قناعاتي ( الفزعه...والعلاقات الاجتماعية)

الفزعة....... والعلاقات الاجتماعية!!

حسن : الو .. الو
ناصر : هلا ... حسن ... كيف الحال
حسن : انا بخير ... بس تكفى ابي فزعتك !!
ناصر : ابشر ... اخ ... وعزيز
حسن : انا .. أكلمك من الشرطة ... مشتكي على واحد يطلبني دين ... ولا اقدر اطلع الا بكفيل
ناصر : زين عسى الدين ...بس...ما هو... واجد
حسن : حوالي 250 ألف ريال
ناصر : ( يا.. ساتر !! ) وكم له الدين
حسن : حوالي ست سنوات ....!!!
ناصر : انت تعرف وش يعني ..(( كفيل )) .. يعني لو ما سددت ... أنا اسدد والا اصير مكانك
حسن : يا .. بن الحال ... أنا ابدبر له المبلغ أول ما أطلع !!!!
ناصر : الحين ما دبرت المبلغ ... من ست سنوات ... تبي تدبره في ايام .... إسمحلي ما اقدر...
حسن : افاااااا .... يعني ما ودك تكفلني ؟؟؟ .................................. انتهت العلاقة

حسن : طق ... طق ... طق
ناصر : زين ... زين ... ( هلا والله بالجار ... أنت ما سافرت ؟؟؟ )
حسن : والله ... توني ... وبصراحة أنا جايك أبي فزعتك ..
ناصر : سلامات ... أحد من العيال فيه شئ ... لا سمح الله
حسن : لا .. لا .. ابد ... بس أبي تعطيني سيارتك الصالون !!! أسافر عليها ... اسبوعين وراجع
ناصر : وسيارتك ؟؟؟ وين ؟؟؟
حسن : تعرف سيارتي صغيرة وأنا معي عيال واجد ... ورح نضيق على أنفسنا ... وقلنا .. مالنا .. الا سيارة الجار!!
ناصر : والله ... ما تغلى عليك ... بس مشوار ... مشوارين .. أما سفر ... ما .. اعتقد !!
حسن : افااااا .... يعني أفهم إنك ما تبي تعطيني السيارة ................... انتهت العلاقة

محمد : السلام عليكم
ناصر : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
محمد : الأخ ناصر
ناصر : إي نعم .. أي خدمة
محمد : أنا .. جايك من طرف .. حسن اللي عطاك ملفي ... بخصوص الوظيفة
ناصر : بس ما ينطبق عليك ولا شرط أبدا ...
محمد : يدق على حسن بالجوال ويقول لناصر ( خذ حسن يبي يكلمك !! )
ناصر : هلا حسن .. كيف الحال
حسن : أقول ناصر .. إذا تعزني ... دبر الرجال ..
ناصر : والله انك عزيز وغالي ... لكن الوظيفة حساسة ولا تناسب ..محمد .. ابد
حسن : أفهم إنك مارح تسوي شيء ....
ناصر : أعتذر ....!! ................... انتهت العلاقة

هذه ثلاث مشاهد من حياتنا الاجتماعية والتي تندرج تحت مظلة (( الفزعة )) وما تحمله من نخوة لنجدة الأقارب والأصدقاء وأصبحنا لا نفرق بين علاقات العمل والعلاقات الرسمية وبين علاقات القرابة والعزوة والجيرة .

(( الفزعة )) تجبر " ناصر" ... بان يكفل صديقة في المشهد الأول ... ويعطي سيارته لجاره في المشهد الثاني ... ويوظف " محمد " في المشهد الثالث ... حتى لا يخسر ...." حسن "

ما أجمل (( الفزعة )) عندما تكون لنصرة مظلوم على ظالم ، وما أجملها عندما نطبق بها قول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما معناه "لأن أمشي مع أخي في حاجة خير لي من أن أعتكف في مسجدي هذا شهراً "
وما أقبحها عندما تؤدي إلى ضياع حقوق الآخرين من أفراد المجتمع الذي هو بحاجة لهم بالإضافة إلى ما تخلقه من روح الانتهازية للبعض الذين يستغلون من يفزع لهم وهو يفزع لأحتساب الأجر عند الله .