعلا-: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا . أي: إذا أقمت الجهاد، ودعوت إلى دين الله، ودخل الناس في دين الله، فعليك أن ترغب إلى ربك -جل وعلا-؛ لأن هذا إعلان أو إيذان بوفاته -صلى الله عليه وسلم- ترجمة الشيخ عبد العزيز بن محمد السعيد [/align] |
|
|
|
#48 |
|
(*( عضوة )*)
![]() |
,’
تفسير "قوله تعآلى" : إِلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ![]() التفسير:- الذين لهم عهد أمر الله رسوله أن يتم عهدهم لهم، ما لم يغيروا أو ينقضوا العهد أو يظاهروا أعداء المسلمين، فإن ظاهروهم وجب قتالهم، وإن نقضوا العهد فكذلك؛ ولذلك لما ساعدت قريش بني بكر على خزاعة انتقض عهد قريش وبني بكر، وحاربهم النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، ودخل مكة وفتحها عنوة عام ثمان من الهجرة؛ لنقضهم العهد؛ لأن خزاعة كانت في حلف النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت بنو بكر في حلف قريش وعهدهم، فهجدت بنو بكر خزاعة؛ يعني: تعدت عليهم، وأتوهم بغتة - أي فجاءة - وقاتلوهم وهم في حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستنجدوا بالرسول صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه أن ينصرهم ووعدهم النصر، وكانت قريش قد ساعدتهم بالمال والسلاح؛ فلهذا غزاهم النبي صلى الله عليه وسلم وفتح الله عليه مكة؛ لنقضهم العهد، وكان قد عاهدهم عشر سنين، فلما نقضوا العهد بمساعدتهم بني بكر انتقض عهدهم، وغزاهم النبي صلى الله عليه وسلم وفتح الله عليه. لـِ/ سمآحة الشيخ "عبدالعزيز بن بآز" رحمه الله ,, ,’ |
|
|
|
#49 |
|
(*( عضو )*)
![]() |
الله يجزاك خير ياكنوز
|
|
|
|
#50 |
|
(*( عضوة )*)
![]() |
|
: حاولني الباطل أن أجادل البرهان وأن أغيٍّر الشارة والمكان لكنني قاومت ورغم ما خسرت أعرف أنني سأكسبُ الرهان .. لـ / علي الدميني Ask me any thing
|
|
|
#51 |
|
(*( عضوة )*)
![]() |
:
تفسير سورة الناس وقال الشيخ محمد رحمه الله: بسم الله الرحمن الرحيم. وأما قوله: { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } فقد تضمنت أيضا ذكر ثلاثة: الأول: الاستعاذة، وقد تقدمت < في تفسير سورة الفلق > . الثاني: المستعاذ به / الثالث: المستعاذ منه. فأما المستعاذ به : فهو الله وحده لا شريك له، رب الناس الذي خلقهم ورزقهم ودبرهم، وأوصل إليهم مصالحهم، ومنع عنهم مضارهم. { مَلِكِ النَّاسِ } أي المتصرف فيهم وهم عبيده ومماليكه، المدبر لهم كما يشاء، الذي له القدرة والسلطان عليهم، فليس لهم مَلِكٌ يهربون إليه إذا دهمهم أمر; يخفض ويرفع ويصل ويقطع ويعطي ويمنع. { إِلَهِ النَّاسِ } أي معبودهم الذي لا معبود لهم غيره، فلا يُدْعَى ولا يُرْجَى ولا يَخْلُقُ إلا هو، فخلقهم وصوّرهم وأنعم عليهم وحماهم مما يضرهم بربوبيته، وقهرهم وأمرهم ونهاهم، وصَرَّفهم كما يشاء بملكه، واستعبدهم بالهيبة الجامعة لصفات الكمال كلها. وأما المستعاذ منه : فهو الوسواس; وهو الخفي الإلقاء في النفس، إما بصوت خفي لا يسمعه إلا من أُلقي إليه، وإما بصوت كما يوسوس الشيطان إلى العبد وأما الخناس فهو الذي يخنس ويتأخر ويختفي، وأصل الخنوس الرجوع إلى وراء، وهذان وصفان لموصوف محذوف وهو الشيطان، وذلك أن العبد إذا غفل جثم على قلبه وبذل فيه الوساوس التي هي أصل الشر; فإذا ذكر العبدُ ربه واستعاذ به، خنس. قال قتادة : الخناس له خرطوم كخرطوم الكلب، فإذا ذكر العبد ربه خنس، ويقال : رأسه كرأس الحية يضعه على ثمرة القلب يمنّيه ويحدثه، فإذا ذكر الله خنس; وجاء بناؤه على الفَعَّال الذي يتكرر منه: فإنه كلما ذكر الله انخنس، وإذا غفل عاد. وقوله: { مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } يعني أن الوسواس نوعان: إنس وجن؛ فإن الوسوسة الإلقاء الخفي، لكن إلقاء الإنس بواسطة الأذن والجني لا يحتاج إليها، ونظير اشتراكهما في الوسوسة اشتراكهما في الوحي الشيطاني في قوله: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } من تفسير الإمام المجدد للدعوة النبوية الصحيحة . محمد بن عبد الوهاب رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وأسكنه فسيح جناته .. |
|
|
|
#52 |
|
(*( عضوة )*)
![]() |
تفسير الآيات : ( 17,16,15.14,13 ) من سورة إبراهيمـــــــــــــــــ
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم { وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين (13) ولنسكننكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد (14) واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد (15) من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد (16) يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ (17) } يخبر تعالى عما توعدت به الأمم الكافرة رسلهم من الإخراج من أرضهم والنفي من بين أظهرهم كما قال قوم شعيب له ولمن آمن به : { لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا } الاية وكما قال قوم لوط : { أخرجوا آل لوط من قريتكم } الاية وقال تعالى إخبارا عن مشركي قريش : { وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا } وقال تعالى : { وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين } وكان من صنعه تعالى أنه أظهر رسوله ونصره وجعل له بسبب خروجه من مكة أنصارا وأعوانا وجندا يقاتلون في سبيل الله تعالى ولم يزل يرقيه تعالى من شيء إلى شيء حتى فتح له مكة التي أخرجته ومكن له فيها وأرغم أنوف أعدائه منهم ومن سائر أهل الأرض حتى دخل الناس في دين الله أفواجا وظهرت كلمة الله ودينه على سائر الأديان في مشارق الأرض ومغاربها في أيسر زمان ولهذا قال تعالى : { فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين * ولنسكننكم الأرض من بعدهم } وكما قال : { ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين * إنهم لهم المنصورون * وإن جندنا لهم الغالبون } وقال تعالى : { كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز } وقال تعالى : { ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر } الاية { قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين } وقال تعالى : { وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون } وقوله : { ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد } أي وعيدي هذا لمن خاف مقامي بين يدي يوم القيامة وخشي من وعيدي وهو تخويفي وعذابي كما قال تعالى : { فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى } وقال { ولمن خاف مقام ربه جنتان } وقوله : { واستفتحوا } أي استنصرت الرسل ربها على قومها قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : استفتحت الأمم على أنفسها كما قالوا : { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } ويحتمل أن يكون هذا مرادا وهذا مرادا كما أنهم استفتحوا على أنفسهم يوم بدر واستفتح رسول الله صلى الله عليه وسلم واستنصر وقال الله تعالى للمشركين : { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم } الاية والله أعلم { وخاب كل جبار عنيد } أي متجبر في نفسه عنيد معاند للحق كقوله تعالى : { ألقيا في جهنم كل كفار عنيد * مناع للخير معتد مريب * الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد } وفي الحديث [ إنه يؤتى بجهنم يوم القيامة فتنادي الخلائق فتقول : إني وكلت بكل جبار عنيد ] الحديث أي خاب وخسر حين اجتهد الأنبياء في الابتهال إلى ربها العزيز المقتدر وقوله : { من ورائه جهنم } وراء هنا بمعنى أمام كقوله تعالى : { وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا } وكان ابن عباس يقرؤها : وكان أمامهم ملك أي من وراء الجبار العنيد جهنم أي هي له بالمرصاد يسكنها مخلدا يوم المعاد ويعرض عليها غدوا وعشيا إلى يوم التناد { ويسقى من ماء صديد } أي في النار ليس له شراب إلا من حميم وغساق فهذا حار في غاية الحرارة وهذا بارد في غاية البرد والنتن كما قال : { هذا فليذوقوه حميم وغساق * وآخر من شكله أزواج } وقال مجاهد وعكرمة : الصديد من القيح والدم وقال قتادة : هو ما يسيل من لحمه وجلده وفي رواية عنه : الصديد ما يخرج من جوف الكافر قد خالط القيح والدم وفي حديث شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت : قلت يا رسول الله ما طينة الخبال ؟ قال [ صديد أهل النار ] وفي رواية [ عصارة أهل النار ] وقال الإمام أحمد : حدثنا علي بن إسحاق أنبأنا عبد الله أخبرنا صفوان بن عمرو عن عبيد الله بن بسر عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { ويسقى من ماء صديد * يتجرعه } قال : [ يقرب إليه فيكرهه فإذا أدني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره ] يقول الله تعالى : { وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم } ويقول : { وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه } الاية وهكذا رواه ابن جرير من حديث عبد الله بن المبارك به ورواه هو وابن أبي حاتم من حديث بقية بن الوليد عن صفوان بن عمرو به وقوله : { يتجرعه } أي يتغصصه ويتكرهه أي يشربه قهرا وقسرا لا يضعه في فمه حتى يضربه الملك بمطراق من حديد كما قال تعالى : { ولهم مقامع من حديد } { ولا يكاد يسيغه } أي يزدرده لسوء طعمه ولونه وريحه وحرارته أو برده الذي لا يستطاع { ويأتيه الموت من كل مكان } أي يألم له جميع بدنه وجوارحه وأعضائه قال عمرو بن ميمون بن مهران : من كل عظم وعصب وعرق وقال عكرمة : حتى من أطراف شعره وقال إبراهيم التيمي : من موضع كل شعرة أي من جسده حتى من أطراف شعره وقال ابن جرير : { ويأتيه الموت من كل مكان } أي من أمامه وخلفه وفي رواية : وعن يمينه وشماله ومن فوقه ومن تحت أرجله ومن سائر أعضاء جسده وقال الضحاك عن ابن عباس { ويأتيه الموت من كل مكان } قال : أنواع العذاب الذي يعذبه الله بها يوم القيامة في نار جهنم ليس منها نوع إلا يأتيه الموت منه لو كان يموت ولكن لا يموت لأن الله تعالى قال : { لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها } ومعنى كلام ابن عباس رضي الله عنه أنه ما من نوع من هذه الأنواع من العذاب إلا إذا ورد عليه اقتضى أن يموت منه لو كان يموت ولكنه لا يموت ليخلد في دوام العذاب والنكال ولهذا قال تعالى : { ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت } وقوله : { ومن ورائه عذاب غليظ } أي وله من بعد هذه الحال عذاب آخر غليظ أي مؤلم صعب شديد أغلظ من الذي قبله وأدهى وأمر وهذا كما قال تعالى عن شجرة الزقوم : { إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم * طلعها كأنه رؤوس الشياطين * فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون * ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم * ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم } فأخبر أنهم تارة يكونون في أكل زقوم وتارة في شرب حميم وتارة يردون إلى جحيم عياذا بالله من ذلك وهكذا قال تعالى : { هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون * يطوفون بينها وبين حميم آن } وقال تعالى : { إن شجرة الزقوم * طعام الأثيم * كالمهل يغلي في البطون * كغلي الحميم * خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم * ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم * ذق إنك أنت العزيز الكريم * إن هذا ما كنتم به تمترون } وقال : { وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال * في سموم وحميم * وظل من يحموم * لا بارد ولا كريم } وقال تعالى : { هذا وإن للطاغين لشر مآب * جهنم يصلونها فبئس المهاد * هذا فليذوقوه حميم وغساق * وآخر من شكله أزواج } إلى غير ذلك من الايات الدالة على تنوع العذاب عليهم وتكراره وأنواعه وأشكاله مما لا يحصيه إلا الله عز وجل جزاء وفاقا { وما ربك بظلام للعبيد }ـــــــــــــــــــــــــ || تفسير ابن كثيــر || ج2 ص692 |
|
|
|
#53 |
|
(*( عضوة )*)
![]() |
,’
سؤآل عن تفسير قوله تعآلى: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ![]() جوآب سمآحة الشيخ "عبدالعزيز بن بآز" رحمه الله ,, معنى الآية الكريمة عند العلماء أن الله سبحانه منورها فجميع النور الذي في السموات والأرض ويوم القيامة كله من نوره سبحانه. والنور نوران: نور مخلوق وهو ما يوجد في الدنيا والآخرة وفي الجنة وبين الناس الآن من نور القمر والشمس والنجوم، وهكذا نور الكهرباء والنار كله مخلوق وهو من خلقه سبحانه وتعالى. أما النور الثاني: فهو غير مخلوق بل هو من صفاته سبحانه وتعالى. والله سبحانه وبحمده بجميع صفاته هو الخالق وما سواه مخلوق فنور وجهه عز وجل ونور ذاته سبحانه وتعالى كلاهما غير مخلوق بل هما صفة من صفاته جل وعلا. وهذا النور العظيم وصف له سبحانه وليس مخلوقا بل هو صفة من صفاته كسمعه وبصره ويده وقدمه وغير ذلك من صفاته العظيمة سبحانه وتعالى، وهذا هو الحق الذي درج عليه أهل السنة والجماعة. ,’ |
|
|
|
#54 |
|
(*( عضوة )*)
![]() |
:
من سورة الكهف ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا(1)قَيِّمًا لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا(2)مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا(3)وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا(4)مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَة تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا(5) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا(6)إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً(7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا(8) ) {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} أي الثناء الكامل مع التعظيم والإِجلال لله الذي أنزل على رسوله محمد القرآن نعمةً عليه وعلى سائر الخلق {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا}أي لم يجعل فيه شيئاً من العوج لا في ألفاظه ولا في معانيه، وليس فيه أي عيبٍ أو تناقض { قَيِّمًا}أي مستقيماً لا اختلاف فيه ولا تناقض، قال الطبري: هذا من المُقدَّم والمؤخر أي أنزل الكتاب قيّماً ولم يجعل له عِوَجاً يعني مستقيماً لا اختلاف فيه ولا تفاوت، ولا اعوجاج ولا ميل عن الحق، {لِيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ} أي لينذر بهذا القرآن الكافرين عذاباً شديداً من عنده تعالى {وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ} أي ويبشّر المصدقين بالقرآن الذين يعملون الأعمال الصالحة {أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا}أي أن لهم الجنة وما فيها من النعيم المقيم {مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا}أي مقيمين في ذلك النعيم الذي لا انتهاء له ولا انقضاء {وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا}أي ويخوّف أولئك الكافرين الذين نسبوا لله الولد عذابه الأليم، قال البيضاوي: خصَّهم بالذكر وكرَّر الإِنذار استعظاماً لكفرهم، وإِنما لم يذكر المُنْذَر به استغناءً بتقدم ذكره {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ}أي ما لهم بذلك الافتراء الشنيع شيءٌ من العلم أصلاً {وَلا لآبَائِهِمْ} أي ولا لأسلافهم الذين قلَّدوهم فتاهوا جميعاً في بيداء الجهالة والضلالة {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} أي عظمت تلك المقالة الشنيعة كلمة قبيحة ما أشنعها وأفظعها؟ خرجت من أفواه أولئك المجرمين، وهي في غاية الفساد والبطلان {إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا}أي ما يقولون إلا كذباً وسفهاً وزوراً {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ}أي فلعلك قاتلٌ نفسك يا محمد ومهلكها غّماً وحزناً على فراقهم وتوليهم وإِعراضهم عن الإِيمان {إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا}أي إن لم يؤمنوا بهذا القرآن حسرةً وأسفاً عليهم، فما يستحق هؤلاء أن تحزن وتأسف عليهم، والآية تسليةٌ للنبي عليه السلام {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا}أي جعلنا ما عليها من زخارف ورياش ومتاع وذهب وفضة وغيرها زينة للأرض كما زينا السماء بالكواكب {لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}أي لنختبر الخلق أيهم أطوع لله وأحسن عملاً لآخرته {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا}أي سنجعل ما عليها من الزينة والنعيم حطاماً وركاماً حتى تصبح كالأرض الجرداء التي لا نبات فيها ولا حياة بعد أن كانت خضراء بهجة، قال القرطبي: الآية وردت لتسلية النبي صلى الله عليه وسلم، والمعنى: لا تهتم يا محمد للدنيا وأهلها فإِنا إِنما جعلنا ذلك امتحاناً واختباراً لأهلها، فمنهم من يتدبر ويؤمن ومنهم من يكفر، ثم إن يوم القيامة بين أيديهم، فلا يعظمنَّ عليك كفرهُم فإِنا سنجازيهم " والله أعلم " |
|
|
|
#55 |
|
(*( عضوة )*)
![]() |
:
تفسير آيات من سورة الملك الآيات من آية " 11 " الى آية " 12 " فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11) فاعترفوا بتكذيبهم وكفرهم الذي استحقوا به عذاب النار, فبعدًا لأهل النار عن رحمة الله. إِنَّ الَّذِين َيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌكَبِيرٌ (12) إن الذين يخافون ربهم, فيعبدونه, ولا يعصونه وهم غائبون عن أعين الناس ويخشون العذاب في الآخرة قبل معاينته, لهم عفو من الله عن ذنوبهم, وثواب عظيم وهو الجنة. وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(13) وأخفوا قولكم- أيها الناس- في أي أمر من أموركم أو أعلنوه, فهما عند الله سواء إنه سبحانه عليم بمضمرات الصدور, فكيف تخفى عليه أقوالكم وأعمالكم؟ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(14) ألا يعلم ربُّ العالمين خَلْقه وشؤونهم، وهو الذي خَلَقهم وأتقن خَلْقَهُمْ وأحسنه وهو اللطيف بعباده, الخبير بهم وبأعمالهم. هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ(15) الله وحده هو الذي جعل لكم الأرض سهلة ممهدة تستقرون عليها فامشوا في نواحيها وجوانبها, وكلوا من رزق الله الذي يخرجه لكم منها وإليه وحده البعث من قبوركم للحساب والجزاء. وفي الآية إيماء إلى طلب الرزق والمكاسب وفيها دلالة على أن الله هو الإله الحق وحده لا شريك له، وعلى قدرته, والتذكير بنعمه, والتحذير من الركون إلى الدنيا " والله أعلم " |
|
|
|
#56 |
|
(*( عضوة )*)
![]() |
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير قول الله تعالى :{ وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً (72) } سورة الإسراء . قوله تعالى: ( وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى ) أي في الدنيا عن وإبصار الحق. (فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ) (أَعْمى ). وقال عكرمة: جاء نفر من أهل اليمين إلى ابن عباس فسألوه عن هذه الآية فقال: اقرءوا ما قبلها " رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ " - إلى- " تَفْضِيلًا " . قال ابن عباس: من كان في هذه النعم والآيات التي رأى أعمى فهو عن الآخرة التي لم يعاين أعمى وأضل سبيلا. وقيل: المعنى من عمى عن النعم التي أنعم الله بها عليه في الدنيا فهو عن نعم الآخرة أعمى. وقيل: المعنى من كان في الدنيا التي أمهل فيها وفسح له ووعد بقبول التوبة أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا. وقيل: ومن كان في الدنيا أعمى عن حجج الله بعثه الله يوم القيامة أعمى، كما قال : " وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى " الآيات. وقال:" وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ ". وقيل : المعنى في قوله" فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى " في جميع الأقوال: أشد عمى، لأنه من عمى القلب، ولا يقال مثله في عمى العين. قال الخليل وسيبويه : لأنه خلقة بمنزلة اليد والرجل . فلم يقل ما أعماه كما لا يقال ما أيداه. الأخفش : لم يقل فيه ذلك لأنه على أكثر من ثلاثة أحرف، وأصله أعمى . وقد أجاز بعض النحويين ما أعماه وما أعشاه، لأن فعله عمى وعشى. وقال الفراء: حدثني بالشام شيخ بصرى أنه سمع العرب تقول : ما أسود شعره. قال الشاعر: ما في المعالي لكم ظل ولا ثمر ... وفي المخازي لكم أشباح أشياخ أما الملوك فأنت اليوم ألأمهم ... لؤما وأبيضهم سربال طباخ وأمال أبو بكر وحمزة والكسائي وخلف الحرفين" أعمى" و" أعمى" وفتح الباقون. وأمال أبو عمرو الأول وفتح الثاني . ( وَأَضَلُّ سَبِيلًا ) يعنى أنه لا يجد طريقا إلى الهداية . تفسير الإمام القرطبي - رحمه الله تعالى - |
|
|
|
#57 |
|
(*( عضوة )*)
![]() |
تفسير : { وَاتلُ عليهِم نبأ الذِي آتيناهُ آياتنا فانسلخَ مِنها فأتبعه الشيطان فكان من
[align=right]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) } [ سورة الأعراف (7) : الآيات 175 إلى 176 ] [/align]
فشبه سبحانه من آتاه كتابه ، وعلمه العلم الذي منعه غيره. فترك العمل به واتبع هواه ، وآثر سخط اللّه على رضاه ، ودنياه على آخرته ، والمخلوق على الخالق : بالكلب الذي هو من أخس الحيوانات ، وأوضعها قدرا ، وأخسها نفسا. وهمته لا تتعدى بطنه. وأشدها شرها وحرصا. ومن حرصه : أنه لا يمشي إلا وخطمه في الأرض يتشمم ، ويستروح حرصا وشرها. ولا يزال يشم دبره دون سائر أجزاء جسمه وإذا رميت إليه بحجر رجع إليه ليعضه من فرط نهمته. وهو من أمهن الحيوانات وأحملها للهوان ، وأرضاها بالدنايا والجيف القذرة المروحة أحب إليه من اللحم ، والعذرة أحب إليه من الحلوى. وإذا ظفر بميتة تكفي مائة كلب لم يدع كلبا يتناول معه منها شيئا إلّا هرّ عليه وقهره ، لحرصه وبخله وشرهه , ومن عجيب أمره وحرصه : أنه إذا رأى ذا هيئة رثة وثياب دنية ، وحال زريّة نبحه ، وحمل عليه ، كأنه يتصور مشاركته له ، ومنازعته في قوته. وإذا رأى ذا هيئة وثياب جميلة ورئاسة : وضع له خطمه بالأرض ، وخضع له ، ولم يرفع إليه رأسه , وفي تشبيه من آثر الدنيا وعاجلها على اللّه والدار الآخرة مع وفور علمه : بالكلب في حال لهثه : سر بديع وهو أن هذا الذي حاله ما ذكره اللّه من انسلاخه من آياته واتباعه هواه : إنما كان لشدة لهفه على الدنيا. لانقطاع قلبه عن اللّه والدار الآخرة. فهو شديد اللهف عليها ، ولهفه نظير لهف الكلب الدائم في حال إزعاجه وتركه , واللهف واللهث شقيقان وأخوان في اللفظ والمعنى ؛ قال ابن جريج : الكلب منقطع الفؤاد ، لا فؤاد له : إن تحمل عليه يلهث ، أو تتركه يلهث. فهو مثل الذي يترك الهدى ، لا فؤاد له إنما فؤاده منقطع ؛ قلت : مراده بانقطاع فؤاده : أنه ليس له فؤاد يحمله على الصبر وترك اللهث وهكذا هذا الذي انسلخ من آيات اللّه ، لم يبق معه فؤاد يحمله على الصبر عن الدنيا ، وترك اللهف عليها. فهذا يلهث على الدنيا من قلة صبره عنها. وهذا يلهث من قلة صبره عن الماء ؛ فالكلب من أقل الحيوانات صبرا عن الماء ، وإذا عطش أكل الثرى من العطش ، وإن كان فيه صبر على الجوع. وعلى كل حال فهو أشد الحيوانات لهثا : يلهث قائما ، وقاعدا ، وماشيا ، وواقفا. وذلك لشدة حرصه ، فحرارة الحرص في كبده توجب له دوام اللهث ؛ فهكذا مشبهه : شدة الحرص وحرارة الشهوة في قلبه توجب له دوام اللهث فإن حملت عليه بالموعظة والنصيحة فهو يلهث ، وإن تركته ولم تعظه فهو يلهث ؛ قال مجاهد : ذلك مثل الذي أوتي الكتاب ولم يعمل به. وقال ابن عباس : إن تحمل عليه الحكمة لم يحملها. وإن تتركه لم يهتد إلى خير ، كالكلب إن كان رابضا لهث ، وإن طرد لهث , وقال الحسن : هو المنافق لا يثبت على الحق ، دعي أو لم يدع ، وعظ أو لم يوعظ. كالكلب يلهث طردا وتركا , وقال عطاء : ينبح إن حملت عليه أو لم تحمل عليه , وقال أبو محمد بن قتيبة : كل شيء يلهث فإنما يلهث من إعياء أو عطش ، إلا الكلب ، فإنه يلهث في حال الكلال ، وحال الراحة ، وحال الصحة ، وحال المرض والعطش ؛ فضربه اللّه مثلا لمن كذب بآياته ، وقال : إن وعظته فهو ضال ، وإن تركته فهو ضال. كالكلب إن طردته لهث ، وإن تركته على حاله لهث , ونظيره قوله سبحانه : { وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ }. وتأمل ما في هذا المثل من الحكم والمعاني ؛ فمنها قوله : { آتَيْناهُ آياتِنا } فأخبر سبحانه أنه هو الذي آتاه آياته. فإنها نعمة واللّه هو الذي أنعم بها علينا. فأضافها إلى نفسه. ثم قال : { فَانْسَلَخَ مِنْها } أي خرج منها ، كما تنسلخ الحية من جلدها وفارقها فراق الجلد يسلخ عن اللحم ولم يقل : فسلخناه منها لأنه هو الذي تسبب إلى انسلاخه منها باتباعه هواه , ومنها قوله سبحانه : { فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ } أي لحقه وأدركه ، كما قال في قوم فرعون : { فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ } وكان محفوظا محروسا بآيات اللّه محميّ الجانب بها من الشيطان لا ينال منه شيئا إلا على غرّة وخطفة ؛ فلما انسلخ من آيات اللّه ظفر به الشيطان ظفر الأسد بفريسته { فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ } العاملين بخلاف علمهم ، الذين يعرفون الحق ويعملون بخلافة ، كعلماء السوء , ومنها أنه سبحانه قال : { وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها } فأخبر سبحانه أن الرفعة عنده ليست بمجرد العالم. فإن هذا كان من العلماء ، وإنما هي باتباع الحق وإيثاره ، وقصد مرضاة اللّه. فإن هذا كان من أعلم أهل زمانه. ولم يرفعه اللّه بعلمه ، ولم ينفعه به. نعوذ باللّه من علم لا ينفع , وأخبر سبحانه أنه هو الذي يرفع عبده إذا شاء بما آتاه من العلم ، وإن لم يرفعه اللّه فهو موضوع ، لا يرفع أحد به رأسا. فإن الرب الخافض الرافع سبحانه خفضه ولم يرفعه , والمعنى : لو شئنا فضلناه وشرفناه ورفعنا قدره ومنزلته بالآيات التي آتيناه , قال ابن عباس : لو شئنا لرفعناه بعلمه , وقالت طائفة : الضمير في قوله «لرفعناه» عائد على الكفر , والمعنى : لو شئنا لرفعنا عنه الكفر بما معه من آياتنا , قال مجاهد وعطاء : لرفعنا عنه الكفر بالإيمان وعصمناه وهذا المعنى حق والأول هو مراده الآية وهذا من لوازم المراد , وقد تقدم أن السلف كثيرا ما ينبهون على لازم معنى الآية ، فيظن الظان أن ذلك هو المراد منها قوله : { وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ } قال سعيد بن جبير : ركن إلى الأرض. وقال مجاهد : سكن. وقال مقاتل : رضي بالدنيا. وقال أبو عبيدة : لزمها وأبطأ , والمخلد من الرجال : هو الذي يبطئ في مشيته , ومن الدواب : التي تبقى ثناياه إلى أن تخرج رباعيته وقال الزجاج : خلد وأخلد وأصله من الخلود وهو الدوام والبقاء يقال : أخلد فلان بالمكان إذا أقام به ؛ قال مالك بن نويرة : بأبناء حي من قبائل مالك ... وعمرو بن يربوع أقاموا فأخلدوا قلت : ومنه قوله تعالى : { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ } أي قد خلقوا للبقاء ، لذلك لا يتغيرون ولا يكبرون ، وهم على سن واحد أبدا , وقيل : هم المقرّطون في آذانهم والمسورون في أيديهم. وأصحاب هذا القول فسروا اللفظة ببعض لوازمها. وذلك أمارة التخليد على ذلك السن فلا تنافي بين القولين , وقوله : { وَاتَّبَعَ هَواهُ } قال الكلبي : اتبع مسافل الأمور ، وترك معاليها , وقال أبو روق : اختار الدنيا على الآخرة. وقال عطاء : أراد الدنيا وأطاع شيطانه. وقال ابن زيد : كان هواه مع القوم ، يعني الذين حاربوا موسى وقومه وقال ابن يمان : اتبع امرأته لأنه هي التي حملته على ما فعل ؛ فإن قيل : الإستدراك «بـ لكن» يقتضي أن يثبت بعدها ما نفي قبلها ، أو ينفي ما أثبت ، كما تقول : لو شئت لأعطيته ، لكني لم أعطه ، ول شئت لما فعلت كذا لكني فعلته , والإستدراك يقتضي : ولو شئنا لرفعناه بها ولكنا لم نشأ ، أو لم نرفعه ، فكيف استدرك بقوله : { وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ } بعد قوله : { لَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها } قيل : هذا من الكلام الملحوظ فيه جانب المعنى ، المعدول فيه عن مراعاة الألفاظ إلى المعاني. وذلك أن مضمون قوله : { وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها } أنه لم يتعاط الأسباب التي تقتضي رفعه بالآيات : من إيثار اللّه ومرضاته على هواه ، ولكنه آثر الدنيا ، وأخلد إلى الأرض واتبع هواه , وقال الزمخشري : المعنى : ولو لزم آياتنا لرفعناه بها. فذكر المشيئة والمراد ما هي تابعة له ومسببة عنه ، كأنه قيل : لو لزمها لرفعناه بها. قال : ألا ترى إلى قوله : { وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ } فاستدرك المشيئة بإخلاده الذي هو فعله. فوجب أن يكون : ولو شئنا في معنى : ما هو فعله ، ولو كان الكلام على ظاهره لوجب أن يقال : ولو شئنا لرفعناه ، ولكنا لم نشأ فهذا من الزمخشري شنشنة «1» نعرفها من قدري ناف للمشيئة العامة ، مبعد للنجعة في جعل كلام اللّه معتزليا قدريا ؛ فأين قوله : { وَلَوْ شِئْنا } من قوله : ولو لزمها ثم إذا كان اللزوم لها موقوفا على مشيئة اللّه - وهو الحق - بطل أصله , وقوله : إن مشيئة اللّه تابعة للزوم الآيات : من أفسد الكلام وأبطله ، بل لزومه لآياته تابع لمشيئة اللّه ، فمشيئة اللّه سبحانه متبوعة لا تابعة. وسبب لا مسبب وموجب مقتض لا مقتضى فما شاء اللّه وجب وجوده وما لم يشأ امتنع وجوده . ــــــــــ (1) الشنشنة : الخلق والطبيعة . ــــــــــــ تفسير القرآن الكريم للعلامة / ابن القيّـم الجوزيّة - رحمه الله تعالى رحمةً واسعة |
|
|
|
#58 |
|
(*( عضوة )*)
![]() |
:
تفسير قوله تعالى " ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام " الأولى : قوله تعالى : ومن الناس من يعجبك قوله لما ذكر الذين قصرت همتهم على الدنيا - في قوله : فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا - والمؤمنين الذين سألوا خير الدارين ذكر المنافقين لأنهم أظهروا الإيمان وأسروا الكفر . قال السدي وغيره من المفسرين : نزلت في الأخنس بن شريق ، واسمه أبي ، والأخنس لقب لقب به ؛ لأنه خنس يوم بدر بثلاثمائة رجل من حلفائه من بني زهرة عن قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على ما يأتي في " آل عمران " بيانه . وكان رجلا حلو القول والمنظر ، فجاء بعد ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأظهر الإسلام وقال : الله يعلم أنى صادق ، ثم هرب بعد ذلك ، فمر بزرع لقوم من المسلمين وبحمر فأحرق الزرع وعقر الحمر . قال المهدوي : وفيه نزلت ولا تطع كل حلاف مهين . هماز مشاء بنميم [ ص: 16 ] و ويل لكل همزة لمزة . قال ابن عطية : ما ثبت قط أن الأخنس أسلم . وقال ابن عباس : ( نزلت في قوم من المنافقين تكلموا في الذين قتلوا في غزوة الرجيع : عاصم بن ثابت ، وخبيب ، وغيرهم ، وقالوا : ويح هؤلاء القوم ، لا هم قعدوا في بيوتهم ، ولا هم أدوا رسالة صاحبهم ) ، فنزلت هذه الآية في صفات المنافقين ، ثم ذكر المستشهدين في غزوة الرجيع في قوله : ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله . وقال قتادة ومجاهد وجماعة من العلماء : نزلت في كل مبطن كفرا أو نفاقا أو كذبا أو إضرارا ، وهو يظهر بلسانه خلاف ذلك ، فهي عامة ، وهي تشبه ما ورد في الترمذي أن في بعض كتب الله تعالى : إن من عباد الله قوما ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر ، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين ، يشترون الدنيا بالدين ، يقول الله تعالى : أبي يغترون ، وعلي يجترئون ، فبي حلفت لأتيحن لهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانا . ومعنى ويشهد الله أي يقول : الله يعلم أني أقول حقا . وقرأ ابن محيصن ويشهد الله على ما في قلبه بفتح الياء والهاء في " يشهد " " الله " بالرفع ، والمعنى يعجبك قوله ، والله يعلم منه خلاف ما قال . دليله قوله : والله يشهد إن المنافقين لكاذبون . وقراءة ابن عباس : " والله يشهد على ما في قلبه " . وقراءة الجماعة أبلغ في الذم ؛ لأنه قوي على نفسه التزام الكلام الحسن ، ثم ظهر من باطنه خلافه . وقرأ أبي وابن مسعود : " ويستشهد الله على ما في قلبه " وهي حجة لقراءة الجماعة . الثانية : قال علماؤنا : وفي هذه الآية دليل وتنبيه على الاحتياط فيما يتعلق بأمور الدين والدنيا ، واستبراء أحوال الشهود والقضاة ، وأن الحاكم لا يعمل على ظاهر أحوال الناس وما يبدو من إيمانهم وصلاحهم حتى يبحث عن باطنهم ؛ لأن الله تعالى بين أحوال الناس ، وأن منهم من يظهر قولا جميلا وهو ينوي قبيحا . فإن قيل : هذا يعارضه قوله عليه السلام : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله الحديث ، وقوله : فأقضي له على نحو ما أسمع ، فالجواب أن هذا كان في صدر الإسلام ، حيث كان إسلامهم سلامتهم ، وأما وقد عم الفساد فلا ، قاله ابن العربي . قلت : والصحيح أن الظاهر يعمل عليه حتى يتبين خلافه ، لقول عمر بن الخطاب [ ص: 17 ] رضي الله عنه في صحيح البخاري : أيها الناس ، إن الوحي قد انقطع ، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم ، فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه ، وليس لنا من سريرته شيء ، الله يحاسبه في سريرته ، ومن أظهر لنا سوءا لم نؤمنه ولم نصدقه ، وإن قال إن سريرته حسنة . الثالثة : قوله تعالى : وهو ألد الخصام الألد : الشديد الخصومة ، وهو رجل ألد ، وامرأة لداء ، وهم أهل لدد . وقد لددت - بكسر الدال - تلد - بالفتح - لددا ، أي صرت ألد . ولددته - بفتح الدال - ألده - بضمها - إذا جادلته فغلبته . والألد مشتق من اللديدين ، وهما صفحتا العنق ، أي في أي جانب أخذ من الخصومة غلب . و الخصام في الآية مصدر خاصم ، قاله الخليل . وقيل : جمع خصم ، قاله الزجاج ، ككلب وكلاب ، وصعب وصعاب ، وضخم وضخام . والمعنى أشد المخاصمين خصومة ، أي هو ذو جدال ، إذا كلمك وراجعك رأيت لكلامه طلاوة وباطنه باطل . وهذا يدل على أن الجدال لا يجوز إلا بما ظاهره وباطنه سواء . وفي صحيح مسلم عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم . " تفسير القرطبي " |
|
|
|
#59 |
|
(*( عضوة )*)
![]() |
[align=right]
[ قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " كل شيء معلق بمشيئة الله فإنه مقرون بالحكمة ؛ لأن الله عز وجل لا يشاء مشيئة مجردة ، بل مشيئته تابعة لحكمته ، ودليل ذلك قوله تعالى : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما ) .. فقوله تعالى : ( إن الله كان عليما حكيما ) يدل على أن مشيئته مقرونة بالعلم والحكمة . " ( تفسير سورة يس / ص 236 ) [/align] |
|
|
|
#60 |
|
(*( عضوة )*)
![]() |
ا{يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر}
لوتصورت هذا المشهد يخرج الناس من قبورهم على هذا الوجه لتصورت أمراً عظيماً لانظير له!! ،هؤلاء العالم من آدم إلى أن تقوم الساعة كلهم يخرجون خروج رجل واحد في آن واحد من هذه القبور المبعثرة في مشارق الأرض ومغاربها ومن غير القبور كالذي ألقي في لجة البحر أوأكلته الحيتان وما أشبه ذلك [والإن...سان إذاتصور الحال في ذلك الوقت مجرد تصور فإنه يرتعب ويخاف وإذاكان عاقلا مؤمناً عمل لهذا اليوم] [تفسير القرآن الكريم للشيخ ابن عثيمين رحمه الله-جزء عمّ - سورة القارعة - ص301 ] |
|
|
|
#61 |
|
(*( عضوة )*)
![]() |
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-
تأمّل قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولاتجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا } انظر للترتيب اجتنبوا كثيراً من الظن ؛فإذا ظن الإنسان بأخيه شيئًا تجسس عليه ، ولهذا قال ولاتجسسوا ؛ فإذا تجسس صار يغتابه ولهذا قال في الثالثة قال تعالى ( ولايغتب بعضكم |
|
|
|
#63 |
|
(*( عضوة )*)
![]() |
{وإنا لجَاعلون مَا عَليها صعيداً جُرُزاً}
إذا قامت القيامة أين القصور لاقصور لاجبال لاأشجار،الأرض كأنها حجر واحد أملس،مافيها لابناء ولاأشجار،سيحولها الله تعالى{جُرزا}خالية من زينتها التي كانت عليها،وبلحظة:كن فيكون،إذاً هذه الأرض يا أخي لايتعلَّق قلبك بها فهي زائلة،وستصير كأن لم تكن كما قال سبحانه{كأن لم تغن بالأمس} الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- ا {بتصرف يسير : من تفسير القرآن الكريم للشيخ رحمه الله - سورة الكهف - ص20 ] |
|
|
|
#64 |
|
(*( عضوة )*)
![]() |
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-
إن النصارى سمّوا أنفسهم بالمسيحيين تلطيفاً لحالهم ليوهموا أنهم على دين المسيح ، والواقع أن المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام بريء منهم وأنهم ليسوا على دينه ، إذ لو كانوا على دينه وقابلين له لقبلوا بشارته بالنبي صلى لله عليه وسلم، فإن عيسى بشرهم به وقال ( يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد ) . [تفسير القرآن الكريم للشيخ رحمه الله - من تفسير قوله تعالى ( أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلا يُنْقِذُونِ ) - ص86] |
|
|
|
#65 |
|
(*( عضوة )*)
![]() |
[align=right]
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- ا{وَاضرب لهم مثل الحياةِ الدنيا كماءٍ أَنْزَلْنَاهُ من السَّمَاءِ فاختلطَ بهِ نباتُ الأرض فأصبحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ } أن الحياة الدنيا كماء نزل على أرضٍ فأنبتت {فأصبح هشيماً تذوره الرياح} يبس وصارت الرياح تطير به !! ،هكذا أيضاً الدنيا!! . والعاقل إذا قرأ القرآن وتبصر؛ عرف قيمة الدنيا، وأنها ليست بشيء، وأنها مزرعة للآخرة، فان...ظر ماذا زرعت فيها لآخرتك؟ [بتصرف : شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين - المجلد الثالث باب فضل الزهد في الدنيا ] [/align] |
|
|
|
#66 |
|
(*( عضوة )*)
![]() |
[align=right]
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- ا( اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا ) الوارث منّا :يعني اجعل التمتيع بهذه الأمور : السمع والبصر والقوة الوارث منا ، يعني اجعله يمتد إلى آخر حياتنا حتى يبقى بعدنا ويكون كالوارث لنا ، وهو كناية عن استمرار هذه القوات إلى الموت . [/align] |
|
![]() |
| العلامات المرجعية |
| يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| (( عمودي )) | وليد العمودي | ..: مرقاب الرّكن الهادئ :.. | 132 | 20-06-2011 09:11 AM |
| مقناص الربع الاول من عام 1430 هـ - في ربوع جازان | صالح العبدلى | ..: مرقاب الإبل و الفُروسيّة و المقنَاص :.. | 27 | 01-08-2009 04:13 PM |
| اغلى الهدايا .. ياعفاس .. ويافيصل ! | عناد النفيعي | ..: مرقاب المَواهِب :.. | 48 | 11-02-2009 06:49 AM |
| خالد بن عبدالمحسن بن حميد | ناصر النفيعي | ..: المرقَاب الشّعبي :.. | 69 | 24-10-2008 03:00 AM |
| ما للعدو فرحه | عقاب العماني | ..: المرقَاب الشّعبي :.. | 33 | 27-01-2003 11:18 PM |
![]() |
![]() |