ذكــــــــــــــاء صــــبي

يقال ان احد السلاطين امتحن ذكاء وزيره فسأله عما يرمز اليه صوت غليان الماء اذا فار في القدر او الابريق؟!

ومناه بالجائزه ان اصاب وخوفه من العقوبة ان لم يصب!!! واعطاه مهلة للتفكير ....

فركب الى الافاق يسأل عن المعنى فلم يهتد اليه.

وفي يوم من الايام مر بصبي فسأله عن اهله؟

فقال الصبي: والدي ذهب يرزل لحيته- (الرزاله التعرض للسباب والمشاكل) وامي ذهبت تسلف دمعه.!!!!

فاستغرب هذا الكلام وطلب شرح معناه !!

فقال الصبي: ان والدي ذهب يبذر خضرة بين الطرق, فلا بد ان يتعرض للترزل من العالم. ووالدتي ذهبت تعزي ناسا في فقيد لهم, فدفعتها في العزاء سلفة مردوده اذا كان عندنا فقيد.

فعلم ان هذا الصبي هو الذي سيحل اللغز, وفعلا كان ماتوقعه, فالصبي استسهله منذ عرضه عليه, ولكنه اشترط ان تكون الجائزه له ان اصاب وعليه العقوبه ان اخطأ, فقبل الوزير ذلك واستاذن اهله في مرافقة الوزير الى الملك.

وكان جواب الصبي بان صياح الماء مفسر بهذه العباره:

انا الماء مع كل واد جريت , ولكل عرق سقيت , ومن غذائي اكتويت !!

فلما سمع الملك هذا الكلام طلب ماء وعرضه امام الصبي, فعرض عليه الصبي عصا, فلمس الشيخ لحيته , فلمس الصبي راسه.!!!!

فغضب الملك وشتمه وامر باخراجه!!

فلما خرجوا قال الوزير للصبي : كيف اغضبت الملك؟
فقال الصبي : لا تخف سيدعونا الأن!!
فقال : مامعنى هذه الرموز بينك وبين الملك؟
فقال الصبي: اما الماء فيحذرني به رمزا عن الخطر, يقول : انا البحر فلا تقربني فتغرق!!!
فعرضت العصا على الماء كناية عن الجسر والمعنى: انني لا اسير الا بتفكير مع طريق.
ولمس لحيته اشارة الا انه مسن, يكني بتجربته...
فلمست راسي (وهو مقر العقل) اشارة مني الى ان العبرة بالعقل, لانه هبة من الله قد يناله الصغير ويحرم منه المسن.

فدعاه الملك ورغبه في البقاء عنده,,,,, فاستاذن اهله واصبح وزيرا....

المصدر (من ادابنا الشعبيه في الجزيره العربيه (قصص واشعار))